لؤي سعيد قنيطة لـ «الشرق الأوسط»: اقتصاد الطائف ينشط 100 يوم في السنة فقط

رئيس اللجنة السياحية لغرفة الطائف: الأوضاع ستتغير هذا العام على إثر تعديل الإجازات

لؤي قنيطة عضو غرفة الطائف («الشرق الاوسط»)
TT

أكد لؤي سعيد قنيطة عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في الطائف رئيس اللجنة السياحية، أن الطائف مقبلة خلال السنوات المقبلة على طفرة اقتصادية كبرى تشمل جميع جوانب الحياة. وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط» في الطائف انه تم الحصول على موافقة على منح الطائف مدينة صناعية بمساحة حوالي 12 مليون متر مربع، وتعتبر هذه المرحلة الأولى من المدينة حيث هناك مرحلتان أخريان.

وأوضح «ان الطائف واقتصادها لا تعمل إلا ما يقارب 100 يوم في السنة وهي الأجازات الفصلية»، لكنه استطرد «ولكن الآن مع الوضع الجديد والأجازات المستحدثة قد تتغير هذه الفكرة».

> كيف تقيمون الوضع الاقتصادي الحالي في الطائف؟

ـ الطائف مقبلة خلال السنوات المقبلة على طفرة اقتصادية كبرى تشمل جميع جوانب الحياة تقريبا، وهي مرتبطة بحلقة واحدة، بحيث أصبحت الطائف الآن مطلبا لعدد كبير من رجال الأعمال والمستثمرين في عدة قطاعات، ومن أهم المشاريع الاقتصادية المدينة الصناعية، وما تحتويه من مشاريع كبيرة بها.

هناك أيضا مشروع استثماري كبير متمثل في استثمار العقول، حيث يتم إنشاء جامعة الطائف الحديثة وكلية الطب بالإضافة إلى أن هناك مشروعا سياحيا كبيرا يتمثل في اعتماد محافظة الطائف كمدينة للحج والعمرة، وهو ما سيحدث تطورا في المحافظة كالمطار والمنشآت السياحية وخلق أسواق جديدة.

> من الواضح ان موقع الطائف الجغرافي يمثل قيمة تميزها عن المدن الأخرى، ما رأيكم؟

ـ هناك مميزات ومعوقات لموقع مدينة الطائف، أولها أنها من مدن منطقة مكة المكرمة، وهذه ميزة ممتازة، وايضا قربها من السوق الاقتصادي والتجاري والتعليمي في المنطقة، الى جانب تميزها بالقرب من مكة وجدة وهما المدينتان اللتان تمثلان المركز التجاري والديني في المملكة، إضافة إلى الطبيعة الخلابة والجو الرائع بها، الذي يوزن المعادلة، وهناك أيضا الكثير من المعوقات المالية والإدارية التي تنشأ من هذه المعادلة.

> تعرض العديد من السلع الاستهلاكية في السعودية إلى ارتفاع مفاجئ وحاد في الأسعار، الى ماذا تعزو ذلك؟

ـ ارتفاع الاسعار حدث طبيعي وعالمي نتيجة لارتفاع سعر البترول والذهب في العالم وانخفاض سعر الدولار، وحيث ان الريال السعودي مرتبط بالدولار فسنلاحظ الفرق الكبير في الأسعار. والحل من وجهة نظري يكمن في فك الارتباط ولو جزئيا بالدولار، والاعتماد على الاكتفاء الذاتي في كثير من المنتجات الزراعية والصناعية، حيث تملك المملكة الكثير من المواد الخام التي تصدر للعالم «بملاليم» وتعود الينا في شكل منتجات «بملايين» وأنا أرجو كل الرجاء دعم المشاريع الصناعية والتحويلية واستغلال المواد الخام داخل البلد.

> وأنتم في الطائف، قبلة السياحة السعودية، كيف تقيمون السياحة الداخلية والخارجية؟

ـ تملك المملكة مقومات سياحية كبيرة جدا، ولعل من أهمها وجود الحرمين الشريفين والتاريخ القديم جداً للمملكة ووجود خط التجارة بين جنوب الجزيرة (اليمن) وشمالها (بلاد الشام) وفي آخر إحصائية للهيئة العليا للسياحة تبين أن هناك أكثر من 10 آلاف موقع أثري في المملكة، وهذا يعتبر مكسبا كبيرا جدا لهذا البلد، وأيضا تعتبر السعودية قارة بحد ذاتها، حيث تتوفر فيها الفصول الأربعة، وتختلف فيها المناطق الجغرافية حيث تجد الصحراء والبحر والجبل في منطقة واحدة، والطقس في كل منها يختلف، لذلك هذه مقومات طبيعية ويجب استغلالها بشكل أمثل، ولكن حتى الآن لم يتم استغلال 10 في المائة منها.

