«الزامل السعودية» تخطط لاقتحام صناعة السفن العسكرية واليخوت الفاخرة

نائب الرئيس التنفيذي للمجموعة لـ «الشرق الأوسط» : ندرس التوسع في بناء الحفارات البحرية ومنصات البترول العائمة

حوض انتاج وصناعة السفن في ميناء الدمام التابع لمجموعة الزامل («الشرق الأوسط»)
TT

قال زامل بن عبد الله الزامل نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة الزامل، التي تملك شركة الزامل للخدمات البحرية، الشركة الوحيدة المتخصصة بصناعة السفن في السعودية، إنها تدرس حالياً التوسع في الأعمال البحرية، عبر الدخول فى مجال بناء الحفارات البحرية ومنصات البترول العائمة.

وقال الزامل ان مجموعته، تخطط للدخول في مجال الصناعات العسكرية البحرية، وذكر في حديثه مع «الشرق الأوسط»، أن مجموعة الزامل لديها توجه لصناعة مراكب وسفن عسكرية تستفيد منها قطاعات القوات المسلحة وحرس الحدود. وكان التقييم الأخير لشركات بناء السفن الذي أجرته هيئة «لويدز ليست» العالمية لمنطقة الشرق الأوسط والهند، قد صنف شركة الزامل في المركز الثاني بعد موانئ دبي العالمية.

«الشرق الأوسط» استطلعت ملامح هذا التحول وأبعاده المستقبلية من خلال الحوار الذي أجرته مع نائب الرئيس التنفيذي في المجموعة، المهندس زامل بن عبد الله الزامل.. والى نص الحوار: > تمتلكون الحوض الوحيد لإنشاء السفن في السعودية، هل يمكن لهذا الحوض الدخول في صناعات السفن الكبيرة، وذلك بعد توسعة ميناء الملك عبد العزيز في الدمام؟ وهل السوق المحلي يستوعب مثل هذه الصناعة؟

ـ حالياً الورشة لديها إمكانيات بناء وإصلاح حوالي 12 سفينة، في وقت واحد جميعها من السفن المتخصصة، بأقصى طول 80 مترا وأقصى عرض 15 مترا وأقصى وزن 1500 طن. ومن يستطيع تصنيع هذه السفن المعقدة يستطيع تصنيع سفن أكبر، لكن يبقى هناك شيء أساسي للدخول في هذا المجال وهو الجدوى الاقتصادية. تصنيع السفن التجارية الكبيرة، يعتمد على التصدير إلى الأسواق العالمية بشكل أساسي، ثم يأتي بعد ذلك السوق المحلي، لكننا في المجموعة نعد دراسات جدية في الوقت الحالي لبناء السفن التجارية نظراً لحاجة السوق المحلي لها.

> وماذا عن الخدمات البحرية الأخرى؟

ـ حالياً ندرس بشكل أساسي الدخول فى مجال بناء الحفارات البحرية ومنصات البترول البحرية، وذلك بحكم قربنا من هذه الصناعة، نتيجة لتخصص في هذا المجال، الذي انطلقت منه خدماتنا البحرية المتعددة منذ أكثر من 30 سنة، وعلى ضوء ذلك بدأنا تصنيع السفن المتخصصة نتيجة الخبرات التراكمية التي تحققت لنا، ولم يكن الدخول في هذه الصناعة نتيجة مواقف حماسية أو رغبات عارضة، مما أهل هذه الصناعة لكي تحقق النجاح الباهر الذي يتحقق على كل الأصعدة.

> ما هو تأثير التوسعة الحالية التي يشهدها ميناء الدمام على قدرات الحوض التصنيعية؟ وما هو حجم أعمال الحوض في الفترة الحالية؟

ـ التوسعة الحالية للورشة البحرية ستساعد على مضاعفة الطاقة الحالية لبناء السفن، وإنتاج الحوض يصل إلى 4.5 سفينة في العام.

