«الصناعة» تنتشل السوق من وطأة الضغط السلبي لـ«البنوك»

من خلال الأداء الإيجابي لـ«سابك» في آخر ساعة تداول

TT

تمكن القطاع الصناعي من انتشال سوق الأسهم السعودية من الخسارة اليومية، بعد أن كان المؤشر العام يقبع تحت وطأة الضغط السلبي لأسهم شركات القطاع المصرفي، مع وقوف أسهم الشركات القيادية الأخرى بموقف المتفرج، لتعزز السوق التعاملات الإيجابية لليوم الثالث على التوالي. وجاء الأداء الإيجابي لقطاع الصناعة بعد النشاط السعري الذي أظهرته أسهم شركة سابك والتي تعتبر المؤثر الأكبر في السوق، من خلال التحرك في آخر ساعة من تعاملات أمس، والتي رفعت من حدتها مع النصف الساعة الأخيرة من عمر تعاملات السوق، لتغلق على ارتفاع 1.8 في المائة.

وكان الدور السلبي الأبرز ناجم عن القطاع البنكي، الذي لم ينبر أمس في مواجه حركة السوق المتفائل، بعد أن لجأت أسهم البنوك إلى التراجع القوي، داخل فترة التداولات، ليتخلص هذا القطاع من الصفة التشاؤمية مع نهوض السوق وخروجه من المنطقة الحمراء، متخلصا من معظم الخسائر المحققة أمس، ليكتفي قطاع البنوك بإغلاق سلبي قوامه 0.87 في المائة.

في المقابل خفف قطاع التأمين من الارتفاعات التي صاحبت أسهم شركاته في الآونة الأخيرة، على الرغم من بقاء أسهم شركة سلامة على النسبة القصوى، إلا أن هذا التوجه اقتصر على أسهم شركة واحدة، بخلاف الفترة الماضية، والتي كان هذا القطاع يشهد فيه صعودا شبه جماعيا. أمام ذلك أشار لـ«الشرق الأوسط» عبد الرحمن السماري الرئيس التنفيذي لشركة إي ستوك لأنظمة المتاجرة بالأسهم وخبير التحليل الفني، أن السوق السعودية لم تتخلص حتى الآن من منطقة المقاومات التي تشكلت بعد موجة الهبوط الحادة التي تعرض لها المؤشر العام قبل أسبوعين، مضيفا أن السوق أغلقت في تعاملات أمس بالقرب من مستوى مقاومة عند 9790 نقطة. وأبان أن المؤشر العام لا يزال يقبع تحت حاجز نفسي مهم يتمثل في 10 آلاف نقطة، والذي يحرص المضاربين اليوميين على توظيف هذا الرقم للتأثير على نفسيات المتعاملين، موضحا أن الرؤية لمعظم المتعاملين غير واضحة مع بقاء جزء من مسببات التراجع السابق عائمة، مثل الإعلان السلبي لشركة سابك بخصوص تراجع أرباح الربع الرابع من العام الماضي.

وأفاد السماري أن تعاملات السوق في الفترة الأخيرة يغلب عليها النشاط المضاربي، متوقعا استمرار هذا السلوك إلى أن يتخلص المؤشر العام من مناطق المقاومة التي يعيش فيها، لتصبح السوق قادرة على استعادة ثقة المتعاملين التي زعزعتها حدة الانخفاض الماضية.

ولفت خبير التحليل الفني، لوجود بوادر إيجابية بين طيات المؤشرات الفنية، تتمثل في الإغلاق لليوم الثاني على التوالي فوق متوسط 10 أيام لأول مرة منذ أسبوعين، والتي أصبحت قيمته البالغة 9560 نقطة تقريبا، تشكل دعما للمؤشر العام، والتي يعد كسرها عند كثير من المتاجرين إشارة سلبية كافية للخروج. وأضاف السماري أنه على الرغم من الضعف الواضح على المؤشرات المالية للتعاملات اليومية، إلا أن معدلات السيولة وأحجام التداولات، أخذت بالتزايد التدريجي، بعد انحسار قيم تداول أسهم شركة بترورابغ، الأمر الذي يدعم الجانب المتفائل للسوق، ويعد من المؤشرات الإيجابية. من ناحيته أوضح لـ«الشرق الأوسط» فهد السلمان مراقب لتعاملات السوق، أن الأسهم السعودية أخذت تنحى منحى الإيجابية مع اقتراب نهاية فترة التعاملات أمس، خصوصا بعد التوجه القوي من قبل السيولة إلى أسهم الشركات الصناعية، في مقدمتها سابك، والتي تتصف معظم هذه الأموال بالشرائية.