ولعل قرار خادم الحرمين الشريفين بضم هيئة الآثار إلى الهيئة العليا للسياحة يشكل دعماً للناحية السياحية الهامة، كما ان هناك نقصا كبيرا في البنية التحتية السياحية من ناحية مراكز الإيواء والإعاشة، كما أن هناك عشوائية في تنفيذ هذه البنية خصوصا في مراكز الإيواء، ويلاحظ ان التزام كافة مناطق المملكة بوقت موحد في الدوام والاجازات مع مطالباتنا الكثيرة تتغير هذه الأوقات ويؤدى إلى توقيف كثير من المشاريع السياحية، حيث أن اغلب المشاريع لا تعمل إلا من 50 إلى 100 يوم في السنة، وفي نفس الوقت باقي أيام السنة، حيث تعتبر أكثر مناطق المملكة السياحية وغير السياحية معطلة تقريبا، فماذا لو تم تغيير الدوام وتغيير الاجازات كل على حسب ظروفه الجوية والاقتصادية. وتعتبر مكة والمدينة مثلا لهما ظروف خاصة جدا في فترة رمضان والحج، والمناطق الشمالية لها ظروف خاصة في فصل الشتاء خصوصا بعد التغيير المناخي الذي حصل في العالم، كذلك منطقة الرياض والشرقية وما تعانيه في فترة الصيف، وحدث ولا حرج عما تعانيه منطقة الطائف والمناطق الجنوبية السياحية في فترة الصيف والمعاناة التي تعانيها لجذب السياحة مع المنافسة الكبيرة التي تواجهها، أيضا من خلال المهرجانات والمغريات لإبقاء وإنعاش السياحة المحلية داخل المدينة وعدم تركها، فمناطقهم السياحية لا تتميز إلا بالجو فقط وتحتاج إلى العديد من أدوات الجذب السياحي.

وأتمنى من الهيئة العامة للسياحة والآثار وبعد مرور خمس سنوات على إقامتها، البدء بالنظر بجدية لتنفيذ الأعمال وليس وضع السياسات والتنظير، وان كانت قد بدأت ولكن باستحياء شديد.

> تناقلت وسائل الإعلام إعلان غرفة الطائف عن إنشاء مدينة صناعية ضخمة في ناحيتها الشمالية، ما هي أهداف وملابسات إنشاء هذه المدينة؟

ـ تم الحصول على موافقة على منح الطائف مدينة صناعية بمساحة حوالي 12 مليون متر مربع، وتعتبر هذه المرحلة الأولى من المدينة، حيث هناك مرحلتان أخريان، وحيث ان طقس الطائف وموقعها الجغرافي يؤهلها للقيام بالعديد من المصانع، فاننا نتمنى ان تكون هناك فرصة كبيرة للمصانع سواء كانت جديدة او تطوير القائم منها بتطوير الاستثمارات والمصانع الجديدة، وهي ايضا فرصة جيدة لجذب عدد كبير من العمالة السعودية وخصوصا ان المصانع تستوعب كل المهن تقريبا.

وتم عقد عدة اجتماعات لدراسة كيفية إنشاء البنية التحتية لهذه المدينة وتوزيعها على أحدث الطرازات العالمية وتوفير كافة الخدمات والبنية التحتية والكهرباء لهذه المدينة التي سوف تنعش الطائف بصفة عامة واقتصاد المنطقة بصفة خاصة.

> هل أنتم راضون عن حركة الاستثمار في الطائف؟

ـ سبق وان اشرنا الى ان قرب موقع الطائف من محافظة جدة ومكة له تأثير ايجابي وسلبي في نفس الوقت على المحافظة، والطائف في الفترة القادمة ستحظى بالكثير من المشاريع والنهضة العمرانية الجيدة، حيث سيكون هناك إنشاء الجامعة وتحديث المطار والمدينة الصناعية والمشاريع السياحية وسيكون مستقبلها زاخرا جدا بهذه المشاريع وخصوصا فيما لو انتهت مشاريع طرق الربط والوصول الى الطائف من خطوط برية وجوية وسكة حديد.

هذا ومحافظة الطائف تعتبر الثانية على مستوى المملكة من حيث المساحة وتزخر بالعديد من المقومات الجغرافية التي تسمح لعدة استثمارات في وقت واحد ان تكون بها؛ على سبيل المثال هناك مناطق أثرية وسياحية جميلة جدا وتعتبر الطائف منطقة زراعية جيدة وهناك مساحات كبيرة لإنشاء المصانع فهي مهيأة لهذه الاستثمارات العامة.

> ما هي الخطط التي اعتمدتها غرفة الطائف لدعم خطط الاستثمار؟

ـ من المؤكد أن الغرفة التجارية تسعى لدعم الاستثمار على أي حال، والغرفة التجارية قامت بتشكيل عدة لجان فعالة لدعم مجلس الادارة في تفعيل دورها لدعم النشاطات الاقتصادية بالمحافظة مثل اللجنة التجارية ولجنة المقاولين واللجنة السياحية واللجنة الصناعية وغيرها. وكل هذه اللجان مكونة من خيرة رجال الأعمال بالمحافظة والعاملين في نفس التخصص والتي تصب في مصلحتهم ومصلحة الغرفة والمحافظة، هذا بالإضافة الى قيام الغرفة والأمانة العامة بعمل الندوات والمحاضرات والدورات المتخصصة وإحضار اصحاب الخبرة والسادة الوزراء للقاء مباشرة مع رجال الاعمال والحوار المباشر معهم، ويسعد الغرفة دائما ان تتلقى أي نصيحة او فكرة لدعم وتطوير الاقتصاد والاستثمار في المحافظة.