> هل هناك توجه في المدى المنظور لطرح أسهم الشركة بشكل مستقل للاكتتاب في السوق المحلية؟

ـ حالياً يجري إعلان شركة الزامل للخدمات البحرية لتتولى إدارة كافة الأنشطة البحرية لمجموعة الزامل.

> بحكم خبرتكم في السوق السعودية، هل هناك شركات سعودية أو شركات أجنبية، ومن خلال شركاء سعوديين تنوي الاستثمار في قطاع بناء السفن، وكم يبلغ حجم سوق السفن المتخصصة في السعودية؟ ـ السوق السعودية سوق مفتوحة ويبدو فى الأفق أن هناك بعض شركات سعودية وكذا شركات أجنبية تنوى الاستثمار فى الموانئ السعودية، خاصة مينائي الدمام وينبع، من ناحية أخرى لا يمكن تقدير حجم سوق السفن المتخصصة في السعودية، التي نقصد بها السفن التي تؤدي أعمالا محددة، في مواقع محددة داخل الموانئ أو ما يسمى بخدمات الحقول البترولية في البحار، لعدم وجود دراسات اقتصادية متخصصة وشاملة في هذا المجال يمكن الاعتماد عليها، ولذا من الصعب تقدير الاحتياجات الفعلية للسوق السعودية من هذه الصناعة، وبدون شك لدينا سوق كبيرة وواعدة تستوعب هذه الصناعة.

> هل هناك تفكير لدى الشركة في صناعة القوارب واليخوت التي يزيد عليها الطلب من قبل رجال الأعمال والأثرياء في منطقة الخليج؟

ـ هناك بعض الاتصالات مع مصممي ومصنعي اليخوت الضخمة لدراسة إمكانية قيام تلك الصناعة في ورشتنا البحرية، والشركة لديها توجه للدخول في هذه الصناعة، وهناك مباحثات ودراسات جادة بهذا الخصوص مع شركة إيطالية متخصصة في صناعة اليخوت الفارهة.

> ماذا عن الصناعات البحرية العسكرية؟

ـ لدينا توجه لصناعة مراكب وسفن القوات البحرية وقوات حرس الحدود، وهناك نقاشات جدية لتصنيع بعض المراكب والقطع البحرية للقطاع العسكري في السعودية، والشركة في طور إبرام اتفاقيات في هذا الجانب، لتصنيع قطع بحرية عسكرية مختلفة الاستخدام والأحجام للقوات البحرية وحرس الحدود.

> الشركة تنتج سفناً تستخدمها بشكل خاص في أعمالها سواء في الميناء أو في خدمات الحقول مع شركة أرامكو السعودية، وهي التي تشرف على الصيانة والتشغيل لهذا الإنتاج، بمعنى أن إنتاجها لم يختبر من قبل أطراف أخرى أو في ظروف أخرى، لتتأكد جودة التصنيع والمنافسة السعرية، لماذا لا تطرح الشركة إنتاجها في الأسواق حتى يكون لها حضور في هذا الجانب لأخذ حصة في الأسواق العالمية في هذا المجال؟

ـ في التقييم الأخير لشركات بناء السفن الذي أجرته هيئة لويدز العالمية لمنطقة الشرق الأوسط والهند حصلت شركة الزامل على المركز الثاني بعد موانئ دبي العالمية، وهذا وحده يعد إنجازاً ضخماً بكافة المعايير، ويعطى الصبغة العالمية لصناعة السفن بالسعودية والمقدرة التنافسية للأداء والتميز.

