خبراء يراهنون على السياحة الداخلية في السعودية

لتنوعها المناخي والجغرافي.. ولتنمية الاقتصاد والاستثمار السياحي

TT

يشهد قطاع السفر في معظم أنحاء العالم، وفي السعودية تحديدا، ازدهاراً شديداً، لاسيما في ظل التشريعات والقوانين الأخيرة التي سمحت بدخول الشركات الخاصة إلى هذا القطاع، لتدخل مرحلةً جديدة يشتد فيها التنافس في أنواع الخدمات التي تقدم للسائح والمسافرين. وكانت السعودية وفي إطار جهودها الرامية لتعزيز حضور الكوادر السعودية في هذا القطاع، قد نجحت في رفع نسبة توطين كوادرها، وذلك بإعداد معايير مهنية لقطاع السفر والسياحة، بالتعاون مع المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني وجهات أجنبية متخصصة، وساهمت وزارة الحج السعودية، ومركز خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج في جامعة أم القرى في توطين مهنة العمرة. وحول واقع قطاع السفر وآفاقه المستقبلية، أشار عبد العزيز الحازمي مساعد المدير العام التنفيذي للتسويق في الخطوط السعودية إلى أن صناعة السفر في المملكة تسير في الاتجاه السليم، عبر فتح المجال التنافسي في مجال النقل الداخلي، وتحديث المطارات، والتوجه لفتح أخرى جديدة في مناطق الجذب السياحي. وأضاف أن التنافس المحلي وتعدد وسائط النقل الداخلي، عامل مهم لمساندة قطاع النقل الخارجي، وهو توجه يدعم الحركة السياحية، والاتجاه القائم حالياً لتخصيص المؤسسة، يعطي فرصاً أكبر للاستثمار والتوسع في مجال صناعة النقل. وحول توفر الكوادر العاملة قال الحازمي، إنه بلا شك أن البداية المبكرة لصناعة النقل الجوي في السعودية، عامل مؤثر في نشر ثقافة الوعي بهذه الصناعة، إذ أن توفر القوى العاملة المدربة في الوقت الحاضر، هو من أبرز ملامح هذه الصناعة.وبالنسبة للخطوط السعودية، فهي تعتبر مؤسسة رائدة في مجال التدريب وتنمية القوى العاملة لديها، ولقد تم تحقيق هذه النسبة في صناعة معقّدة مثل صناعة النقل الجوّي.

وأوضح عبد الله صالح كامل الرئيس التنفيذي لشركة دلة البركة، أن المشاريع السياحية أصبحت تحظى باهتمام كبير من جانب الدولة والقطاع الخاص على حدٍ سواء، مما ينبئ بمستقبل زاهر للسياحة في كافة المجالات، وبالنسبة لقطاع السفر. فقد ظل القطاع الخاص يوليه عناية خاصة منذ بداية عهد الطفرة، حيث كانت وما تزال الحاجة ماسة إلى خدمات السفر، التي نمت بصورة واضحة خلال 30 عاما الماضية. وأشار إلى مبادرات الشركة في إنشاء وكالة متخصصة بالسفر والسياحة، إيماناً بالمستقبل السياحي الذي ستشهده السعودية خلال السنوات المقبلة. وعن مشاركة شركة دلة في الملتقى قال كامل، إن المشاركة في رعاية الملتقى الأول للسفر والاستثمار السياحي تأتي عن قناعة تامة بجدوى مثل هذه الملتقيات في النهوض بنشاط السياحة والسفر على نطاق السعودية، وترقية الخدمات وتطوير المرافق السياحية وخدمات السفر في مختلف قطاعاتها. من جانبه استفاض الدكتور خالد الدغيثر مدير عام شركة الرياض للتعمير، عضو مجلس التنمية السياحية بمنطقة الرياض بشرح مزايا المملكة كوجهة جاذبة للمسافرين، مفيدا بأن السعودية تحظى بمزايا كثيرة تنفرد بها عن أية وجهة سياحية أخرى في العالم، فإضافةً إلى ثقلها السكاني، وتنوعها المناخي والجغرافي الذي يميزها في مجال السياحة عن جميع دول العالم، فهي تنفرد بوجود الحرمين الشريفين، وهذا يعطيها بعداً جديداً لدى المسلمين على وجه التحديد، كوجهة دينية لا بد من شد الرحال إليها.ومع وجود الهيئة العليا للسياحة التي بدأت الاهتمام بقنوات الاستثمار السياحي هذه، فإن من المؤمل أن نشهد تطوراً مزدوجاً، على صعيدي السياحة والسفر على ما فيهما من تلازم. وحول مركز النقل العام ومحطته التي تعد مطاراً أرضياً بالغ الأهمية، قال الدغيثر، إن المركز يمكن اعتباره عنصراً فاعلاً في مجال تنشيط الحركة السياحية في السعودية، وفي مدينة الرياض على وجه الخصوص، لاستيعابه ما لا يقل عن 3 ملايين مسافر، كما أن للمشاريع الأخرى المقامة من قبل الشركة وجها من أوجه الأنشطة السياحية. فمشروع «الظهيرة» مثلاً الذي تتولاه الشركة، سيكون وجهة سياحية مقدمة بالإضافة إلى قيمته الاستثمارية، إذ ستتم المحافظة فيه على بعض المباني التراثية، كما سيتم إنشاء فنادق من 5 نجوم ومنتزهات ومقاه.