السوق تواجه بيوعا قوية وتتراجع 294 نقطة في أسبوع

تراجع شامل لكافة القطاعات و«الاتصالات» أكبر الخاسرين

TT

واجهت سوق الأسهم السعودية أمس بيوعا قوية شكلت ضغطا سعريا على مستويات المؤشر العام الذي رفع مستوى الخسائر اليومية، والتي بدورها أجبرت التعاملات الأسبوعية على الانخفاض 294 نقطة تعادل 2.9 في المائة، بعد أن عم اللون الأحمر جميع قطاعات السوق بلا استثناء. حيث شهدت تعاملات السوق أمس إقبال المتعاملين على البيع الناجم عن ارتفاع مستوى التخوف بين المتداولين، خصوصا بعد ظهور الكميات الضخمة التي تعرضت لها أسهم الشركات القيادية، بعد أن استقبلت أسهم شركة الاتصالات السعودية أمس كمية بيع بصفقة واحدة بلغت 858 ألف سهم بقيمة 55.7 مليون ريال، ليتصدر قطاع الاتصالات قطاعات السوق من حيث نسبة التراجع بعد تسجيله انخفاض بنسبة 3.7 في المائة. إلا أن أسهم بعض شركات القطاع المصرفي حاولت التخفيف من حدة هبوط السوق، والذي نجم عنه تذبذب حاد جاء بعد تنفيذ الأوامر بسعر السوق، والذي أوجد فجوة كبيرة بين أسعار الطلبات والعروض، الأمر الذي أثر في حركة المؤشر العام من خلال التذبذب القوي والسريع. أمام ذلك أشار لـ«الشرق الأوسط»فضل البوعينين، خبير اقتصادي، أن سوق الأسهم تنازلت بسهولة كما يبدو عن مستوى 10 آلاف نقطة، بعد أن شهدت تداولات أمس بيوعا على أسهم غالبية الشركات أدت إلى خفض الأسعار وبالتالي انسحاب هذا التأثير على الإغلاق الأسبوعي للمؤشر العام.

وأفاد بأنه يبدو أن محافظة السوق على منطقة الحاجز النفسي في الأسبوعيين الماضيين كانت مرسومة بهدف التخلص من الكثير من أسهم المضاربة وأسهم الشركات التي شهدت مستوياتها السعرية ارتفاعات جيدة خلال الفترة الماضية، من دون استثارة قلق المتداولين، مدللا على ذلك بالانخفاضات الحادة التي شهدتها لحظات التداول الأخيرة من الأيام المستهدفة. وأكد الخبير الاقتصادي أن ما حدث في نهاية تعاملات الثلاثاء الماضي من انخفاض مصحوب بحجم بيوع أثرت سلبا على مؤشر ثقة المتداولين في السوق، الأمر الذي أدى إلى تخلص الكثير منهم من أسهمهم تخوفا من تراجعات قادمة، معتقدا أن الإغلاق الأسبوعي للمؤشر العام يميل إلى السلبية ويعكس توجهات السوق في الأيام المقبلة التي ربما ستشهد انخفاضات أخرى قد تكون الأخيرة قبل مرحلة الصعود. ويلاحظ البوعينين أن في تداولات أمس وجود صناعة الأسهم الاحترافية، والتي كانت واضحة ـ بحسب المحلل ـ في بعض أسهم الشركات التي تجاوبت مع انخفاضات السوق ثم ما لبثت أن حققت مكاسب عند الإغلاق، هذا السلوك الذي يؤكد على الصناعة الاحترافية التي تهدف للمحافظة على قيمة السهم السوقية إضافة إلى التأثير على المؤشر العام.

وأبدى الخبير الاقتصادي استغرابه من أن تلحق الخسائر الأكبر بقطاع الاتصالات في الوقت الذي يفترض أن تحقق شركات هذا القطاع في مجملها نموا في أرباحها مع توسع حجم سوق الاتصالات، ولكن ربما تكون البيوع الضخمة التي شهدها قطاع الاتصالات موجهة للضغط على أسعار أسهم الشركات من أجل اقتناصها بأسعار متدنية بعد أن جنى المستثمرون أرباحهم فيها.

وأضاف البوعينين «أعتقد أن التراجع الأخير وأي تراجعات قادمة ربما تكون فرصة لالتقاط أسهم بعض الشركات الاستثمارية المنتقاة بمستويات سعرية جيدة وبناء مراكز استثمارية حتى نهاية العام الحالي».

من ناحيته أوضح لـ«الشرق الأوسط» خالد الراشد، محلل فني، أن المؤشر العام اقترب من مستويات داعمة في تعاملات أمس والتي تمثل أدنى المستويات الأخيرة للسوق بعد التراجع الذي سبق التعاملات الأخيرة والمتمثلة في مستوى 99704 نقطة، إلا أن المحلل الفني يرى أن السوق تتجه في طريقها لاستهداف مستويات الدعم القوية عند 9666 نقطة.