بوش: سوق الإسكان السبب الرئيسي في تباطؤ الاقتصاد

الاحتياطي الفيدرالي يتعهد بضخ «السيولة اللازمة» بعد أزمة بنك «بير ستيرنز» والدولار يواصل تراجعه

TT

أكد الرئيس الاميركي جورج بوش أمس ان الاقتصاد الاميركي مرن وسيسترد قوته رغم الاوقات الصعبة التي يمر بها وذلك في محاولة لتعزيز الثقة في الاقتصاد وسط مخاوف الركود.

وأبلغ بوش النادي الاقتصادي لنيويورك «أعتقد أننا اقتصاد مرن وأعتقد أن ابداع وتصميم الشعب الاميركي هو ما يساعدنا على التعامل مع هذه القضايا، وسيحدث هذا مجددا».

وجاءت تصريحات الرئيس للنادي وهو مجموعة من كبار مسؤولي الشركات والمصرفيين وخبراء الاقتصاد في معرض زيارة الى العاصمة المالية للولايات المتحدة تشمل عقد اجتماعات مع مجلس تحرير صحيفة «وول ستريت جورنال» وقناة «سي.ان.بي.سي» الاقتصادية.

وأشار الرئيس الاميركي جورج بوش إلى ان السبب الرئيسي لتباطؤ الاقتصاد الاميركي هو تدهور سوق الاسكان، مضيفا أنه رفض بقوة بعض المقترحات للتعامل مع الازمة.

وحذر الرئيس الاميركي جورج بوش أمس من أن سياسة الطاقة الاميركية لم تكن فعالة في المساعدة على الحد من اعتماد أغنى اقتصاد في العالم على النفط المستورد.

وقال ردا على أسئلة بعد القاء كلمة أمام مجموعة من خبراء الاقتصاد في نيويورك «بصراحة لدينا سياسات تجعل من الاصعب علينا أن نصبح أقل اعتمادا على النفط». ومن ناحية أخرى كرر بوش موقفه القديم بأن الولايات المتحدة تساند دولارا قويا، وجاءت تصريحاته في وقت سجلت عقود النفط الخام الاميركي مرتفعا قياسيا عند 111 دولارا للبرميل هذا الاسبوع، ويحذر المحللون الان من أن سائقي السيارات في بعض مناطق البلاد قد يدفعون حتى أربعة دولارات لجالون البنزين في الاشهر القادمة.

وتأتي تصريحات الرئيس الاميركي في وقت تعهد أمس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الاميركي) بـ«توفير السيولة اللازمة» للنظام المالي الاميركي بعد ان صادق على تمويل طارئ لبنك «بير ستيرنز» الاستثماري العملاق الذي يعاني من ازمة سيولة.

واكد الاحتياطي الفيدرالي مصادقته على ترتيب يحصل بموجبه بنك «بير ستيرنز» الاستثماري، الذي اعلن انه يعاني من مشكلة سيولة، على تمويل من مجموعة «جيه. بي. مورغان» والبنك الفيدرالي في نيويورك.

وقد وافق بنك «جيه. بي. مورغان» وبنك الاحتياطي الاتحادي في نيويورك أمس على تمويل طارئ لشركة «بير ستيرنز» المالية بعد أن قالت ان وضع السيولة لديها تدهور بشدة.

وهبط سهم بير ستيرنز بنسبة 50 في المائة بعد انباء التمويل وهي أحدث خطوة من جانب البنك المركزي لتهدئة أسواق المال التي تتصاعد المخاوف فيها.

وقال الان شوارتس رئيس بير ستيرنز «وضع سيولتنا تدهور بشدة على مدى 24 ساعة. نتخذ هذه الخطوة المهمة لاستعادة الثقة فينا وفي السوق وتعزيز وضع سيولتنا وتمكيننا من مواصلة عملياتنا المعتادة».

و«بير ستيرنز» هي خامس اكبر بنك استثماري في الولايات المتحدة وهي اكثر عرضة لمخاطر سوق السندات الاميركية من منافسيها ولديها الكثير من الاعمال في مجال الاوراق المالية المضمونة برهون عقارية.

ومع تراجع الدولار فقد الاقتصاد الاميركي لقب أكبر اقتصاد في العالم لصالح منطقة اليورو هذا الاسبوع مع تراجع قيمة الدولار في سوق العملات.

وبالنظر الى الناتج المحلي الاجمالي في الاقتصادين في عام 2007 يتضح ان الناتج المحلي الاجمالي لدول منطقة اليورو مجتمعة وعددها 15 دولة تجاوز الناتج المحلي الاجمالي للولايات المتحدة عندما ارتفعت العملة الاوروبية الموحدة الى مستوى قياسي.

وقالت الادارة الاقتصادية في بنك غولدمان ساكس الاميركي في مذكرة للعملاء «النتيجة المهمة لتجاوز هذا الحاجز الرئيسي هي ان حجم الناتج السنوي لمنطقة اليورو تجاوز حجمه في الولايات المتحدة».

وبالنظر الى بيانات الناتج المحلي لعام 2007 البالغ 13 مليار و843.8 مليون دولار في الولايات المتحدة وثمانية مليارات و847.889 مليون يورو في منطقة اليورو يكون اقتصاد منطقة اليورو قد تجاوز الاقتصاد الاميركي بعد وصول سعر اليورو الى 1.56 دولار.

وهبط الدولار الى 1.5688 لليورو أمس وبهذا السعر يبلغ الناتج المحلي لمنطقة اليورو 13 مليارا و880.568 مليون دولار.

وعلى صعيد اسواق المال والبورصات العالمية أغلقت الاسهم الاوروبية منخفضة نحو واحد في المائة في جلسة متقلبة أمس بعد أنباء حصول بير ستيرنز على تمويل طارئ، الامر الذي أثار مخاوف جديدة بشأن تأثير أزمة الائتمان على البنوك.

وفقد مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الاوروبية الكبرى 0.95 في المائة ليغلق بحسب بيانات غير رسمية عند 1256.37 نقطة بعد معاملات متقلبة.

وألقى تراجع أسهم خامس أكبر بنك استثمار أميركي 50 في المائة بظلاله على القطاع المالي على ضفتي الاطلسي، وكان للبنوك أكبر تأثير سلبي على المؤشر الاوروبي.

وأنهت الأسهم اليابانية تعاملات أمس في بورصة طوكيو للأوراق المالية بتراجع جديد بعد الصعود القوي للين أمام الدولار مما يؤثر سلبا على أداء الشركات اليابانية التي تعتمد على التصدير ليصل مؤشر نيكي إلى أقل مستوى له منذ 3 سنوات تقريبا.

وتراجع مؤشر نيكي القياسي بمقدار 191.84 نقطة بنسبة 1.54% ليصل إلى 12241.6 نقطة وهو أدنى مستوى له منذ أغسطس (آب) 2005. وفي الوقت نفسه تراجع مؤشر توبكس للاسهم الممتازة بمقدار 22.64 نقطة أي بنسبة 1.86% إلى 1193.23 نقطة. وفتحت الاسواق الاميركية على انخفاض حيث تراجع مؤشر ستاندارد اند بورز 500 22.58 نقطة او 1.7 في المائة الى 1.298.9، بينما فقد داو جونز 172.35 نقطة او 1.4 في المائة الى 11.973.39.