فيينا: توقعات بأن تبقي «أوبك» على معدل إنتاجها وسط هبوط قوي للنفط

رئيس المنظمة: اضطرابات أسواق المال ليست لها علاقة بالنفط >شكري غانم: سعر البرميل قد يصعد مجددا إلى 100 دولار > اجتماع اليوم لم يسبقه كالعادة اجتماع للجنة مراقبة الأسعار

TT

قال شكيب خليل رئيس منظمة أوبك أمس ان المنظمة بذلت جهودا أكبر مما يكفي للحفاظ على كفاية الامدادات في أسواق النفط، وانه ليس بوسعها عمل شيء للتأثير على الاضطرابات التي تشهدها أسواق المال العالمية.

وكان شكيب خليل قد تحدث للصحافيين عقب وصوله ظهر أمس الى فيينا، حيث تنتظم صباح اليوم جلسات المؤتمر الوزاري رقم 147 بمقر المنظمة بالعاصمة النمساوية، بمشاركة وزراء دول المنظمة الـ13.

وقال خليل للصحافيين، قبل الاجتماع الذي يعقده وزراء المنظمة اليوم الجمعة، «هذه الازمة المالية لا علاقة لها بسعر النفط وامدادات النفط والطلب عليه. فنحن لم نخرب الاقتصاد العالمي مثلما يعتقد بعض الناس». وكانت أوبك قد زادت الانتاج في سبتمبر (ايلول) الماضي، لكن الاسعار واصلت ارتفاعها لتتجاوز 100 دولار في مطلع العام الجديد..

وقال خليل «أوبك فعلت أكثر من المطلوب من الاجتماع السابق، عندما قررنا زيادة الانتاج 500 ألف برميل يوميا. ولم أسمع بأي دولة تذكر زيادة الانتاج».

من جانب اخر علمت «الشرق الاوسط» ان اجتماع اليوم لم يسبقه كالعادة اجتماع وزاري للجنة مراقبة الاسعار «الكويت وايران ونيجريا، بالاضافة لامين عام الاوبك»، الذي يستبق الاجتماعات الوزارية، وترفع اليه التوصيات، كما لا تتوفر امام الاجتماع اجندة محددة بالصورة المعروفة.

وفي تعليق لمسؤول بالمنظمة أكد لـ«الشرق الاوسط»، ان ذلك يعود للطبيعة الخاصة، حيث انه مؤتمر غير عادي، يجيء انعقاده اساسا لمزيد من التشاور بين الوزراء، في ظل اوضاع اقتصادية غير عادية، بل تواتر اخبار عن احتمال تعرض اكبر الاقتصاديات العالمية لركود اقتصادي.

وأكد المسؤول الذي رفض الافصاح عن اسمه، اهمية اللقاء حتى لو لم يخرج الوزراء بأي قرار لزيادة سقف الانتاج. وكانت منظمة الاوبك قد اشارت في نشرتها الاقتصادية الى ان سعر خاماتها قد بلغ يوم امس 77.88 دولار للبرميل، بزيادة قدرها 39 سنتا عن اليوم الاسبق.     وقال هاري تشيلينجوريان من بي.ان.بي باريبا، «لا توجد طاقة كبيرة لدى اوبك للزيادة، لكن مجرد الاشارة الى الزيادة ستكون محل ترحيب».

وتلقي اوبك باللوم دائما في ارتفاع الاسعار على المضاربين غير أن ذلك فقد المصداقية منذ تراجعت الاسعار من مستواها القياسي فوق 100 دولار للبرميل، الذي بلغته مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي. وأوضح خليل أنه غير راض عن الاسعار المتقلبة فقال «نحن غير مرتاحين لسعر عشرة دولارات، كما أننا غير راضين عن 90 دولارا.

أعتقد أننا سنشعر بارتياح أكبر اذا كان لدينا سعر يبقى مستقرا لفترة طويلة». وقدر خليل أن عوامل نفسية وتوترات سياسية تضيف علاوة قدرها 30 دولارا للاسعار الحقيقية، التي تبررها عوامل العرض والطلب. وقال ان السعر الواقعي يتراوح بين 50 و60 دولارا للبرميل. وتابع أن خفض الانتاج ليس واردا، وأن أمورا كثيرة قد تحدث قبل اجتماع أوبك التالي في الخامس من مارس (اذار).

