انخفاض أرباح شركة بتروكيماوية «يزعج» التعاملات ويدفع السوق لـ«تراجع شامل»

في ظل التخوفات من أن يفقد المؤشر العام المحفز الفعلي للصعود

متداولون للأسهم السعودية في أحد البنوك بالرياض (أ.ف.ب)
TT

أزعجت النتائج المعلنة من قبل أحد شركات البتروكيماويات بعد إغلاق تعاملات الأربعاء الماضي، جمهور المرتقبين لإعلانات نتائج الشركات البتروكيماوية في سوق الأسهم السعودية، بعد أن أفصحت الشركة عن تراجع أرباحها الربعية لهذا العام، قياسا بنتائج الربع الأول من العام الماضي بنسبة 29 في المائة، والتي انعكست بشكل قوي على أسهم الشركة مع افتتاح تعاملات هذا الأسبوع.

واتضح مصدر القلق من هذا التراجع، في التخوف من انسحابه على نتائج الشركات في قطاع البتروكيماويات، والتي ينتظرها المتعاملون بشغف متفائل مع بداية هذا الأسبوع، خصوصا أن هذا القطاع يعد الأول من ناحية التأثير على مسار المؤشر العام، والذي كان المحفز الأساسي لأداء السوق الايجابي خلال الفترة الماضية. إذ انعكست نتائج الربع الأول لـ«التصنيع» على أسهم الشركة التي عانت من التراجع القوي مع افتتاح تعاملات أمس، والتي أوصلت المستويات السعرية لأسهم الشركة للنسبة الدنيا بعد مرور نصف ساعة من عمر التداولات، والذي كانت له ارتدادات نفسية على مسار التعاملات، دفعت السوق بشكل واضح إلى التخلي عن الاتجاه الايجابي المتواصل.

إلا أن التوضيح الصادر من الشركة حول تراجع الأرباح كانت تشير إلى أنها عوامل بغالبيتها، خاصة بعد أن عزت الانخفاض إلى مستوى الإنتاج الضعيف، بسبب أعمال الصيانة، كما أن أرباح الشركة من ثاني اوكسيد التيتانيوم قد انخفضت بسبب تكاليف تمويل استحواذ الشركة الوطنية لثاني أكسيد التيتانيوم «كريستل» على أعمال شركة ليونديل العالمية. وذلك بالإضافة إلى ارتفاع أسعار اللقيم «البروبان» في قطاع البتروكيماويات بنسبة أعلى من الزيادة في أسعار البيع للمنتج النهائي «البولي بروبلين».

كما أكد ذلك إعلان الشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك» أمس، والتي كشفت عن تحقيقها صافي أرباح أولية للربع الأول بلغت 6.92 مليار ريال (1.84 مليار دولار) بارتفاع نسبته 10 في المائة على الرغم من ارتفاع أسعار اللقيم والركود الاقتصادي في السوق الأميركي والسوق الأوروبي إلى حد ما، إلا أن الأسواق الأخرى في آسيا وخصوصا الصين ساعدت الشركة على تحقيق هذه النتائج الإيجابية.

وأنهت سوق الأسهم السعودية تعاملاتها أمس، عند مستوى 9497 نقطة، بانخفاض 133 نقطة تعادل 1.38 في المائة عبر تداول 271.4 مليون سهم بقيمة 10.5 مليار ريال (2.8 مليار دولار)، لتنخفض السيولة بمعدل 30.4 في المائة، مقارنة بقيمة تعاملات الأربعاء الماضي، مع تراجع جميع قطاعات السوق باستثناء قطاع الفنادق والسياحة الصاعد 1.2 في المائة.

أمام ذلك أشار لـ«الشرق الأوسط» عبد الله الكوير وهو محلل مالي، أن سوق الأسهم السعودية على الرغم من منع إعلانات الأرباح الأخيرة، لشركة التصنيع الوطنية، إلا أن ذلك يؤكد الرغبة الحقيقية للتعاملات في توجيه الاستثمار على مسار السوق، والذي يعكس الاهتمام بالقوائم المالية بغض النظر عن مدى مصداقية هذه القراءات. وأكد أن نتائج الشركات في قطاع البتروكيماويات بشكل عام أثبتت قدرتها على لفت أنظار المستثمرين، خصوصا بعد إعلان شركة سابك أمس، إلا أن الإفراط في التوقعات حول نتائج الشركة قبل إعلانها كان له الدور الكبير في التأثير على تفاؤلية النتائج، الأمر الذي اعتاده السوق مع كل إعلان لسابك.

من ناحيته أوضح لـ«الشرق الأوسط» محمد الخالدي وهو محلل فني، أن المؤشر العام تأثر بقوة منذ التراجع الذي أصاب أسهم شركة سابك أمس، إلا أن الحركة الفنية للسوق لا تزال تصب في خانة الايجابية، على الرغم من الهبوط أمس، موضحا أن السوق تقترب من مناطق دعم أولية عند مستوى 9410 نقطة.