«بترورابغ» تجبر قيمة تعاملات السوق على التراجع بـ43.7%

بعد انخفاض سيولة الشركة 61% وسط فقدان 1.9 مليار دولار من قيمة التداولات

TT

تراجعت قيمة التعاملات في سوق الأسهم السعودية أمس بقوة، بعد أن فقدت 7.3 مليار ريال (1.94 مليار دولار)، بنسبة تراجع بلغت 43.7 في المائة قياسا بالسيولة المدارة أول من أمس والتي كانت عند 16.7 مليار ريال (4.45 مليار دولار)، لتعكس الضعف الكبير الذي تعيشه حركة المؤشر العام في الفترة الأخيرة، لتقف أمس عند 9.4 مليار ريال (2.5 مليار دولار).

واتضحت صورة إنهاك السيولة في تعاملات السوق أمس، بعد أن تخلت أسهم شركة بترورابغ عن المستويات العالية للأموال الداخلة على أسهم الشركة، والتي كانت تحجب الرؤيا عن حقيقة القيمة الإجمالية للتداولات، إذ كانت أسهم «بترورابغ» لها النصيب الأكبر من التعاملات الماضية من خلال استحواذها على 36.4 في المائة من سيولة السوق. وكان هذا التراجع القوي في معدل السيولة الداخلة على التعاملات ناجما عن تراجع قيمة تداولات أسهم «بترورابغ» بمعدل 61.1 في المائة عن أول من أمس والتي كانت عند مستويات 6.1 مليار (1.62 مليار دولار)، لتتقلص أمس إلى 2.3 مليار ريال (613.3 مليون دولار) فقط، كمستويات دنيا جديدة للسيولة المدارة على أسهم الشركة منذ إدراجها الأسبوع الماضي.

كما كان لأسهم الشركات القيادية دورا بارزا في تضاءل الحركة النقطية للمؤشر العام، بعد أن خبتت أضواء أسهم هذه الشركات في الفترة الأخيرة، لتلجأ معظمها أمس إلى الاستقرار النسبي بين تراجع طفيف وارتفاع مماثل.

من ناحيته أشار لـ«الشرق الأوسط» فهد السلمان مراقب لتعاملات السوق، أن الأسهم السعودية دخلت موجة مضاربية قوية، تركزت في الفترة الأخيرة على أسهم شركات التأمين، والتي استفادت من إعلان إدراج أسهم الشركة الجديدة في القطاع والتي ستضاف للسوق اليوم، مؤكدا على أن هذا السلوك يأتي في وقت تقف فيه أسهم الشركات القيادية موقف المتفرج على أداء المؤشر العام.

وأفاد السلمان أن السوق تترقب حركة جدية لمعرفة الاتجاه المقبل، خصوصا أن المؤشر العام لم يستطع حتى الآن الوصول إلى منطقة 10 آلاف نقطة، مفيدا أن مجرد العودة فوق هذه المستويات والاستقرار فوقها لفترة متوسطة، كفيل بتكريس الثقة بين المتعاملين بنهوض السوق من كبوتها.

في المقابل أوضح لـ«الشرق الأوسط» محمد الخالدي محلل فني، أن المؤشر العام للسوق، عكس الضعف الواضح في قيمة التعاملات على المؤشرات الفنية، مبينا أن هذه المؤشرات تكشف عن استقبال السوق لمقاومة صلبة وقفت في طريقه خلال الارتفاعات الماضية، والمتمثلة في مستوى 9800 نقطة تقريبا.

إلا أن الخالدي يؤكد رغم هذا الضعف وجود إيجابية واضحة على حركة المؤشر العام الفنية، من خلال بداية تكوينه لنموذج إيجابي، يقف دعم هذا النموذج عند مستوى 9580 نقطة تقريبا، مفيدا أن اختراق السوق لهذا النموذج تكون مؤهلة للارتفاع فوق مستويات 10 آلاف نقطة.  في المقابل ظهر في سماء سوق الأسهم السعودية أمس تقرير جديد صادر من إحدى الشركات الاستشارية، حاملا تقييما جديدا لأسهم أحدى شركات قطاع الاتصالات، حيث أصدرت شركة الخدمات والاستشارات المالية السعودية (بي ام جي) تقريرا عن تلك الشركة توضح فيه أن السعر العادل لأسهم هذه الشركة هو بزيادة 25 في المائة عن سعر إغلاق أسهمها أمس.

وكان تقرير شركة الخدمات المالية «شعاع» هو الأخير الذي اختص بسوق الأسهم السعودية، بعد صدروه في 17 من الشهر الماضي، والذي أوضحت فيه الشركة أن سوق الأسهم السعودية مرشحة للصعود إلى مستويات 13500 نقطة بنهاية عام 2008 أي بزيادة قدرها 22 في المائة مقارنة بمستواه نهاية العام الماضي.