أجواء الترقب والحذر تخيم على أوساط المتعاملين بعد نكسة الأسبوع الماضي

في وقت تقترب السوق من المحك الفعلي عند منطقة 9000 نقطة

TT

تستأنف سوق الأسهم السعودية تعاملاتها الأسبوعية اليوم، وأجواء الترقب والحذر تخيم على أوساط المتعاملين، بعد النكسة القوية التي مني بها المؤشر العام في أخر تعاملات الأسبوع الماضي، التي جعلت السوق تدخل عالم الانخفاض على المستوى الأسبوعي، بعد أن تخلصت من هذا التوجه في الأسبوع قبل الماضي.

وينتظر العديد من المتعاملين بداية تداولات اليوم آملين في أن تنكشف الغمة عن مسار المؤشر العام، الذي كاد أن يعيد للمساهمين أجواء التفاؤل مع بداية الأسبوع الماضي، قبل أن يختتم مسيرته الأسبوعية بتوجه متشائم، ليعود التوجس من أن تعيد السوق أحزانها في البحث عن مستويات دنيا أكثر مما خسرته خلال الفترة الماضية. وتتكرس هذه المخاوف مع اقتراب المؤشر العام من المستويات الدنيا المحققة في موجة الهبوط الماضية، التي كانت قريبة من مستوى 9000 نقطة، لتجعل السوق تقف عند محك فعلي في إظهار رغبتها الحقيقية، ونيتها في استكمال المسيرة الهابطة أو العودة إلى المسار الصاعد الذي أوقفته المستويات القريبة من 12 ألف نقطة. أمام ذلك أشار الدكتور أحمد العلي عضو الاتحاد الدولي للمحللين الفنيين، لـ«الشرق الأوسط»، أن المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية شهد خلال تعاملات الأسبوع الماضي تذبذبا ضيقا في مجال أفقي بين مستويات 9310 إلى 9898 نقطة، فتح الطريق أمام النشاط المضاربي، خصوصا على أسهم شركات التأمين وأسهم بعض شركات القطاع الخدمي والصناعي، التي اقتربت من قيعانها السعرية السنوية. إلا أنه يؤكد أن الحركة المضاربية التي تخللت تداولات الأسبوع الماضي كانت عمليات يسيطر عليها جانب الحذر، والناتج عن بقاء المؤشر العام في مسار فرعي هابط، مفيدا بأن السوق عكست إشارات سلبية، تتمثل في التقاطعات السلبية التي أظهرتها المتوسطات المتحركة على الفاصل اليومي، إلى جانب كسر السوق لمتوسط 100 يوم.

وأضاف العلي أن المؤشرات الفنية الأخرى مثل (الماكد) و(آر إس أي) تعزز السلبية المقروءة على توجهات المؤشر العام، بالإضافة إلى تكون نموذج استمراري للاتجاه الهابط، يتشكل في نموذج العلم السلبي أو الراية، الذي يتحقق تأثيره على مسار السوق بعد كسر مستوى 9300 نقطة بكميات عالية أو الإغلاق دونها. وأبان العلي أن جميع القراءات الفنية التشاؤمية السابقة لتوجهات السوق المتوقعة، تجعل المؤشر العام بين المطرقة والسندان، خصوصا مع وجود السوق بشكل عام عند مكرر ربحية يعد متضخما نوعا ما عند مستويات 20.5 مرة، على حد وصفه، حيث يشير إلى أنه لا مجال للتفاؤل اللامنطقي في ظل وجود سلبية واضحة للمؤشر العام. وأفاد بأن السوق تمتلك حاليا دعما عند مستوى 9273 نقطة، كما يوجد منطقة الدعم الرئيسية عند مستوى 8686 نقطة، يليها دعم متوسط 200 يوم عند 8473 نقطة، مفيدا بأن إغلاق تعاملات هذا الأسبوع، هي المحدد لمسار المؤشر العام، إذ أن الإقفال فوق مستويات 9675 نقطة يعد إيجابيا، موضحا أن هذه المستويات تعتبر آخر قمة هابطة. ويرى العلي أن أي إغلاق أسبوعي تحت مستويات 9360 نقطة يكرّس استمرارية السلبية، والتوجه للدعوم المحددة سابقا، كما ينصح عضو الاتحاد الدولي للمحللين الفنيين المتداولين بالانتظار قبل اتخاذ القرارات حتى تتضح توجهات السوق الحقيقية، وتظهر ملامح وصول المؤشر العام إلى القاع. ويعلل المحلل الفني ذلك كون السوق تعيش فترة غير صحية بعد التذبذبات المفاجئة، وضبابية حركة المؤشر العام في ظل وجود اكتتابات كبيرة، وأيضا تداول أسهم شركة انعام القابضة وتأثيره على أسهم الشركات المضاربية في حال انخفاضها خلال أول أيام تداولها، كل هذه المعطيات تنعكس سلبا على مسار السوق بشكل عام. في المقابل أوضح سليمان العلي وهو مراقب لتعاملات السوق لـ«الشرق الأوسط»، أن الأسهم السعودية تبقى في خانة الإيجابية رغم الأحداث الأخيرة التي جعلت التشاؤم يعم أوساط المتعاملين، مذكرا أن هذه الأجواء دائما ما تكون من الإشارات الإيجابية التي تدل على الاقتراب من نهاية الهبوط. ويقول العلي، على الرغم من القراءات السلبية التي كشفت عنها تعاملات الأسبوع الماضي، إلا أن أسهم بعض الشركات تعيش بمنأى عن مسار المؤشر العام، خصوصا تلك الشركات التي تمتلك رصيدا إيجابيا خاصا بالتوقعات المستقبلية لقوائمها المالية، التي تعد من الفرص المتجددة في السوق مع هذا الهبوط.