5 دول خليجية تخفض الفائدة وسط مخاوف من استمرار تصاعد معدلات التضخم

محللة: تراجع معدلات الفائدة قد يدفع بالنهاية إلى إصلاح نظام الصرف في دول مجلس التعاون

TT

خفضت دول الخليج العربية باستثناء عمان سعر الفائدة أمس، محاكية الخفض الاميركي، في خطوة من المرجح ان تزيد من ارتفاع التضخم الذي اقترب بالفعل من مستويات قياسية، وتكثف الضغوط على هذه الدول لرفع قيم عملاتها أو فك ربطها بالدولار.

وخفضت السعودية أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم سعر إعادة الشراء العكسي «الريبو العكسي» بمقدار نصف نقطة مئوية أمس، وهو ما يعادل الخفض الاميركي للفائدة أول من امس الاربعاء.

وقال جون سفاكياناكيس كبير الاقتصاديين في بنك ساب السعودي لرويترز، وهو الوحدة المحلية لبنك اتش.اس.بي.سي: «هذه الدول تبذل أقل القليل لتصحيح المعروض النقدي ولتوجيه رسالة للسوق بانها لا تريد مضاربات على العملات». واستمرت السعودية، مثل أغلب جيرانها، على سياسة الابقاء على سعر الريبو الاساسي، الذي يوجه أسعار إقراض البنوك من دون تغيير عند مستوى 5.5 في المائة، لمنع خفض اسعار الاقتراض من رفع التضخم بدرجة أكبر. وبعد خفض طارئ في الفائدة الاميركية بمقدار 75 نقطة اساس الاسبوع الماضي، رفعت السعودية والبحرين المجاورة متطلبات احتياطيات البنوك لحمل المقرضين على الابقاء على أموالهم في خزائنهم. وقال سفاكياناكيس: «البنك المركزي سيتعين عليه تحجيم البنوك في نهاية الامر». وخفضت أمس كل من الكويت، الدولة الخليجية الوحيدة التي لم تعد تربط عملتها بالدولار، والامارات العربية سعر اعادة الشراء لاجل ليلة الريبو بمقدار 50 نقطة اساس الى 3.5 في المائة. وأبقت الكويت على سعر الخصم ثابتا على 5.75 في المائة بعد خفضه لاول مرة في 18 شهرا الاسبوع الماضي في أعقاب قرار البنك المركزي الاميركي. والريبو هو السعر الذي يقرض به البنك المركزي البنوك التجارية، وهو بالتالي السعر الذي يوجه الاسعار التي تقرض بها البنوك.

وتحقق دول الخليج ايرادات استثنائية من ارتفاع اسعار النفط التي سجلت مستوى قياسيا فوق مائة دولار للبرميل هذا الشهر، وكانت الاسعار قد ارتفعت لاكثر من أربعة امثالها خلال السنوات الست الماضية مما غذى النمو الاقتصادي والتضخم. وقالت مونيكا ماليك الاقتصادية المختصة بالشرق الاوسط في المجموعة المالية القابضة هيرميس لرويترز: «هذه التخفيضات في سعر الفائدة تزيد من تحفيز الاقتصاد... وسيصل الامر الى حد تصبح فيه اسعار الفائدة منخفضة الى درجة تدفع الى اصلاح نظام الصرف في الخليج». وخفضت قطر سعر فائدة تسهيلات الايداع بمقدار 50 نقطة أساس الى ثلاثة في المائة، لكنها تركت سعر الاقراض الاساسي من دون تغيير عند 5.5 في المائة. وقامت البحرين بخطوة مماثلة وتركت سعر الريبو من دون تغيير عند 5.25 في المائة.

وقالت ماليك «اغلب دول الخليج تشهد سعر فائدة (حقيقيا) سالبا، مما يجعل الاقتراض أرخص على الناس من ترك أموالهم في البنوك». وطرحت الامارات التي لم تغير قيمة عملتها امام الدولار منذ عام 1997 سعر الريبو كسعر فائدة اساسي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وبلغ معدل التضخم في الامارات ثاني أكبر اقتصاد عربي أعلى مستوياته في 19 عاما مسجلا 9.3 في المائة في 2006. وتحدد عمان أسعار الفائدة في مزاد اسبوعي على شهادات الايداع كل يوم اثنين. وكانت قد خفضت سعر الريبو بمقدار 61 نقطة اساس فعليا أول من أمس الاربعاء في اعقاب قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي الاميركي الطارئ بخفض الفائدة بمقدار 75 نقطة اساس الاسبوع الماضي.