«سيتي غروب» تتعرض لخسارة قياسية.. وتخطط لتسريح 9 آلاف موظف

محلل مصرفي: المجموعة قد لا تكون في غرفة العناية المركزة لكنها ما زالت في غرفة العمليات

واجهة المركز الرئيسي لـ«سيتي غروب» (أ.ف.ب)
TT

لقد اجتاز فيكرام بانديت الرئيس التنفيذي الجديد اختباره الأول في سيتي غروب. لكن اختباره التالي لن يكون سهلا. فعلى الرغم من الإعلان عن أكبر الخسائر ربع السنوية التي تتعرض لها سيتي غروب في تاريخها، إلا أن بانديت يبدو أنه كان يكسب المزيد من المستثمرين يوم الجمعة الماضي. فقد ارتفعت أسهم سيتي غروب بنحو 4.5 في المائة أملا في قدرته على تحسين الوضع المالي المتعثر للمجموعة.

ولم تكن النتائج التي تضمنت خسارة 5.1 مليار دولار وتسريح نحو 9.000 موظف، بالسوء الذي كان يخشاه الكثيرون. وقد ارتفعت الأسهم المالية مما رفع من المؤشر بنسبة 1.8 في المائة لتشهد أسعار الأسهم في البورصة أفضل أسبوع منذ شهر فبراير(شباط).

ويأتي الآن دور المهمة الصعبة للسيد بانديت. فبعد الشهور الثلاثة السابقة والتي اتسمت بصعوبة الأوضاع للمجموعة، يجب عليه الآن العمل بجد لإعادة أعمال المجموعة إلى ما كانت عليه، والتحكم في النفقات وتحسين إدارة المخاطر. والمستثمرون الذين يتوقعون تحقيق نتائج سوف يعاقبون أسهم سيتي غروب إذا ما أخفق بانديت في مهمته. ويقول ميريدث وايتني وهو محلل مصرفي في أوبنهايمر: «ربما لا تكون سيتي غروب في غرفة العناية المركزة لكنها ما زالت في غرفة العمليات وتعاني صعوبات شديدة».

لقد أصابت سيتي غروب العديد من المستثمرين باليأس خلال السنوات الماضية، ولن يكون أمر استعادة المجموعة لمكانتها بالمهمة السهلة. فعلى سبيل المثال، يعتقد المديرون التنفيذيون أن ذلك قد يستغرق 5 سنوات على الأقل، حيث تحتاج المجموعة إلى مواكبة التقنيات التي وصل إليها منافسوها. ويتحرك السيد بانديت بسرعة لخفض النفقات. وكجزء من خطة التسريح التي أعلن عنها يوم الجمعة، فإن سيتي غروب سوف تقوم بإلغاء نحو 7.000 وظيفة في عملياتها البنكية ونحو 1.700 وظيفة في بنكها الاستثماري. وعلى الرغم من ضخامة هذه الأرقام، فإنها تشكل أقل من 3.5 في المائة من القوة العاملة لسيتي غروب على مستوى العالم في بداية هذا العام. ومن أبرز المشكلات التي تعاني منها المجموعة، الخسائر المرتفعة في قروض العملاء والتي يمكن أن تسبب خسائر كبيرة للبنك خلال الأشهر المقبلة. ومع ارتفاع نسبة البطالة فإن الخسائر في الرهون والبطاقات الائتمانية والقروض يمكن أن تزيد إلى معدلات كبيرة حسبما أفاد المديرون التنفيذيون. ويقول جاري كرتيندن وهو المسؤول المالي الأول في سيتي غروب: «إننا في وضع خطر. وربما نواجه مواقف صعبة خلال هذا العام». وخلال الربع الأول واجهت المجموعة معدل إهلاك وصل إلى أكثر من 13.8 مليار دولار بالإضافة إلى تخصيص 3.1 مليار دولار لتغطية القروض المرتفعة. وقد عادلت خسائر الشركة خلال الربع الأول من عام 2008 أرباحها في الربع الأول من العام الماضي. وقد بلغت خسائر المجموعة الصافية نحو 5.1 مليار دولار أو 1.02 دولار لكل سهم، مقارنة بنحو 5 مليارات دولار أو 1.01 دولار للسهم في العام الماضي. كما انخفضت العوائد إلى 13.2 مليار دولار بانخفاض بلغت نسبته 48 في المائة عن عام 2007.

ويتوقع محللو وول ستريت أن يستوعب السيد بنديت الخسائر في أعمال واستثمارات العملاء ليحصل على بداية جديدة. وقد كانت النتائج ربع السنوية غير منضبطة وسببت تخوف المحللين. وقد بلغ انخفاض القيمة الدفترية نحو 6 مليارات دولار في استثمارات خاسرة متعلقة بالرهون الفرعية، كما وصل انخفاض قيمة العقارات التجارية إلى نحو 1.8 مليار دولار، بالإضافة إلى انخفاض قيمة الأوراق المالية المرتبطة بعجلات الاستثمار والقروض المنزلية الأقل خطرا. كما تعرضت الشركة إلى غرامة بلغت 3.1 مليار دولار بسبب انهيار قيمة قروض الشراء، و1.5 مليار دولار من شركات التأمين و1.5 مليار دولار كانخفاض في القيمة الدفترية لمخزونها من الأوراق المالية. وقد خصصت سيتي غروب 3.1 مليار دولار لتغطية الخسائر المستقبلية في قسم العملاء الدوليين، وهو مجال كان يتعرض للخسارة كثيرا. ويقول السيد بانديت: «إننا لسنا سعداء بنتائجنا المالية خلال هذا الربع من العام، على الرغم من أننا توقعنا ذلك. إننا نواجه مخاطر كبيرة».

وكان أصحاب الأسهم في سيتي غروب لا يعرفون الكثير من الأخبار التي يمكن أن تبعث إليهم السرور. ومنذ الاندماج مع سيتي غروب في أبريل(نيسان) 1998، عانت الشركة من خسائر استمرت لسنوات كما عانت من سلسلة من الفضائح.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ «الشرق الأوسط»