المنتدى يدعو لاحتواء 200 مليون شاب عربي في سن العمل

من خلال تسريع التنمية الشاملة ومواكبة القفزات الاقتصادية

TT

وجه المتحدثون في الجلسة الصباحية لليوم الختامي لمنتدى جدة الاقتصادي التاسع، دعوة للعالم العربي لاحتواء أكثر من 200 مليون شاب عربي هم في سن العمل متفقين على ان هناك فجوة معرفية في منطقة الشرق الأوسط.

وقالت الشيخه لبنى القاسمي وزيرة التجارة الخارجية الإماراتية، «ان اقتصاديات العالم الناجحة تدل على أن التنمية لا يمكن أن تنفصل عن الروابط الاجتماعية؛ في اشارة منها الى موضوع الجلسة الرابط الاجتماعي الاقتصادي جينوم الحياة المزدوج».

واعتبرت القاسمي «أن العامل البشري هو المصدر الأساسي للتنمية الاقتصادية»، مشيرة للتقدم الذي تحققه معظم دول الشرق الأوسط في التفاعل مع المجتمع المدني لتحقيق التنمية البشرية وأهميته كبعد للنمو الإقليمي والتنمية المستدامة.

وتحدثت الشيخة لبنى القاسمي عن إطلاق استراتيجية للتنمية المستدامة لمواطني الامارات تشمل التنمية الاجتماعية مع التركيز على التعليم والصحة وإنشاء مؤسسات للتعليم والتدريب. وأكدت في الوقت نفسه على ضرورة التركيز على الاستراتيجيات طويلة الأجل وتحفيز القطاع الخاص للاستثمار في التعليم. وعددت القاسمي مراكز التنمية في الإمارات والسعودية باعتبارها مصدرا مهما للتنمية البشرية، مشيرة إلى إنشاء مؤسسة الشيخ محمد بن راشد المكتوم الهادفة إلى إنشاء اقتصاد معرفي كتفكير مبدع لتنمية رأس المال البشري.

من جهته، قدم الأمير بندر بن سعود بن خالد ورقة حول دور جامعة الفيصل معدداً العوامل المساهمة في التنمية المستدامة والمتمثلة في رأس المال والموارد والقيادة الحكيمة والموقع والاستقرار السياسي، منوهاً بضرورة التركيز على كافة مراحل التعليم لمختلف شرائح المجتمع.

واعتبر الأمير بندر أن المؤسسات غير الربحية في مجال التعليم فاعلة في سد الفجوة بين المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، مشيراً إلى أن المملكة تحتاج إلى تعزيز دورها في الاقتصاد من خلال تنمية الموارد البشرية وزيادة المؤسسات الغير ربحية، منوهاً بأن هناك مشروعا يدرسه مجلس الشورى في هذا الصدد.

وعدد الأمير بندر بعض الإنجازات التي حققتها الجامعة من إنشاء قرية الملك فيصل النموذجية وقرية الحريضه وكلية عفت الأهلية للبنات باعتبارها أول كلية أهلية للبنات في المملكة وجامعة الفيصل، مشيراً إلى عدد من الاتفاقات مع المؤسسات الطبية والجامعات العالمية. وخلص الأمير بندر إلى أن الإبداع الإنساني هو المورد الاقتصادي الضروري وأن التعليم هو الأداة الرئيسة للتطوير.

من جانبه، استعرض الدكتور سليمان عبد المنعم الأمين العام لمنظمة الفكر العربي خلال الجلسة، دور المؤسسة في التنمية الثقافية باعتبارها جزءا من التنمية الشاملة، متطرقا إلى أن معدلات التنمية البشرية تشير إلى أن متوسط عدد الأطباء بين كل 1000 مواطن 1.1 على مستوى الدول العربية و1.4 في السعودية و3.5 في دول أوروبا الغربية فيما بلغ عدد سنوات التعليم 11.3 في الدول العربية و12.8 في المملكة و15.5 في دول أوربا الغربية و12.5 في دول شرق آسيا. فيما بلغت نسبة التعليم الجامعي 22.60 في المائه في الدول العربية و28 في المائه في المملكة و63 في المائه في أوربا الغربية و35 في المائه في دول شرق آسيا. وتابع «فيما بلغت نسبة التعامل مع الانترنت لكل 1000 شخص 64 في الدول العربية و66 في المملكة و473 في أوروبا الغربية و263 لدول شرق آسيا فيما بلغت معدلات الانفاق على التعليم في الموازنات العامة 5.1 للدول العربية و5.4 في المملكة و5.9 لدول أوروبا الغربية و3.8 لشرق آسيا.

وفي استفتاء داخل قاعة المؤتمر حول معطيات التعليم الحالية تكفي لأعداد الجيل القادم، صوت 82 في المائه على أنهم لا يرون ذلك.

الى ذلك طالبت الشيخة لبنى القاسمي بضرورة احتواء أكثر من 200 مليون شاب عربي في سن العمل من أجل الإسراع بالتنمية الشاملة ومواكبة القفزات الاقتصادية الكبيرة التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الماضية. وقالت «لا شك أن القفزات التي حققتها دول الخليج العربي في رأس المال كان له الأثر الأكبر في تحقيق الرخاء الاقتصادي العربي والقفزات التي شهدتها المنطقة في السنوات الماضية». وشددت القاسم على أهمية الاستثمار في قطاع التعليم والتدريب، مذكرة بمبادرة الشيخ محمد بن راشد بن مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس الوزراء وحاكم دبي، بإنشاء مؤسسة محمد بن راشد البحثية التي تبرع لها بـ37 مليون درهم بهدف إنشاء مراكز علمية وبحثية في الجامعات العربية، بالإضافة إلى المنح المخصصة للباحثين، والاهتمام بالاقتصاد المعرفي. ونوهت إلى ضرورة الفكر الخلاق للتنمية البشرية، حيث يضم العالم العربي 200 مليون من الشباب تحت سن 25 سنة تشكل نسبة 65 في المائه من إجمالي عدد السكان يحتاجون إلى احتوائهم في سوق العمل.

من جهة أخرى، ناقشت الجلسة الثانية من فعاليات اليوم الثالث تطوير رأس المال البشري التي استهلها اندريس شليشر من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، موضحا أن رأس المال البشري هو عامل النمو الأساسي والمحرك الاقتصادي الرئيس في دول العالم، لذلك سعت العديد من الدول إلى مضاعفة مؤسساتها التعليمية وسارت بسرعة نحو اللحاق بركب التطور ورفد مواردها البشرية. كذلك تحدثت الدكتورة منى مرشد من جامعة مكنزي عن نقل المهارات الغربية إلى الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن مادتي العلوم والرياضيات تشهدان انخفاضاً ملحوظاً في المستوى وفقاً للإحصاءات العالمية، كما أن 80 في المائه من الطلاب لا يجيدون التعامل مع الرياضيات، مؤكدة على ضرورة الاهتمام بالمعلم وإعداده. واعتبرت الدكتورة هيفاء جمل الليل عميدة كلية عفت حب التعلم ركناً أساسياً في العملية التعليمية، مؤكدة «أن هذا ما أوصانا به رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ويجب علينا توفير عناصر مختلفة ومتنوعة ومترابطة في ذات الوقت، لأن الحياة ليست نقطة واحدة من الزمان».