قالت ادارة معلومات الطاقة الاميركية، أول من أمس، ان من المتوقع بقاء أسعار النفط الخام الاميركي فوق 85 دولارا للبرميل، على أساس شهري حتى يونيو (حزيران) اذا أبقت أوبك انتاجها قريبا من مستوياته الحالية عندما تجتمع المنظمة في وقت لاحق هذا الاسبوع.

وقالت الادارة في مراجعتها الاسبوعية لسوق النفط، «في حين نزلت الاسعار عن ذروتها، الا أنها لا تزال مرتفعة نسبيا قياسا الى مستوياتها التاريخية، وتتوقع الادارة أن يبقى المتوسط الشهري لاسعار النفط فوق 85 دولارا للبرميل في النصف الاول من 2008 حتى اذا أبقت أوبك الانتاج (ان لم يكن المستويات المستهدفة) قرب المستويات الحالية.

وصبت تصريحات العديد من وزراء اوبك باتجاه ابقاء معدلات الانتاج على حالها، حيث قال وزير النفط الايراني غلام حسين نوذري أمس ان امدادات النفط كافية في الاسواق، وانه لا يرى داعيا لزيادة الانتاج في الاجتماع الذي تعقده منظمة أوبك اليوم الجمعة. وقال نوذري للصحافيين لدى وصوله الى فيينا «أعتقد أن السوق بها امدادات كافية وليس من الضروري زيادة الانتاج». من جهته قال وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني أمس انه لا توجد أي علامات على وجود نقص للامدادات في أسواق النفط العالمية، وانه لا يتوقع أن تغير أوبك انتاجها في الاجتماع الذي تعقده اليوم الجمعة في العاصمة النمساوية.

وقال الشهرستاني خلال رحلة الى بروكسل قبل الاجتماع الوزاري لاوبك في فيينا «لا أعتقد أنه ستجري تعديلات للانتاج». أما شكري غانم رئيس الوفد الليبي الى اجتماع منظمة أوبك فقال لرويترز أمس، ان ليبيا تتوقع أن تبقي المنظمة على انتاجها من النفط من دون تغيير عندما يجتمع وزراؤها اليوم الجمعة.

وقال غانم «اتوقع ألا يتخذ أي اجراء. ولا أعتقد أنه يوجد أي داع لتغيير الانتاج». وأضاف أن من السابق لأوانه الحديث عما قد تفعله أوبك عندما تعقد اجتماعها التالي في الخامس من مارس (اذار) المقبل. وقال «تقلبات السوق قد تغير الصورة». وتنبأ غانم بأن أسعار النفط ستواصل اتجاهها الصعودي.

وقال «سيتقلب السعر لكن الاتجاه العام سيكون صعوديا. وربما يصعد من جديد الى 100 دولار» للبرميل.

وعلى صعيد أسواق النفط العالمية تراجعت العقود الآجلة للنفط الخام الاميركي أكثر من دولارين أمس وسط مخاوف متزايدة من الركود بعد صدور تقرير يظهر صعودا في عدد الاميركيين المتقدمين للحصول على إعانات بطالة للمرة الاولى.

كما عززت من المخاوف بشأن الاقتصاد بيانات توضح نمو الانفاق الشخصي في عام 2007 كاملا بأضعف نسبة منذ 2003، وان كان الرقم قد ارتفع في ديسمبر (كانون الاول) 0.2 في المائة متجاوزا التوقعات بقليل.

وهبط سعر الخام تسليم مارس في بورصة نيويورك التجارية (نايمكس) 2.38 دولار، أي ما يعادل 2.6 في المائة مسجلا 89.95 دولار للبرميل.

تراجعت العقود الآجلة لخام نفط برنت دولارين للبرميل مسجلة 90.53 دولار أمس. وبحلول الساعة 14:53 بتوقيت غرينتش تراجع سعر مزيج برنت تسليم مارس 2.29 دولار ليصل الى 90.24 دولار للبرميل.