«سابك» تجبر السوق على استعادة منطقة الحاجز النفسي بعد فراق قرابة الشهر

بعد اختراق المؤشر العام 10 آلاف نقطة.. و«أنعام» تستحوذ على 976.7 ألف دولار فقط في يومها الأول بعد الإيقاف

TT

أبهرت أسهم شركة سابك أمس، جمهور المتعاملين في سوق الأسهم السعودية، بعد أن استطاعت إجبار المؤشر العام على العودة فوق منطقة 10 آلاف نقطة، بعد فراق لهذه المستويات دام لقرابة الشهر، خصوصا في خضم لمسة الحزن التي أضافتها أسهم شركة أنعام القابضة على التداولات بعد عودتها للتداول أمس.

إذ نجحت أسهم «سابك» في خطف الأضواء من جميع الأسهم القيادية الأخرى، التي حاولت إثبات حضورها، في ظل الأداء اللافت التي عكسته أسهم القائد الأول للسوق، إلا أن «سابك» ثبتت أقدامها في المركز الأول في الصعود بين أسهم الشركات القيادية، والمرتبة الرابعة بين جميع الشركات، صاعدة بمعدل 7 في المائة.

كما عادت روح التفاؤل على حركة أسهم الشركات، من خلال تسجيل أسهم شركتين ارتفاعا بالنسبة القصوى، والتي فقدت في تداولات أول من أمس، حيث كانت الأولى من نصيب قطاع التأمين بعد ارتفاع أسهم شركة أليانز إس إف، والثانية لأسهم مجموعة صافولا. وأنهت سوق الأسهم السعودية تعاملاتها أمس عند مستوى 10127 نقطة بارتفاع 288 نقطة تعادل 2.94 في المائة، عبر تداول 251.6 مليون سهم بقيمة 11.1 مليار ريال (2.96 مليار دولار)، بصعود جميع القطاعات، عدا قطاعي الاتصالات والزراعة.

في المقابل أضافت أسهم شركة أنعام القابضة نبرة تشاؤم على حركة أسهمها السعرية في أولى أيام تداولاتها، بعد أن ابتعدت عن ساحة التعاملات لـ395 يوما، بعد إيقافها من قبل هيئة السوق المالية، بسبب تآكل معظم رأس مال الشركة جراء الخسائر المتراكمة.

لتعود أسهم الشركة التي حجزت أموال عدد كبير من المتعاملين لأكثر من عام، متداولة لنصف ساعة فقط في يومي الأحد والأربعاء، والذي بدأته أمس، ولكن على النسبة الدنيا، ليتضح إحجام السيولة عن الخوض في تعاملاتها، كعزوف صريح ظهر من خلال تنفيذ 22386 سهما فقط، طيلة جلسة تداول الشركة الخاصة. إذ بلغت قيمة الأسهم المتداول على «أنعام» 3.6 مليون ريال (976.7 ألف دولار) عبر تنفيذ 257 صفقة بمعدل 87.1 سهم لكل صفقة، ليتضح التخوف البارز من الدخول في مغامرة الشراء في أسهم الشركة التي فقدت حسها المضاربي مع بعدها عن التعاملات لفترة طويلة، بالإضافة إلى التنظيمات الجديدة لتداولاتها والتي حدت من إمكانية التحرك المضاربي داخل أسهم الشركة. وتعليقا على تعاملات أسهم شركة أنعام القابضة، ذكر لـ«الشرق الأوسط» عبد العزيز السالم مراقب لتعاملات السوق، أن ما حدث على أسهم الشركة كان متوقعا، بعد احتجاز أموال عدد كبير من المتعاملين في ظل إيقاف أسهم الشركة، مما حدا بالبعض إلى تفضيل الخروج من دون المغامرة في البقاء أكثر من ما مضى.

وأكد السالم أن هذا الشعور بالاستياء من قبل ملاك أسهم الشركة يشاركه فيه المشترون، الذين فضلوا ترك أسهم الشركة حتى تتضح معالم التوجهات التنظيمية، خصوصا أن هذه التنظيمات لا تدعم التوجه المضاربي الذي تشتهر فيه أسهم هذه الشركة سابقا.

ويرى السالم أن هذا التوجه التشاؤمي من قبل المتعاملين حيال أسهم «أنعام» جاء في وقت يترقب فيه المتداولين دخول السوق في موجة جني أرباح بعد الارتفاعات المتواصلة التي لحق بالمؤشر العام، مع وصوله إلى منطقة الحاجز النفسي المتمثلة في مستوى 10 آلاف نقطة.

من ناحيته أوضح لـ«الشرق الأوسط» فهد السعيد وهو محلل فني سعودي، أن المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية تمكن من اختراق مستويات الحاجز النفسي بقوة في ظل الحركة الايجابية لأسهم شركة سابك، والتي ساعدت السوق في استرداد هذه المستويات، مع إضافة نوعا من الثقة لقراءات المتعاملين. إلا أن السعيد يرى ضرورة تأكيد هذا الاختراق بالاستقرار فوق هذه المستويات ليومين تداول على الأقل مع تنفيذ كميات أكبر، مضيفا أن المؤشر عكس إشارة إيجابية في تجاوز المقاومة الفنية الأولى في هذه المنطقة، والتي تقبع عند مستوى 10050 نقطة تقريبا.