تحذيرات الرعايا الخليجيين تنذر بصدمة سياحية في لبنان

إذا استمرت حتى الصيف

TT

القت الدعوات السعودية والكويتية والبحرينية رعاياها الى عدم السفر الى لبنان الا للضرورة، او التنقل فيه بحذر، بظلالها على القطاع السياحي في لبنان، بصرف النظر عن اغلاق المركزين الثقافيين الفرنسيين في مدينة صيدا (الجنوب) وطرابلس (الشمال) ودخول البارجة الاميركية «كول» مياه البحر المتوسط قبالة الشواطئ اللبنانية، وما خلفاه من تساؤلات عن مستقبل القطاع، على الاقل في موسم الصيف المقبل، «مع ان هذا القطاع يخسر سنويا نحو 3.5 مليار دولار منذ العام 2005»، على حد قول وزير السياحة جو سركيس لـ«الشرق الاوسط».

ويضيف «ان الاستثمارات العقارية في القطاع السياحي التي بلغت نحو 800 مليون دولار عشية عدوان يوليو (تموز) 2006، جمد قسم منها، والباقي تم تحويله الى بلدان اخرى في المنطقة، وهذا امر طبيعي لان رأس المال لا يمكن تجميده بانتظار تحسن الظروف التي قد يطول امدها».

وتعود المخاوف التي ولدتها دعوات عدم السفر والحذر الى كون السعوديين والكويتيين والبحرينيين يمثلون 30% من السياح العرب الذين يفدون الى لبنان، ويفوق انفاقهم الى حد كبير انفاق نظائرهم من السياح العرب والاجانب.

وتدل الاحصاءات الى ان العرب يمثلون نحو 39% من زائري لبنان العام 2007، ولكنهم نفذوا اكثر من نصف مشتريات السياح (59%)، بحسب «غلوبال ريفند» وهي الشركة المولجة بارجاع الضريبة على القيمة المضافة. وتعتبر الشركة ان الرعايا السعوديين الذين يشكلون 6.3% من السياح الاجانب، انفقوا 19% من اجمالي انفاق السياح في لبنان في العام 2007، يليهم الكويتيون (15%)، فالاماراتيون (11%). اما انفاق الاردنيين الذين يشكلون النسبة الاعلى من السياح (12.5%) فلم يمثل سوى 8% من اجمالي المشتريات.

ويقول نقيب اصحاب الفنادق بيار اشقر لـ«الشرق الاوسط»: «هناك نحو 70% من زبائن الفنادق في لبنان يأتون من الخليج. واذا طلبت منهم حكوماتهم عدم المجيئ فسيلبون الطلب بالتأكيد، ما خلا ربما بعض رجال الاعمال الذين يأخذون المسؤولية على عاتقهم». واضاف: «واذا استمر هذا السيناريو حتى فصل الصيف فاننا مقبلون على كارثة حقيقية. وفي الوقت الراهن لا يمر يوم دون عقد خلية ازمة في احد الفنادق في محاولة لاقفال بعض الطبقات، وبعض المطاعم بانتظار ايام افضل. وفي حال حلت الكارثة في الصيف، فان بعض المؤسسات الفندقية الكبرى ستقفل ابوابها خلال العام الحالي. ولن تنجو المقاهي والمطاعم من افتقاد السياحة معوضة ذلك باللبنانيين العاملين في الخليج الذين يأتون الى لبنان لتمضية اجازاتهم فيه وبين عائلاتهم واهلهم».

ولعل ما سيزيد من حدة الكارثة عدم تشكيل «الصندوق العربي لدعم السياحة» الذي اطلق عقب حرب يوليو (تموز) 2006، و«الذي يستدعي وجود استقرار يمكّن السلطة من ضخ الاموال اللازمة فيه»، كما يقول اشقر.