> يرى البعض أن الطائف فرصة استثمار لم تستغل، محملين غرفتها التجارية السبب في تدني الأداء الذي لا يتناسب مع مدينة السياحة الأولى في السعودية، كيف تردون على ذلك؟

ـ أسلفت بالقول إن الاستثمار في مجال السياحة بالذات ما لم يستغل استغلالا مخالفا للوضع الراهن لن يكون مجديا، حيث أن الفترة التي يعمل فيها المستثمر في قطاع السياحة لا تتجاوز 100 يوم في السنة، ولكن الآن مع الوضع الجديد والاجازات المستحدثة قد تتغير هذه الفكرة، وخصوصا ان الاجازة الصيفية ستشمل شهر رمضان المبارك، اضافة الى ان قرب الطائف من مكة سيكون له مردود ايجابي كبير في ما لو استغل جميع الطرق المؤدية الى مكة ولم يستغل المستثمرون السياحة استغلالا سيئا.

اما الغرفة التجارية فانها هيئة تخطيطية واستشارية وليست جهة تنفيذية، وكل ما عليها هو تقديم المشورة والعون لكل من يطلبها ولا تأل جهدا او تبخل بما لديها.

> ما هو نصيب سيدات الأعمال من اهتماماتكم وماذا قدمتم لهن في الطائف؟

ـ المرأة نصف المجتمع والمرأة العاملة اصبح لها الآن دور كبير في مجتمعنا، بالإضافة الى ان مجتمع الطائف مجتمع شبه مغلق، وما زال عمل المرأة به غير منتشر، وان كان هناك أكثر من 300 سجل لسيدات الأعمال، وفي الغرفة التجارية يوجد قسم خاص لسيدات الأعمال، لديه نشاط كبير يقوم عليه عدد من السيدات الفاضلات، نتمنى لهن التوفيق في عملهن مع مراعاة الحفاظ على عاداتنا وتقاليدنا. > الطائف تقوم على الأسواق الشعبية، بل حتى أسواقها الكبرى تتحول إلى شعبية، ما هو السر في ذلك؟

ـ يوجد في الطائف اكثر من 10 مراكز تجارية تضم أرقى الماركات العالمية ويوجد بالطائف سوق مركزي كبير، كذلك لدينا اكثر الوكالات للشركات الكبرى وهذا على مستوى محافظة الطائف، وأعتقد ان ذلك كافيا، أما فيما يخص الأسواق الشعبية فهي معدودة ولها روادها و«من ترك قديمه تاه». والأسواق الكبرى لو طعمت ببعض المحلات الشعبية فهذا لا يقلل من قدرها بل يرفع من مستواها، حيث إنها تضم جميع الفئات الراقية والشعبية منها وهذا دليل على التطور الحاصل في المدينة بالإضافة على الحفاظ على التراث وترك المجال للجميع في الوجود في مكان واحد.

> الطائف مدينة لا تستثمر إلا في الصيف ماذا لديكم لإخراجها من هذه الدائرة ولتستثمر طوال السنة؟

ـ هناك الكثير من المشاريع التي تنعش المدينة على مدار العام ومن أهمها الانتهاء من المدينة الصناعية والجامعة، حيث تعتبر هذه نصف الاستثمار في المحافظة أيضا هناك لو تم الانتهاء من مشروع اعتماد الطائف كمدينة حج وعمرة فهذا سوف يفتح أسواقا جديدة في الطائف فيما لو تم نزول المعتمرين والحجاج في الطائف، فهذا تقريبا إلى نصف العام ومع العوامل التالية سيكون نصف العام صيفا وهذا سيكون شغلا لمحافظة الطائف على مدار العام. وأيضا هناك فرصة كبيرة لأن تكون الطائف مركزا لاستقطاب المؤتمرات والمعارض المتخصصة على مستوى دولي لما تملكه من مواصفات جيدة.

> تحرص بعض الغرف التجارية النشطة على أن تكون منارة ثقافية وتجارية واجتماعية لأي مدينة توجد فيها، فهل انتم كأعضاء في غرفة الطائف راضون عما قدمتم؟

ـ على المستوى العام نعم، حيث اننا كمجلس ادارة تسلمنا الغرفة وهي مدينة والآن على مدار دورة ونصف تم سداد اكثر من 70 في المائة من الديون ونتوقع ان على نهاية دورتنا الحالية ان يتم سداد باقي الديون، أيضا الغرفة بدأت بتوفير فوائض مالية، وعليه يتم المشاركة في بعض النشاطات الثقافية والاجتماعية في المحافظة ونتمنى ان يكون وضعنا الاجتماعي والثقافي في الفترة القادمة افضل بكثير مما نحن عليه الآن.