صندوق النقد يحذر بقوة من خطورة التضخم على الاقتصاد العالمي

النفط يواصل صعوده التاريخي والأنظار تتجه لـ«أوبك» > «سيتي غروب» تدرس بيع أصول بقيمة 400 مليار دولار

التضخم أصبح مشكلة عالمية («الشرق الأوسط»)
TT

أصدر صندوق النقد الدولي تحذيرا شديدا بشأن عودة ظهور التضخم العالمي كمصدر تهديد خطير للاقتصاد العالمي، مما يشكل تحولا مفاجئا في تصريحات الصندوق بعيدا عن تركيزه على مخاطر النمو. وقال جون لبسكي، نائب مدير الصندوق، عن عودة المخاوف المرتبطة بالتضخم الظهور على السطح مجددا بعد سنوات من الخمول، الأمر الذي أرجعه إلى اشتعال أسعار الطاقة والغذاء. واستطرد لبسكي موضحًا أن عجلة النمو العالمي تتباطأ، في الوقت الذي تتسارع فيه معدلات التضخم.

يأتي ذلك اثر صعود النفط الى مستوى قياسي جديد فوق 125 دولارا للبرميل أمس فيما تدفقت أموال صناديق الاستثمار على السوق التي شهدت اداء قويا خلال الاسبوع الماضي وبعد ارتفاع الاسعار الآجلة لزيت التدفئة. وقال محللون ان الصناديق حرصت على تحويل أموالها الى سوق النفط بعدما صعد الخام الاميركي بنحو 13 في المائة منذ بداية الشهر.

وفي إشارة إلى أن الارتفاع الشديد الذي شهدته أسعار السلع ربما لا يكون مجرد «فقاعة» حسبما ساد الاعتقاد من قبل، اعترف لبسكي في كلمة أمام مجلس العلاقات الخارجية الاميركي وتلقت «الشرق الاوسط» نسخة منها أمس، بأن القوى التي تدفع الأسعار نحو الارتفاع «تبدو جوهرية في طبيعتها»، وأنها تتفاقم جراء انخفاض معدلات الفائدة الأميركية وتراجع الدولار. ومع ذلك، أعرب نائب مدير صندوق النقد الدولي عن تفاؤله بأن العالم لن يشهد تكرار السيناريو الذي حدث في مطلع السبعينات، عندما شكلت أسعار الطاقة المرتفعة حقبة جديدة تتسم بارتفاع معدلات التضخم وتسارعها، لكنه استطرد أن هذه المخاطرة «لا يمكن استبعادها تماما».

وشدد لبسكي على ضرورة أن يستجيب صانعو السياسة بقوة لأي مؤشرات حول احتمالات ارتفاع معدلات التضخم «خشية فقدان المكاسب المبهرة على صعيد الاستقرار العالمي والتي تحققت في السنوات الأخيرة».

وتعززت التحذيرات الصادرة عن صندوق النقد الدولي بشأن التضخم من جانب مسؤولي المصارف المركزية الأوروبية، حيث ترك المصرف المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا معدلات الفائدة من دون تغيير رغم تزايد مؤشرات الضعف الاقتصادي.

يذكر أن تحول اهتمام صندوق النقد الدولي في الفترة الأخيرة من النمو إلى التضخم يأتي في أعقاب موجة الارتفاعات الأخيرة في أسعار النفط. ولمح لبسكي إلى أن جزءا من هذا ربما يكون بسبب السياسات النقدية وأسعار الصرف القائمة. واضاف أن الأبحاث التي أجراها صندوق النقد الدولي تشير إلى أن معدلات الفائدة المنخفضة تؤثر على أسعار السلع بصورة تفوق التأثير التقليدي لزيادة الطلب، بينما كان تراجع الدولار منذ عام 2002 مسؤولا عن قرابة 25 دولارا من الزيادة التي طرأت على سعر النفط. من ناحية أخرى، حذر الصندوق من أن أسعار الغذاء ستظل مرتفعة على امتداد المستقبل المنظور. وحول ارتفاع اسعار النفط قال لرويترز تاتسو كاجياما المحلل لدى كانيتسو أسيت مانجمنت في طوكيو «الصناديق تتدفق على سوق النفط الخام نظرا للاداء الجيد للغاية للاسعار. ويدعم السوق استمرار المخاوف السياسية وارتفاع أسعار زيت التدفئة.. لكن وتيرة الزيادة سريعة جدا». وقال مصدر بالمنظمة أمس انها قد تجري مشاورات بشأن ما اذا كان من الضروري زيادة الانتاج قبل الاجتماع التالي المقرر في سبتمبر (ايلول) المقبل اذا استمرت أسعار النفط في الارتفاع. وأضاف لرويترز «اذا ظلت أسعار النفط ترتفع فقد تتشاور أوبك بشأن زيادة في الانتاج قبل أن تجتمع في سبتمبر. في رأيي أي زيادة يجب أن تكون أكبر من 500 ألف برميل يوميا حتي يكون لها تأثير في السعر».

من جانب آخر، اعلنت مجموعة سيتي غروب أكبر المؤسسات المصرفية في الولايات المتحدة، ان المجموعة ستعرض خططا لبيع أصول غير أساسية تصل قيمتها الى 400 مليار دولار. وكشف المجموعة ان حجم المبيعات المقترحة يمثل نحو 20 في المائة من الاصول الحالية للمجموعة وان عملية البيع ستتم على عدة سنوات. وقد قالت المجموعة من قبل انها تعتزم التخلص من أصول لتحسين وضع رأسمالها.

الى ذلك، ارتفع سعر صرف العملة الأوروبية اليورو أمام الدولار الأميركي في تعاملات أمس حيث سجل اليورو 1.5449 دولار، فيما بلغت قيمة الدولار 0.6475 من اليورو.