خفض بنك انجلترا (المركزي) معدل الفائدة أمس كما كان متوقعا على نطاق واسع في محاولة لتعزيز الاقتصاد البريطاني في مواجهة أزمة الائتمان العالمية. وقلص البنك سعر الفائدة الرئيسي ربع نقطة مئوية الى 5.25 في المائة في أعقاب خطوة مماثلة في ديسمبر (كانون الاول). وعزا بنك انجلترا قراره الاخير الى ضعف الطلب واستمرار الاضطراب في أسواق المال.
غير أنه حذر أيضا من استمرار مخاطر التضخم، وقال ان هناك حاجة لبعض التباطؤ في نمو الاقتصاد للعودة بمعدل التضخم الى المستوى المستهدف في الامد القصير.
وقال البنك في بيان «فرص نمو الناتج الاقتصادي في الخارج تدهورت وتعطل أسواق المال العالمية مستمر. تحتاج اللجنة الى الموازنة ما بين خطر أن يسحب تباطؤ حاد في النشاط معدل التضخم لما دون المستوى المستهدف في المدى المتوسط وخطر أن تبقي توقعات تفاقم التضخم معدل التضخم فوق المستهدف». وفي اعقاب القرار استأنف الجنيه الاسترليني خسائره ملامسا أدنى مستوى في أسبوعين أمس، وذلك بعد انتفاضة مباغتة في أعقاب قرار بنك انجلترا خفض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس. وفي بادئ الامر عوض الاسترليني تراجعه مقابل الدولار واليورو نظرا لان السوق كانت تأخذ في الحسبان فرصة ضئيلة لخفض قد يصل الى 50 نقطة أساس. لكن وجهة النظر القائلة بأن أسعار الفائدة تتجه الى مواصلة التراجع عما قريب دفعت الاسترليني الى مستويات متدنية جديدة.
وقال لرويترز آدم كول، كبير محللي أسواق الصرف لدى ار.بي.سي كابيتال ماركتس، «كانت هناك على الارجح تكهنات ضئيلة لخفض بواقع 50 نقطة أساس مما أدى الى انتعاشة محدودة في الاسترليني لدى اعلان القرار لكن فيما بعد استغل هذا كفرصة لاعادة تكوين مراكز مدينة. هذا بالتأكيد ما كنت سأفعله. أعتقد أن البيان كان متوازنا، وهناك دعم كبير لفكرة أنهم سيواصلون خفض الفائدة». وفي منتصف يوم أمس تراجع الاسترليني 0.6 في المائة عن الاغلاق السابق ليصل الى 1.9474 دولار مقتربا بذلك من أدنى مستوياته في أسبوعين. وصعد اليورو نصفا في المائة الى 74.96 بنس. وأسفر تراجع الاسترليني عن هبوط اليورو الى أدنى مستوى في أسبوعين أمام العملة الاميركية عند 1.4586 دولار.
من جهته قرر البنك المركزي الاوروبي أمس ابقاء سعر الفائدة الاساسي دون تغيير عند أربعة في المائة مثلما كان متوقعا على نطاق واسع وذلك رغم مطالب بخفضها للمساعدة في تجنب ركود اقتصادي عالمي.
لكن التوقعات تتزايد بأن البنك سينضم الى مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الاميركي) وبنك انجلترا المركزي وبنك كندا المركزي في خفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من العام الحالي.
وقال رئيس البنك المركزي الاوروبي جان كلود تريشيه في مؤتمر صحافي أمس، ان المخاطر على النمو الاقتصادي في منطقة اليورو آخذة في الازدياد، مما دفع المستثمرين الى رفع الرهانات على تخفيض سعر الفائدة. وقال تريشيه في مؤتمر صحافي عقده في فرانكفورت أمس بعد ان ابقى البنك المركزي الاوروبي معدل عند 4 في المائة، «سنواصل الرصد عن كثب جميع التطورات خلال الاسابيع المقبلة». وفي الشهر الماضي قال تريشيه ان مسؤولي البنك المركزي بحثوا امكانية الاضطرار لرفع أسعار الفائدة لمكافحة التضخم في منطقة اليورو والذي ارتفع الى مستوى قياسي في يناير (كانون الثاني). لكن مؤشرات في الاونة الاخيرة على تعثر النمو في منطقة اليورو التي تضم 15 دولة زادت الضغوط على البنك لخفض الفائدة لمساعدة في تجنب ركود عالمي.
وعلى صعيد اسواق الاسهم واصلت الاسهم الاوروبية تراجعها بعد ظهر أمس في أعقاب قرار بنك انجلترا (المركزي) الذي كان متوقعا على نطاق واسع بخفض أسعار الفائدة. وفقد مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الاوروبية الكبرى 1.5 في المائة مسجلا 1301.91 نقطة.
وقلص بنك انجلترا أسعار الفائدة الى 5.25 في المائة للمساعدة على تعزيز الاقتصاد وقد عزا قراره الى ضعف الطلب واستمرار الاضطراب في أسواق المال.
وحذر البنك المركزي من استمرار مخاطر التضخم وقال ان هناك حاجة لبعض التباطؤ في نمو الاقتصاد للعودة بمعدل التضخم الى المستوى المستهدف في الامد المتوسط.
وكتب محللو بير ستيرنز في مذكرة «ثقة الاقتصاد في تراجع سريع ويبدو أن النمو البريطاني مقبل على تباطؤ كبير هذا العام. تأخر بنك انجلترا كثيرا في خفض الفائدة واللوم كله على مخاوفه بشأن مخاطر التضخم».
الى ذلك النفط يتراجع هبوط اسواق الاسهم هبطت اسعار النفط للعقود الآجلة عن مستوى 87 دولارا للبرميل أمس حاذية حذو اسواق الاسهم العالمية ومع تزايد الادلة على ضعف الطلب في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم. وبحلول الساعة 1433 كان الخام الامريكي الخفيف للعقود تسليم مارس (ذار) منخفضا 62 سنتا عند 86.52 دولار للبرميل موسعا خسائره في الجلستين السابقتين التي بلغت 2.88 دولار. وتراجع خام القياس الاوروبي مزيج برنت 77 سنتا الى 87.01 دولار.