سؤال وجيه لا إجابة له عندي

سليمان محمد المنديل *

TT

كتبت قبل شهر، مقالاً حول نتائج البحث الذي أعد من قبل استشاري تعليمي، وتمت من خلاله مقارنة عن مستوى طلبة عدد من الدول حول العالم، في مادة الرياضيات، وكانت نتيجة البحث أن طلبة المملكة قد حصلوا على المركز رقم (43) من مجموع الدول البالغ عددها (45) دولة، واقترحت في المقال القيام بعمل ذي رمزية عالية، ألا وهو عمل مسابقات للمواد العلمية، أسوة بالمسابقات القائمة حالياً. ولأن المسابقات القائمة حالياً تتم بتمويل حكومي، فقد أملت، وافترضت أن تموّل الحكومة المسابقات العلمية أيضاً، ولكن وردتني ردود كثيرة، نبهتني إلى حقائق كانت غائبة عني، وإلى اقتراحات فاتتني، وأود تلخيص أهم الملاحظات، والاقتراحات التي وردت: 1 ـ نبهني الكثير بأن انتظار التمويل الحكومي للمسابقات العلمية، هو بمثابة قتل للفكرة الرائدة، واقترح عليّ طرق بابين للتمويل، مكملين لبعضهما البعض: أ ـ مؤسسة الملك فيصل الخيرية: وهي منذ ثلاثة عقود، تمنح جوائز، منها جوائز لتخصصي العلوم، والطب، سنوياً. وطوال تلك المدة، لم يفز أي سعودي، أو سعودية بها. ونتوقع أن ذلك يثير تساؤلاً لدى المسؤولين في المؤسسة؟ وربما يقود إلى قيام المؤسسة بتبني مسابقات للنشء السعودي، علّنا نسعد يوماً ما بمنح جوائز تلك العلوم لسعودي، أو سعودية.

ب ـ المملكة مكونة من (13) منطقة إدارية، وبها (19) غرفة تجارية، ولذلك لو تبنى مجلس الغرف التجارية، فكرة الترويج للجوائز العلمية من قبل العوائل الميسورة، في كل محافظة، أو غرفة تجارية، أو مدينة، وذلك بالبدء بمسابقات وجوائز، لكل من المـواد العـلمية (الرياضيات، الفيزياء، الأحيـاء، الكـيمياء، الجيولوجيا، الكمبيوتر، اللغات).

إن ذلك الترتيب سيضمن توزيع الأجر، والفائدة، وسيضمن مشاركة أكبر عدد من العوائل الموسرة، لتخليد ذكر مؤسسيها العظام، ويلي ذلك مسابقات وطنية، مبنيّة على تلك المسابقات المحلية، وهو ما سيخلق بيئة من العصف الفكري العلمي، والمنافسة الشريفة بين الطلبة، وبين الطالبات.

2 ـ وردت اقتراحات بألا تقتصر المسابقات على الطلبة والطالبات فقط، وإنما أن تشمل أيضاً بحوث الباحثين، في مواضيع ذات أهمية وطنية، مثل بحوث النفط، والغاز، والصناعة، والمياه، والتصحّر، والنخيل، والمواضيع الاجتماعية، مثل النمو السكاني، والعنف الأسري، والطلاق، والعنوسة.. وقد يكون هذا الاقتراح طموحاً في ظل الواقع الحالي، ولكن لا مانع من أن نحلم، فكل الإنجازات تبدأ بالأحلام.

ولأنني انتهيت مؤخراً من قراءة كتاب «صخور النفط ورمال السياسة»، لمؤلفه الأستاذ محمد عبد الله السيف، وهو عن حياة المرحوم الشيخ عبد الله الطريقي، فإنني أتمنى أن تكون جائزة النفط باسم ذلك الرجل الوطني، العصامي، المخلص، الذي قدم لوطنه الكثير، من خلال تزعمه جهد تأسيس منظمة أوبك، وهي التي حفظت حقوق الدول المصدرة للنفط، من طغيان، واستغلال شركات البترول العالمية.

3 ـ نبهتني إحدى الأخوات الكريمات، إلى أنه وبالرغم من أن عدد الطالبات يفوق عدد الطلبة في المملكة، إلا أن جميع المسابقات القائمة، التي أشرت إليها، هي للطلبة السعوديين، وللطلبة الضيوف من مختلف أصقاع العالم، ولكن ليس للطالبات السعوديات حظ منها!! وتسأل لماذا؟؟! أختي العزيزة: هو سؤال وجيه، ولكن ليست له إجابة عندي!! إلا اللجوء إلى حجة «سد باب الذرائع».

* اقتصادي سعودي [email protected]