سوق الأسهم السعودية تتخلص من تراجع 4 أيام على التوالي.. بارتفاع مشجع

تزايد السيولة رفع نسبة الاطمئنان في استمرار الصعود

متداولون يتابعون حركة الأسهم السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

تمكنت سوق الأسهم السعودية أمس من التخلص من المسار الهابط الذي سادها طيلة الأربعة أيام الأخيرة، والتي كانت ترغم المؤشر العام على محاولة الوصول إلى المستويات القريبة من 9000 نقطة، إلا أن السوق رفضت هذا التوجه السلبي لتصر على الارتفاع المتفائل بعد أن أغلقت بالقرب من المستويات العليا المحققة أمس، حيث أظهرت التعاملات قوة في الحركة عكستها الكميات المتداولة مقارنة بتعاملات أول من أمس، بعكس الارتفاعات السابقة والتي كان يعقبها هبوط في اليوم التالي، حيث تزامن هذا الارتفاع مع تزايد كمية التداول مما يظهر جدية هذا الصعود، قياسا بالارتدادات الأخيرة، خصوصا أن المستويات التي وقفت عندها السوق مع تعاملات هذا الأسبوع كشفت عن صمود في وجه التراجع. أمام ذلك أشار لـ«الشرق الأوسط» تركي فدعق نائب رئيس لجنة الأوراق المالية في الغرفة التجارية بجدة، أن سوق الأسهم السعودية أمس عكست تحركا لافتا إشارة إلى بداية اتجاه إيجابي، مفيدا بأن التعاملات تكشف عن أخذها في الاعتبار للأوزان الجديدة للشركات والتي أظهرت بعض التغييرات السعرية، والمتوقع استقرارها بداية الشهر المقبل.

وأكد فدعق أن السوق ستتبع مؤثرات التنظيمات الجديدة المرتقبة خلال الأسبوعين المقبلين، خصوصا التغير الجوهري في إعادة احتساب المؤشر العام، والتي ستنعكس على سلوك الأموال المؤسساتية بناء على الأوزان الجديدة، والتي تجعل السوق أمام قياسات جديدة دفعت أسهم بعض الشركات إلى استقبال القرارات الاستثمارية.

ومن جهة أخرى أفاد فدعق بأنه يجب على الشركات الالتزام بالإفصاح عن التوقعات لنتائج الشركة السنوية المستقبلية، والتي جاءت ضمن بنود لائحة الإفصاح، لتدعم الشفافية خصوصا بالالتزام بمادة موجودة في هذه اللائحة، والتي لم تر النور بعد.

في المقابل أوضح لـ«الشرق الأوسط» صالح السديري، محلل فني، أن المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية استطاع أن يلفت الأنظار بارتفاع أمس، والذي جاء بكميات مقبولة قياسا بالتداولات التي سبقته، ما يزيد من الاطمئنان في قدرة المؤشر العام على استعادة بعض خسائره خلال الفترة المقبلة. ويرى السديري أن السوق استطاعت تحقيق بعض الشروط المهمة والتي تكشف مصداقية الارتداد من عدمه، خصوصا بعد أن اتجهت جميع قطاعات السوق إلى التفاعل مع توجه المؤشر العام، والتي أوحت عن رغبة جامحة للتخلص من المسار الهابط، والتي ظهرت بوادره من تعاملات أول من أمس.

وأبان المحلل الفني أن المؤشر العام حاليا اقترب من منطقة اختبار قدرة الحركة على الاستمرار، موضحا أن السوق تقف مع إغلاق أمس عند المسار الهابط الفرعي والذي يتمثل في مستوى 9528 نقطة تقريبا، مؤكدا أنه باختراق هذه المستويات وبكميات معقولة، وتحقيق الإغلاق فوقها، تكون السوق في طريقها لمستوى المقاومة الأول عند مستوى 9780 نقطة. وأوضح السديري أن مجرد تخلص الشركات من بيئة التراجع المستمر والابتعاد عن مناطق خطرة، يعد إشارة إيجابية لقدرة السوق على الاستقرار على الأقل قبل محاولتها الذهاب لمناطق سعرية عليا، والتي يُرجى منها تقليص الخسائر التي انتابت السوق في الفترة الماضية.