تراجع متوازن للسوق يعكس قبول المتعاملين لمنطقية جني الأرباح

هبوط «عقلاني» للمؤشر العام

TT

اتجهت سوق الأسهم السعودية أمس إلى المسار الهابط الذي تمسك به المؤشر العام في بدايات فترة التعاملات، والتي عكست نوعا من القبول لدى المتعاملين لتحقيق رغبة جني الأرباح لتأمين حركة السوق المستقبلية خوفا من تكرار الارتفاع المتواصل الذي يعقبه تراجع أقوى.

وانكشفت هذه الرغبة لدى المتداولين بعد أن اتضحت العقلانية في صندوق العرض، والذي ينم عن منطقية هذا التراجع لدى البعض، والذي أكسب السوق أمس صفة التوازن في أدائها، بالإضافة إلى التوجه القوي الذي ظهر على حركة أسهم بعض الشركات أمس تزامنا مع إعلان نتائج إيجابية للربع الأول من العام الجاري. وأوضح لـ«الشرق الأوسط» سعد الجار الله مراقب تعاملات السوق، أن الأسهم السعودية أمس دخلت في مرحلة جني أرباح طبيعي، بعد الارتفاعات التي حققها المؤشر العام خلال الفترة الماضية، والتي أدخلت السوق في مناطق طبيعية للتراجع، خصوصا أن التعاملات الحالية تخضع بشكل مباشر في أغلبها لإعلانات الأرباح التي ساهمت بشكل أو بآخر في توجيه دفة المؤشر العام.

وأكد أن السوق في حالة جيدة من الناحية التقييمية، وأن التراجع الحالي مفتعل بغرض الضغط السعري على مستويات الأسعار بهدف الحصول على أسهم بعض الشركات في مستويات أدنى من الحالية، مضيفا أن النتائج السلبية لبعض شركات القطاع المصرفي منحت أصحاب هذا الغرض سببا لتحقيق أهدافهم من السوق.

وأفاد الجار الله أن الضغط الجاري على السوق يتشكل من أسهم شركة سابك وبعض شركات البنوك، إلا أن السوق حاليا تحقق مطلب جني الأرباح الصحي، والمتوقع استمراره إلى منتصف تعاملات اليوم، مرجحا أن تكون المستويات عند 9440 نقطة هي مستويات الارتداد الفعلي للمؤشر العام، لتعود السوق إلى الارتفاع الذي يستهدف مستوى 9850 نقطة. وأبان أن السوق يشهد تحركات منفصلة من بعض القطاعات، كنوع من الانتقائية التي تعترض الأسواق في مثل هذه الفترة التي يترقب فيها المتعاملون النتائج الربعية للشركات، إلا أنه يستغرب ظهور سلوك البيع على أسهم شركات المضاربة أو «الخشاش» رغم انتفاء أسباب هذا التوجه بعد انتقال أسهم شركة أنعام القابضة من النسب الدنيا إلى العليا. وأكد أن ذلك يعطي إشارات واضحة على عزوف المتداولين عن هذه الأسهم وبداية ظهور الثقافة الاستثمارية التي تدفع المتعاملون إلى التوجه في أموالهم إلى أسهم الشركات ذات الجدوى الاستثمارية، والتي برزت من خلال الانصراف الجزئي عن هذه النوعية من الشركات على الرغم من تحرك بعضها في أوقات متفاوتة إلا أن هذه الحركة تقع تحت المستوى المعهود.

ويرى الجار الله أن الأرقام العالية التي يعكسها الإقبال على اكتتاب مصرف الإنماء الذي ينهي إجراءات اكتتابه اليوم، يدعم الرأي المتفائل حول توجهات السوق، بعدم تأثر السوق بأي اكتتاب مهما كان حجمه، بالإضافة إلى أن ذلك يؤكد قابلية السوق لأي اكتتاب مهما كبر حجمه، وأن المتعاملين أصبحت لديهم قابلية للاكتتاب أكثر من ذي قبل.

من ناحيته أشار لـ«الشرق الأوسط» علي الفضلي محلل فني، إلى أن المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية يعيش أداء متوازنا في توجهاته التصاعدية أو في الهبوط، والذي عكسته التعاملات الأخيرة، والذي يعزز مستوى الثقة في قدرة المؤشر العام على استرجاع مساره بدون التخوف من تدافع البيوع الذي يثيره غالبا السرعة في التراجعات.

وأضاف أن السمة التفاؤلية تظهر بوضوح على تعاملات السوق رغم تراجع المؤشر العام بعد أن لجأت أسهم بعض الشركات لتحقيق الارتفاع القوي، الذي يعكس الاهتمام المباشر في نوعية هذه الشركة من تلك بغض النظر عن توجهات السوق اليومية، الأمر الذي يكشف عن رغبة جامحة لدى المستثمرين في انتهاز الفرص التي توفرها السوق في مثل هذه الفترات. وأكد المحلل الفني أن المؤشر العام لا يزال يعكس إشارات فنية ايجابية بمحافظته على التوازن في التراجع بالإضافة إلى جني الأرباح المتتالي داخل تعاملت السوق والتي تدفع المؤشر العام إلى التقليل من حدة الهبوط، مما يزيد من نسبة التفاؤل في قرب الارتداد خصوصا مع تناقص قيمة التداولات وكميتها مع تراجع السوق.