المتداولون: ترقب لـ«انكشاف الغمة» التي كست السوق في تعاملات الأسبوع الماضي

بعد وضوح تمسك المتعاملين بالأسهم المملوكة من خلال انحسار السيولة

TT

تستأنف سوق الأسهم السعودية اليوم تعاملاتها بعد توقف لإجازة نهاية الأسبوع، بعد أن غلبت التراجعات على تداولات السوق في الفترة الماضية، ويترقب المتعاملون انكشاف الغمة التي كست توجهات المؤشر العام، والتي كرست الضبابية في حركة السوق مع استقرار وانخفاض أسهم بعض الشركات القيادية. أمام ذلك أشار لـ«الشرق الأوسط» الدكتور أحمد العلي عضو الاتحاد الدولي للمحللين الفنيين، أن الثبات والاستقرار الواضح على أسهم الشركات القيادية في الأسبوع الماضي، يعتبر أمرا طبيعيا ومتكررا في نفس الفترة من كل عام، تزامنا مع انتهاء محفزاتها المتمثلة في التوزيعات النقدية والمنح، (باستثناء «سابك»).

وأفاد أن هذا السيناريو المتكرر تعيش السوق فيه فترة تجميع في أسهم شركات النمو، استعدادا للارتفاع من جديد لأسهم الشركات القيادية، قبل إعلان نتائج الربع الأول، موضحا أن انحسار مستويات السيولة في نطاقات متدنية خلال الجلسات الماضية، يعد من الإشارات الايجابية، كون هذا الانخفاض لقيمة التعاملات ترافق مع تراجع المؤشر العام، كدلالة على تمسك المتداولين بما يملكونه من أسهم. وأوضح العلي أن جانب الترقب والحذر يطغى على المتعاملين، والناتج عن عدة عوامل ثانوية كارتفاع المعادن والنفط، بالإضافة إلى الاستراتيجيات التنظيمية، كتقسيم القطاعات وفصل الأسهم المملوكة للدولة عن المؤشر العام، مبينا أن هذه العوامل تجعل السيولة الخارجة من السوق يطول انتظارها، وبحاجه إلى خبر ايجابي يعيد هذه السيولة إلى التعاملات.

ومن ناحية فنية أبان عضو الاتحاد الدولي للمحللين الفنيين، أن المؤشر العام لم يتمكن من الخروج من حيرته، مرجعا السبب في ذلك إلى ركود أسهم الشركات القيادية، محددا مستوى المقاومة التي تواجه السوق تقف عند 10175 نقطة كونها مقاومة القناة التي يعيش داخلها المؤشر العام، وتعكس هذه المستويات متوسط 50 يوما. ويرجح العلي أنه بمجرد تجاوز المؤشر العام لمستوى 10175 نقطة، تكون إشارة للاندفاع إلى مستويات 10800 نقطة، إلا أن المحلل الفني يذكر أن مستوى 9600 نقطة تمثل منطقة دعم للسوق خلال الأيام المقبلة، مؤكدا على أن الأسهم القيادية تعكس أداء إيجابيا خصوصا في قطاع الصناعة والبنوك.

وأفاد أن تواني قطاع الكهرباء عن التحرك الإيجابي وقيادة السوق في الفترة الأخيرة الماضية، يكمن في تقييم السعر العادل لهذا القطاع من إحدى شركات الوساطة المالية، والذي كان بمثابة عقبة وكبح لصعود هذا القطاع، ويرى أن وصول أسهم الشركات المضاربية إلى مستويات تشبع بيع مع ثبات الأسهم القيادية يدعم التوقعات بقرب حركتها السعرية.

ويدعم العلي هذا الرأي بالتوقعات التي تحوم حول أسهم شركة أنعام القابضة خلال جلستي تداول الأسبوع الجاري، والتي تشير على ارتداد وهمي على أسهم الشركة والذي سيكون له اثر على بقية أسهم الشركات المضاربية.

في المقابل أوضح لـ«الشرق الأوسط» احمد التويجري محلل مالي، أن السوق تخضع لفترة ركود والذي انعكس بقيمة التعاملات المدارة طيلة تداولات الأسبوع، والتي تأتي مع ضبابية الرؤيا في اتجاه المؤشر العام، إلا أن الإحجام الواضح من قبل المتداولين على التفريط عن أسهمهم إشارة واضحة على بداية الاستقرار التي يتوقعها المتعاملون في الفترة المقبلة. ويرى التويجري أن هذا السلوك الذي يتضح على التعاملات الأخيرة، دفع البعض للجوء إلى المضاربات التي تنتقي أسهم بعض الشركات، والتي ربما أعطت البعض تفاؤلا بعودة المضاربة والتي قد تكون مصيدة كما اتضح في حركة أسهم بعض الشركات في الأسبوع الماضي، والتي عادت للهبوط بقوة بعد مشوار ارتفاع.