> إنتاج الشركة محجوز حتى عام 2010 لصالح أعمالها، ولم تصدر سوى سفينة واحدة تم التعاقد عليها لصالح شركة كويتية، هل هذا النشاط في مجال التصدير كاف في الفترة الحالية، ثم إلا يعتبر ذلك تأخيرا في التعريف بهوية هذه الصناعة على الأقل على المستوى الخليجي، وإلى ما يعزى ذلك إلى قلة الإنتاج أم محدودية قدرة الحوض؟

ـ شركة الزامل للخدمات البحرية لديها أربعة نشاطات بحرية تتكامل في ما بينها لتجعل منها شركة الخدمات البحرية المتكاملة الوحيدة بالشرق الأوسط، ومعظم سفنها بنيت طبقاً لمتطلبات هيئة تصنيف السفن الأميركية، ومستوفية لمتطلبات شركة أرامكو السعودية، التي تنص على شروط جودة عالية وكفاءة فى الإدارة والتشغيل والصيانة للسفن بالمستوى العالمي، وحالياً قامت الشركة بتأجير بعض سفنها للعمل بمنطقة الخليج العربي لشركات عربية أخرى، وهي تعمل بكفاءة عالية. أما كون الشركة محملة بأوامر بناء سفن حتى منتصف عام 2010 فذلك لأن السفن التى تبنيها معقدة جدا،ً ومطلوبة فقط لشركات البترول البحرية الكبرى ومع التوسعات يمكن بدء التصدير للخارج.

كما ان احتياجات الشركة حالياً من السفن يفوق الطاقة الحالية لبناء السفن فى الشركة، وتقوم الشركة حالياً ببناء بعض السفن في الخارج، لهذا السبب، ولذلك فإننا نعمل بجدية فى مشروع التوسعة لزيادة الطاقة الحالية واستيعاب بعض من المشاريع التي تعرض علينا بكثرة لبناء سفن لجهات خارجية.

> ما هي التكلفة المالية للسفينة التي تتم صناعتها في السعودية؟ وما هو الفرق السعري في ما لو تم استيراد السفينة من مصنع أجنبي؟

ـ التكلفة المالية للسفينة الواحدة تختلف لتفاوت واختلاف أنواع وأحجام السفن، فقد تتراوح بين 20 مليون ريال إلى مائة مليون ريال، في الوقت الحالي، والفرق السعري يقل عند تصنيع هذه السفن في الحوض الذي تملكه الشركة بنسبة تتراوح ما بين 10% إلى 20%.

> كم عدد العاملين في الحوض؟ وكم تبلغ نسبة السعوديين بين العاملين فيه؟

ـ عدد العاملين بالورشة البحرية هو 850 عاملا وفنياً ومهندساً نسبة السعودة بينهم تصل إلى 20 بالمائة.

> الشركة تحتل المركز الثاني بعد موانئ دبي العالمية في صناعة السفن المتخصصة، وحصلت أخيراً على جائزة دولية، كما حصلت على ترخيص باستثمار علامة رولز رويس في منطقة الشرق الأوسط وآسيا، ما هي الخطط المستقبلية في ضوء هذه الإنجازات؟

ـ ورشة بناء السفن عمرها لا يتجاوز خمس سنوات، وعلى الرغم من ذلك تمكنت من الوصول للعالمية، وإنتاجها من السفن يضارع مثيلاتها العالمية المتخصصة، ونظراً لما وصلت إليه من خبرة وجودة وكفاءة مع الالتزام الكامل بمواعيد البناء والتسليم، فقد أبرمت شركة رولز رويس اتفاقية لبناء سبع سفن من أحدث إنتاجها في السعودية، وهذا دليل على المستوى الذي وصلنا له في هذه الصناعة.

> هل تفكر الشركة في بناء أحواض على الساحل الغربي من السعودية، خصوصاً أن الفترة القادمة ستشهد بناء مشروع الجسر البري الذي يربط بين ميناء الدمام وميناء جدة، مما سينشط حركة الاستيراد والتصدير في الميناءين بشكل كبير؟ ـ ليس لدى الشركة حالياً أي مشاريع لبناء أحواض على الساحل الغربي ولكن لديها بعض الدراسات للتعاون مع شركات عالمية لبناء السفن خارج السعودية.