خادم الحرمين يأمر بتنفيذ مشروع قطار مكة المكرمة ـ جدة ـ المدينة المنورة السريع بتمويل من صناديق حكومية

الحقيل لـ «الشرق الأوسط»: عدلنا عن إنشاء المشروع بطريقة البناء والتشغيل لتسريع التنفيذ.. و«الاستثمارات العامة» سيمول ونتفاوض مع صندوقين آخرين

TT

اصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود أمس أمرا بتنفيذ مشروع قطار مكة المكرمة ـ جدة ـ المدينة المنورة السريع بتمويل من الصناديق السعودية المتخصصة.

من جانبه، اعتبر الدكتور جبارة الصريصري وزير النقل السعودي رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، قرار خادم الحرمين الشريفين بتمويل المشروع، بأنه يضع السعودية في مصاف الدول المشغلة للقطارات السريعة، ويشكل نقلة نوعية في النقل في المملكة، ويضعها في مصاف الدول المشغلة للقطارات السريعة.

وبين الصريصري أنه سبق أن أصدر المجلس الاقتصادي الأعلى قرارا في وقت سابق بالموافقة على البرنامج التنفيذي لتوسعة شبكة الخطوط الحديدية، الذي اشتمل على خط الشمال ـ الجنوب وخط الجسر البري الذي يربط الشبكة الحالية بمدينة جدة، ومشروع قطار مكة المكرمة ـ جدة ـ المدينة المنورة السريع المصمم على سرعة تزيد عن 300 كيلو متر في الساعة.

وتابع أن هذه السرعة تساعد القطار على أن يقطع المسافة بين مكة المكرمة وجدة في مدة نصف ساعة، ويقطع المسافة بين جدة والمدينة المنورة في مدة لا تزيد عن ساعتين.

أمام ذلك، أكد المهندس عبد العزيز الحقيل، رئيس المؤسسة العامة للخطوط الحديدية لـ«الشرق الأوسط» أمس أن المؤسسة عدلت عن إنشاء مشروع القطار بطريقة البناء ثم التشغيل والإعادة وذلك من أجل الإسراع في تنفيذ المشروع.

وبين أنه سيتم تمويله بالكامل من قبل صندوق الاستثمارات العامة، على أن يتم تسليمه لأحد المشغلين الذين سيقدمون العرض الأقل لطلب الدعم الحكومي، حيث ستستمر الحكومة السعودية في دعم المشروع، مفيدا بأن تمويل المشروع سيتم عن طريق صندوق الاستثمارات العامة، وهو المؤكد حالياً، بالإضافة إلى صندوقين يتم التفاوض مع وزارة المالية بشأن دخولهما في عملية التمويل.

وقال الحقيل إن الطريقة القديمة في تسويق المشروع كانت تضع عام 2009 موعداً اساسياً لتسليم وثائق المشروع وإنهاء كافة الرخص اللازمة له، وكان المتوقع البدء في تنفيذ المشروع قبل نهاية العام، لكن بالطريقة الجديدة سيتم البدء في المشروع قبل ذلك، حيث ستقدم الحكومة تمويل المشروع للإئتلاف الذي سيقوم ببناء المشروع وتشغيله.

وأشار إلى أن حجم التمويل غير محدد في الوقت الحالي، فيما ينتظر الانتهاء من المواصفات التي يعمل عليها فريق المشروع لتحديد حجم التمويل، مضيفا أن إعلان حجم التمويل سيكون قريباً، مرجعا ذلك لأن فريق المشروع يعد التقرير النهائي للمواصفات التي سينفذ المشروع طبقاً لها وكذلك الأعمال الهندسية التي يقتضيها تنفيذ المشروع.

ونفى الحقيل أن يكون المشروع يواجه صعوبات ألجأت الحكومة إلى تمويله، مؤكداً أن عامل الوقت هو السبب الذي جعل الحكومة السعودية تتبنى عملية التمويل، مشيراً إلى أن الائتلافات ستأخذ فترة أطول في عملية الحصول على التمويل للبدء في أعمال المشروع التي بدورها تستغرق وقت أطول لإنجازها.

وأبان رئيس مؤسسة الخطوط الحديدية أن السعودية اتبعت الطريقة المعمول بها عالمياً لتنفيذ مشاريع قطارات الركاب، حيث تبنى من قبل الحكومات وتمول عملية التشغيل من المستثمرين في المشروع، مضيفاً أن المؤسسة تدرس مشروعا في إسبانيا نفذ بطريقة التمويل من الحكومة، إذ مولت الحكومة بناء الخط والمحطات ومن ثم تسلمها إلى مشغلين، وقد تقدم لهم إعانات أثناء التشغيل على اعتبار أن هذه المشاريع غير مربحة، وإنما تدخل في مشاريع ما يسمى بالبنى التحتية التي تتكفل بها الحكومات.

وذكر الحقيل أن مشروع الجسر البري لن يعامل بالطريقة التي تم تنفيذ مشروع قطار مكة المكرمة جدة والمدينة المنورة، لأنه مخصص للشحن وعادة مشاريع الشحن تكون مجزية للمستثمرين. وأضاف سيرسى في شهر مايو (أيار) المقبل، مؤكداً أن الإئتلاف الفائز بالمشروع سيكون الإئتلاف الذي يطلب أقل إعانة من الحكومة على مدى 50 سنة لتنفيذ المشروع.