السوق «تنفض غبار» تراجعات 4 أيام تداول

5 شركات بتروكيماوية تستحوذ على 43% من قيمة التعاملات

TT

تنفست سوق الأسهم السعودية الصعداء أمس، بعد أن نفض المؤشر العام عن نفسه غبار التراجعات الذي كساه خلال 4 أيام تداول، ليعم اللون المتفائل على تعاملات السوق، التي جاءت من التحركات النشطة الناتجة عن أداء أسهم شركات قطاع البتروكيماويات، والتي تسابقت على الارتفاع تزامنا مع قدرتها على جذب السيولة الاستثمارية، حيث استحوذت أسهم 5 شركات بتروكيماوية على قرابة 43 في المائة من قيمة التعاملات أمس، بعد تصدرها قائمة الشركات الأكثر قيمة، لتصطف في معظمها في قائمة الأكثر صعودا بين شركات السوق، من بين أسهم 63 شركة سجلت ارتفاعا عن إغلاق تعاملات السوق أول أمس. وبالرغم من الأجواء المتفائلة التي تطغى على قارئ التعاملات، إلا أن سوق الأسهم السعودية لم تحقق ارتفاعا بأكثر من 85 نقطة، بعد أن أغلقت عند مستوى 9540 نقطة بنسبة صعود قوامه 9 أعشار النقطة المئوية، عبر تداول 116.1 مليون سهم بقيمة 4.9 مليار ريال (1.3 مليار دولار). أمام ذلك أشار لـ«الشرق الأوسط» سالم باحشوان، محلل فني مستقل، أن سوق الأسهم السعودية تشهد حاليا ارتداد فني حقيقي، بعد ملامسة المؤشر العام لمستوى 9430 نقطة والتي تقع عند 61.8 في المائة فيبوناتشي (أحد أدوات التحليل الفني)، مبينا أن هذا الارتفاع يحدد أول هدف سعري عند مستوى 9616 نقطة.

وأفاد أن الهدف الثاني للموجة الحالية يتمثل في مستوى 9789 نقطة تقريبا، والتي يؤكد المحلل الفني أنه في حال اختراق هذه المنطقة بكميات تداول عالية، تكون السوق مؤهلة للوصول إلى مستوى 10800 نقطة، مضيفا أن إغلاق المؤشر العام أمس عند مستوياته العليا المحققة يعد من الإشارات الايجابية لاستمرار الارتفاع. وأبان باحشوان أن الارتفاع الحالي الذي بدأته السوق أمس لا يمكن وصفه بالوهمي، مبينا أن الهبوط السابق الذي تمكن من المؤشر العام كان متوقعا، كونه يهدف إلى اختبار نقاط معينة، مبررا غياب السيولة في فترة الارتداد أمس، بتوجه المحافظ لتوفير سيولة استعدادا لاستقبال أسهم شركة الاتصالات المتنقلة السعودية السبت المقبل، والذي كان من عوامل زيادة التراجعات السابقة.

وأوضح أن التوجه لأسهم شركات البتروكيماويات يأتي متزامنا مع استفادة هذه الشركات من ارتفاع أسعار النفط، حيث أصبحت شركات هذا القطاع مستهدفة استثماريا نظرا لقرب بداية الإنتاج لبعضها، وتدني المستويات السعرية لبعضها الأخر، الأمر الذي جعل إحدى شركات هذا القطاع تعد الروح الحقيقية للمؤشر العام، والتي تؤثر إيجابا على التعاملات في حال كان التداول عليها موجبا. ويدعم المحلل الفني توقعاته المتفائلة لحركة السوق الحالية، بالتوقعات التي تدور حول استفادة أسهم شركات قطاع الاتصالات من استقبال الضيف الجديد السبت المقبل، والذي بدوره يدعم التحرك التصاعدي للمؤشر العام، كون هذا القطاع من القطاعات الرئيسية والمؤثرة في حركة السوق.

من ناحيته أوضح لـ«الشرق الأوسط» عبد العزيز السالم، مراقب لتعاملات السوق، أن الأسهم السعودية شهدت ارتفاعا لافتا أمس رغم ضآلته، إلا أن مجرد تخطي التعاملات للهبوط المتواصل يعد أحد أهم العوامل التي تدفع المتابعين لإعادة النظر في أي مصطلح تشاؤمي، والذي بدوره يدعم استعادة السوق لعافيتها مستقبلا. وأكد السالم أن التعاملات الأخيرة شهدت تركيزا من قبل السيولة على أسهم الشركات الاستثمارية، والذي يعني ظهور مؤشر اطمئنان للمتداولين بتقلص السيولة المضاربية التي لا تخدم استمرارية التفاؤل، إلا أن السالم يرى أن السيولة المتناقصة حاليا يمكن تفسيرها بإحجام المتداولين عن البيع الأمر الذي سهل عملية الصعود دون وجود كميات عرض تعيق تقدم المؤشر العام.