سابك لـ «الشرق الأوسط»: نسعى للاستحواذ على حصة الصين من مادة اليوريا في الأسواق العالمية

بعد قرار الصين رفع الضرائب على تصدير اليوريا بنسبة 135%

TT

أوضح المهندس محمد الماضي نائب رئيس مجلس الإدارة، والرئيس التنفيذي للشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) لـ «الشرق الأوسط»، أن شركته التي تعتبر ثالث اكبر مصدر لمادة اليوريا في العالم مع الصين وروسيا، تسعى للاستفادة من قرار الصين مطلع الأسبوع الجاري، رفع قيمة الضرائب على مصدري اليوريا بنسبة تصل إلى 135 في المائة، وهو القرار الذي سينعكس على قدرة الشركات المصدرة لمادة اليوريا في الصين، مما يعزز حجم مساهمة الشركات الأجنبية وبينها سابك.

وبين الماضي أن قرار الصين سوف يعيد دراسة نطاق البيع في الأسواق العالمية خاصة الأسواق التي كانت الصين تقوم بالتصدير إليها، مما يفتح المجال أمام الشركات المصدرة لهذه المادة لرفع حصتها في تلك الأسواق.

وأبان الماضي لـ«الشرق الأوسط» أن سعر الطن ارتفع إلى مستويات ايجابية حيث وصل إلى 530 دولارا للطن الواحد ومن المتوقع أن يحقق أسعاراً ايجابيةً في الفترة القليلة القادمة خاصة بعد هذا القرار، وذلك نتيجة نقص مادة اليوريا في الأسواق مما يجعلها تصل إلى مستويات سعرية جديدة ينعكس ايجابياً على المصدرين.

ويقدر النقص من منتج اليوريا، خلال الفترة التي أعقبت قرار الصين رفع الضرائب على التصدير بما يزيد على 2 مليون طن، والذي بدأ من 20 الشهر الحالي ويستمر حتى نهاية ديسمبر، مما يزيد من الطلب على اليوريا ويؤدي للضغط على الأسعار لتواصل ارتفاعها في ظل الطلب المتزايد خلال الفترة المقبلة.

ويبلغ إنتاج السوق الخليجي في الوقت الحالي من اليوريا 10 ملايين طن، حيث تعتبر السعودية وقطر والكويت من اكبر المصدرين لليوريا في الخليج حيث يتم توجيه منتجاتهم إلى الأسواق العالمية.

كما يبلغ حجم إنتاج شركة سابك (من خلال شركات سافكو وابن البيطار والبيروني) لمادة اليوريا حاليا حوالي 4 ملايين طن يصدر حوالي 90 بالمائة من الإنتاج إلى خارج السعودية حيث تعتبر آسيا وأوروبا من اكبر الأسواق المستوردة لمادة اليوريا من شركة سابك أما البقية فيتم استخدامه داخل السعودية في قطاع الزراعة.

ومع الارتفاع المتزايد فان بعض الدول المستوردة لمادة اليوريا سوف تعيد خارطة الاستيراد لها وذلك سعيا منها إلى إيجاد مصادر أخرى لمادة اليوريا التي تستوردها، خصوصا انه من المتوقع أن يكون هناك زيادة قوية في الطلبات خاصة من باكستان والهند ودول آسيوية أخرى خلال الشهرين القادمين وهي الدول التي كانت تستورد من الصين سابقا.

وقد سجلت أسعار اليوريا مستويات مرتفعة خلال النصف الثاني من عام 2007 والأشهر الأولى من عام 2008 حيث تراوحت الأسعار بين 350 دولارا و400 دولار للطن وذلك نتيجة الطلب المتزايد وسعي العديد من الدول لزيادة مسطحاتها الخضراء.

وكان قرار الحكومة الصينية محاولة منها لتوفير المزيد من الأسمدة اللازمة لزيادة المساحات المزروعة لتلبية الطلب المحلي المتزايد على الغذاء خصوصا بعد ارتفاع أسعار الحبوب والعديد من المواد الغذائية الأساسية الأخرى إلى مستويات قياسية في الأسواق العالمية والذي انعكس على الأسواق المحلية بشكل سلبي في الصين.

الجدير بالذكر أن «سافكو» السعودية، التابعة لـ «سابك» و«قافكو» القطرية، التابعة لـ«صناعات قطر» يعدان أكبر منتجين لليوريا في العالم، وكانت الشركتان حققتا أعلى أرباح فصلية في تاريخهما في الربعين الماضيين على خلفية الأسعار المرتفعة وينتظر أن تحققا المزيد من الارتفاع في الأرباح مع استمرار صعود أسعار اليوريا.