السوق تنجح في تقليص 63.5% من خسائرها الأسبوعية

مع تخلص المؤشر العام من الانخفاضات لأربعة أيام متتالية

متداولون يتابعون حركة الأسهم السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

نجحت سوق الأسهم السعودية في تقليص خسائرها الأسبوعية بمعدل 63.5 في المائة، بعد أن اتجهت تعاملات السوق أمس إلى تسجيل الارتفاع الأول لها خلال تداولات الأسبوع الجاري، ليستعيد المؤشر العام 136 نقطة من مجمل النقاط المستنزفة في الثلاثة أيام الماضية من هذا الأسبوع والبالغة 214 نقطة حتى نهاية تداولات أول من أمس قياسا بإغلاق الأربعاء الماضي. وأدى الصعود الذي ميز السوق أمس، إلى اكتفاء التعاملات بخسارة 78 نقطة فقط على المدى الأسبوعي، بنسبة 0.78 في المائة، بعد أن أظهر المؤشر العام رغبة في زيارة المنطقة الخضراء التي طال انتظارها، بعد أن رزحت السوق في الفترة الأخيرة تحت وطأة اللون الأحمر. وجاء هذا التفاؤل في الأداء بعد مسايرة المؤشر العام لحركة القطاعات الرئيسية في السوق، التي أرغمت التعاملات على نيل قسط من الراحة بعد الانخفاضات المتتالية التي عمت تداولات السوق لـ 4 أيام تداول على التوالي، الأمر الذي اكسب السوق مرونة عالية في تقبل أية حركة تصاعدية، من شأنها أن تزيل الضغط النفسي المتمكن من أداء التعاملات، إذ كانت هذه الرغبة في التخلص من المسار المتشائم المتواصل على التعاملات، تنسحب بكل قوة على أسهم الشركات القيادية، والتي جددت الولاء في تعاملات أمس على التشبث بعنان المؤشر العام وإرغامه على ملامسة المنطقة المتفائلة، خصوصا أن أسهم بعض القيادات استبقت السوق في التوجه إلى المسار المتصاعد.

فبينما كانت السوق ترضخ لقوة الضغط السلبي أول من أمس، انفردت أسهم شركة سابك في التخلص من هذا السلوك، والذي بدوره قلص مجمل خسائر السوق في تلك التداولات، لتكون هذه اللفتة من «سابك» بمثابة إشارة تعافي مرتقب للسوق، أوصلت خلالها رسالة للمتعاملين عن نية السوق أمس في تجديد المسار الماضي.

وتزامنت هذه الرغبة الجادة من السوق للنهوض من جديد لربط الصلة بالاخضرار، مع تأهب المتداولين نفسيا لوصول المؤشر العام إلى مرحلة الاكتفاء من الهبوط، بعد تشبع التعاملات من الانخفاضات المتوالية، وظهور ملامح عصيان أسهم بعض الشركات للتوجهات العامة، وتخلي السوق عن التراجع القوي، خصوصا مع انتفاء المبررات المنطقية للهبوط، وملامسة أسهم بعض الشركات لمستويات تعد مغرية في أعين المحافظ الاستثمارية.

أمام ذلك أشار لـ«الشرق الأوسط» صالح السديري محلل فني، إلى أن المؤشر العام أظهر رغبة جامحة في التخلص من الارتدادات النفسية التي صاحبت السوق منذ الرجوع الحاد الذي طرأ على التعاملات من المستويات القريبة من 12 ألف نقطة، خصوصا مع وصول المؤشرات الفنية إلى قيعان ارتداد، تتوج غالبا بارتفاعات منطقية فنيا.

ويؤكد المحلل الفني أن المؤشرات الفنية على المدى اليومي تشبعت من الاتجاه السلبي، الأمر الذي أرغم السوق على اللجوء إلى التوجه الصاعد، والذي تزامن مع قدرة أسهم بعض الشركات على جذب الأنظار حول جدواها الاستثمارية، موضحا أن المحك الفعلي يتمثل في مقدرة المؤشر العام على تجاوز منطقة الحاجز النفسي عن 10 آلاف نقطة.

ويتضامن مع هذا التوجه فهد السلمان المراقب لتعاملات السوق، والذي يرى أن التراجع الحاد الذي تمكن من السوق عند مستويات 12 ألف نقطة، لا يزال يلقي بظلاله على نفسيات المتعاملين، والذين يخشون بأن أي ارتداد للسوق يكون بمثابة ارتداد وقتي، كما هو الحال في الفترات القريبة الماضية.

إلا أن السلمان أفاد لـ«الشرق الأوسط» أن عدم وجود أي معكر لصفو التعاملات في الفترة الحالية مكن السوق من الوقوف على عتبة التوجهات المتفائلة، خصوصا مع بعض المواعيد التي «من الممكن» أن يستخدمها البعض كأداة لتعزيز السلبية في تعاملات السوق، مبينا أن اعتزال السوق لمثل هذه العوامل لفترة تقارب 10 أيام تداول تجعل التداولات في مرمى التوقعات الايجابية.