السوق ترضخ لرغبات التراجع لتعود إلى مستويات غادرتها منذ 3 أشهر

وسط انخفاض 86% من شركات السوق.. 5 منها على النسب الدنيا وهبوط السيولة المدارة 35%

TT

رضخت سوق الأسهم السعودية لرغبات التراجعات، التي طالت أسهم 85.7 في المائة من شركات السوق، ليعود المؤشر العام إلى مستويات غادرها منذ 7 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بعد أن لامست السوق مستوياتها الدنيا أمس عند 9073 نقطة، متراجعة 411 نقطة تعادل 4.3 في المائة، قبل أن تتقلص هذا الهبوط في آخر فترة التعاملات.

كما طالت هذه الانخفاضات معدلات السيولة المدارة في تعاملات الأمس والبالغة 9.2 مليار ريال (2.45 مليار دولار)، منحدرة بنسبة 34.7 في المائة، بعد تسرب 4.9 مليار ريال (1.3 مليار دولار) من إجمالي قيمة التعاملات المسجلة في تداولات الأربعاء الماضي، والتي كانت عند 14.1 مليار ريال (3.76 مليار دولار).

في المقابل كان التشاؤم واضحا على أسهم 5 شركات، بعد أن لجأت للنسبة الدنيا، لتخالف بعضها الاتجاه السابق التي كانت تتداول عنده، بعد أن تراجعت أسهم شركات: التأمين العربية والمراعي واللجين وكيان السعودية وفتيحي لأدنى المستويات المسموحة في نظام تداول.

وجاء ذلك بعد أن زار اللون الأحمر جميع قطاعات السوق، في مقدمتها القطاع الصناعي الهابط بمعدل 4.7 في المائة، اقتداء بمسار أسهم شركة سابك المنخفطة بنسبة 4.6 في المائة، لتزور مستويات جديدة مقارنة بالتعاملات الأخيرة، بعد أن أغلقت بالقرب مستوياتها الدنيا أمس عند 155.25 ريال (41.4 دولار). وفرضت التراجعات نفسها على مؤشر القطاع الصناعي، بعد أن عانت أسهم جميع شركاته من التراجعات، باستثناء شركة واحدة تمكنت من مخالفة الاتجاه، حيث استطاعت أسهم شركة المصافي من تسجيل صعود طفيف بنسبة 0.78 في المائة، كما قوامت أسهم شركة سبكيم العالمية موجة الانخفاض بالصمود عند مستوياتها السابقة.

وعلى الرغم من التراجع الواضح على مؤشر قطاع التأمين بنسبة 1.5 في المائة، إلا أن أسهم 6 شركات حققت ارتفاعا ملحوضا، من خلال تسجيل أسهم شركة الأهلي تكافل للنسبة العليا، مع صعود أسهم شركة ساب تكافل بمعدل 9.3 في المائة، وارتفاع أسهم أليانز إس إف بمعدل 9 في المائة. وأنهت سوق الأسهم السعودية تعاملاتها أمس عند مستوى 9134 نقطة بتراجع 350 نقطة تعادل 3.7 في المائة تقريبا، عبر تداول 217.9 مليون سهم بقيمة 9.2 مليار ريال (2.45 مليار دولار)، مع تراجع أسهم 96 شركة مقابل ارتفاع 11 شركة فقط. أمام ذلك أشار لـ«الشرق الأوسط» صالح السديري وهو محلل فني، أن المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية، تمكن من كسر مستويات داعمة مهمة، تتمثل في متوسط 200 يوم الموزون، والذي يقع عند مستوى 9200 نقطة، مفيدا بأن الإغلاق تحت هذه المستويات يمثل تخلي السوق عن حدث مهم عاشته خلال اختراق هذا المتوسط في الفترة الماضية.

ويؤكد السديري على أن هذا التراجع عبارة عن تجربة فنية لا بد من تأكيدها عبر تداولات اليوم، والذي يعني صعوبة البت في تأكيد الاتجاه، في ظل المتغيرات الفنية الأخيرة، والتي تجعل المتداول يدخل في معمعة التكهنات غير الدقيقة، مع غياب الأسباب المنطقية التي تدعم هذا المسار.

في المقابل أوضح لـ«الشرق الأوسط» خالد الحربي مراقب لتعالات السوق، أن الأسهم السعودية، أظهرت خنوع لقوى البيع التي سيطرت على مسار التعاملات الأخيرة، موضحا عدم قدرة أسهم شركة سابك في موجهة هذا التراجع، مما يعني ضعف المحرك الأقوى لاتجاهات السوق.

ويستدل الحربي في ذلك على أن السوق توجه معضلة في استعادة الثقة خصوصا في الفترة الحالية، والتي يجب أن يقابلها محفز جديد يمنح السوق حيوية منتظرة، بعد تحقق المطلب، إلا أنه يرى وجود فرص حقيقية في السوق، وعلى وجه الخصوص أسهم الشركات التي أظهرت نفسها في التداولات الأخيرة من خلال تمساكها النسبي، الذي يدلل على وجود مهتمين كبار بهذه الشركات.