«الصوامع»: الشح المفاجئ في الدقيق بسبب استخدامه في تعليف المواشي وتهريبه إلى خارج السعودية

أعلنت عن انطلاق مشروعين في المدينة المنورة وحائل بكلفة 400 مليون ريال

TT

اعلنت المؤسسة العامة للصوامع ومطاحن الدقيق في السعودية انها بعد ان تقصت الأسباب التي أدت إلى الشح المفاجئ في مادة الدقيق في أسواق أنحاء المملكة الذي ظهر في الأونة الأخيرة واتضح لها أنه يعود إلى استخدام الدقيق في تعليف المواشي نظرا لارتفاع أسعار الشعير والأعلاف الأخرى مقارنة بسعر الدقيق المدعوم والتوسع الكبير في مصانع المنتجات الغذائية التي تعتمد في إنتاجها على الدقيق كمادة رئيسية وتقوم بتصدير منتجاتها خارج السعودية، إضافة إلى تهريب الدقيق إلى خارج المملكة مما قلل من عدم تمكن أصحاب المخابز الجديدة أو التوسعات في المخابز القائمة من الحصول على كفايتهم من الدقيق.

وأوضحت المؤسسة في بيان صحافي أول من أمس، أنه امتداداً للمتابعة المستمرة من الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض التي تقضي بتنظيم توزيع الدقيق بما يضمن القضاء على سلبيات وقصور بعض موزعي الدقيق نحو إلتزامهم بإيصال هذه المادة للمخابز والتموينات في وقتها وبالكميات المخصصة وبالأسعار المعانة من الدولة، فقد قام فرع المؤسسة بالرياض بالمسارعة في إجراءات تحديث بيانات الموزعين بمنطقة الرياض لمعرفة الأماكن والمخابز ومحلات التموينات التي يقومون بإمدادها وذلك لظهور بعض السلبيات منهم.

ودعا فرع المؤسسة جميع موزعي الدقيق بمنطقة الرياض وعددهم 70 موزعا، كما دعا جميع العملاء الاخرين الذين يأخذون الدقيق مباشرة من الصوامع للحضور إلى مقر فرع المؤسسة بالرياض ومع كل واحد منهم بيان بأسماء المخابز ومحلات التموينات التي يقومون بإيصال الدقيق لها على أن يحضر صاحب المخبز أو من ينيبه بوكالة موضح فيها اسم المخبز كاملاً وسجله التجاري وعنوانه وتليفوناته لتتمكن المؤسسة من المتابعة واكتشاف اوجه القصور والسلبيات في أعمال موزعي الدقيق والتي قد تكون سبباً في تسرب كميات من الدقيق إلى غير مستحقيها سواء من مربي الماشية او غيرهم. وقد حضر الاجتماع الأول الذي عقد في 25 فبراير (شباط) 2008، بعض المسؤولين والمختصين بالمؤسسة ووزارة التجارة والصناعة و25 موزعا فقط واكثر من 200 عميل حيث تم أخذ البيانات المطلوبة لغرض تجديد وتحديث بياناتهم وتسجيل هذه البيانات في الحاسب الالي للاسترشاد بها عند الحاجة وسيتم استكمال إجراءات التجديد والتحديث لبقية الموزعين والعملاء خلال الايام القليلة القادمة.

واكدت المؤسسة أنه بتعاون الجهات ذات العلاقة فإن النتائج ستكون إيجابية ومحققة للغرض المطلوب مشيرة إلى أن العمل بتطبيق نفس الإجراءات سيتم في مناطق المملكة الأخرى.

ولفتت المؤسسة في بيانها النظر إلى أن إنتاج الدقيق طوال السنوات الماضية حتى الآن يسير بانتظام والمطاحن الموجودة في فروع المؤسسة تعمل على مدار الساعة بدون توقف وبمعدل 7 أيام في الاسبوع وثلاث ورديات في اليوم الواحد وبمعدل إنتاج يومي يزيد عن 8580 طن قمح في اليوم تنتج اكثر من 150 ألف كيس يوميا بهدف تغطية الاستهلاك الحقيقي للمواطنين والمقيمين على حد سواء.

وأعلنت المؤسسة عن انطلاقة مشروعين جديدين للمطاحن في منطقة المدينة المنورة ومنطقة حائل وبتكلفة تزيد عن 400 مليون ريال وسوف يتم تشغيلها في السابع من مارس (آذار) المقبل، وتنتج هاتان المطحنتان ما يقارب من 24 ألف كيس دقيق يوميا عبوة 45 كيلوجراما وفي حدود 8 ملايين كيس سنويا، وسوف تفي باحتياجات تلك المنطقتين والمحافظات والمراكز التابعة لهما. كما أنه سوف يتم في أغسطس (آب) المقبل تشغيل المطحنة الجديدة في الرياض بطاقة إنتاجية قدرها 12 ألف كيس يوميا وتجاوزت تكلفتها 120 مليون ريال.

وسيبدأ العمل في المطحنة الجديدة في منطقة الجوف التي وضع خادم الحرمين الشريفين العام الماضي حجر الأساس لها والتي بلغت تكلفتها في حدود 126 مليون ريال في أغسطس المقبل، وسوف تنتج 12 ألف كيس يوميا ليكون ما يتم إنتاجه يوميا 200 ألف كيس من الدقيق.

وأشار البيان إلى الاجتماع الذي عقده مجلس إدارة المؤسسة يوم الثلاثاء 19 فبراير الحالي وناقش باهتمام كبير أهمية توفير الدقيق مستقبلاً وبكميات تفي بالطلب المتزايد، وأقر المجلس إقامة مطاحن جديدة في محافظة وادي الدواسر لأهميتها ولوجود الإمكانيات الأساسية لإقامة هذا المشروع في الوادي نظراً لوجود صوامع كبيرة بطاقة 500 ألف طن قمح وأرض كافية لإقامة هذا المشروع، وسوف تكون هذه المطحنة بطاقة 12 ألف كيس يومياً وسوف تعمل المؤسسة على تحقيقها مع بداية السنة المالية القادمة.

كما أقر مجلس الإدارة إقامة صوامع ومطاحن في مدينة مكة المكرمة لتغذية المواطنين والمقيمين والمعتمرين وموسم الحج بهذه المادة، والبحث جار حول ذلك مع إمارة منطقة مكة المكرمة لتسليم المؤسسة الموقع المقترح. وارجعت المؤسسة هذه العطاءات والإنجازات إلى حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد على خدمة المواطنين في هذا البلد الكريم.

واختتمت المؤسسة بيانها بالشكر والعرفان للأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض على ما تلقاه المؤسسة من توجيهات سديدة ومتابعة مستمرة منه ستدفع بالمؤسسة قدماً لتحقيق تطلعات ولاة الأمر. كما وجهت المؤسسة شكرها وتقديرها لوزير الزراعة ورئيس مجلس الإدارة على دعمه المتواصل واهتمامه بالمؤسسة.