السعودية: بدء مرحلة من تعزيز تداول «العملة المعدنية» بتوفير فئة جديدة

«مؤسسة النقد» تطرح «الريال» المعدني في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز باللونين «الذهبي» و«الفضي» غدا الاثنين

مؤسسة النقد العربي السعودي تعلن طرح الريال في عملة معدنية جديدة مسكوكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بدءا من غد الاثنين («الشرق الاوسط»)
TT

قال خبراء مختصون في الأوراق المالية ان إعلان مؤسسة النقد العربي السعودي «ساما» طرح الفئة الجديدة من الريال في شكل «عملة معدنية» المسكوكة في عهد خادم الحرمين الشريفين، يمثل توجها ومرحلة ضمن تفعيل تداول العملة المعدنية في البلاد، لاسيما مع وجود عملة الريال الورقية التي يتم التعامل بها.

وأفصحت مؤسسة النقد، التي تمثل البنك المركزي في السعودية، أنها ستقوم اعتبارا من غد الاثنين بِطرح العملة المعدنية الجديدة من فئة الريال الواحد، الذي سكّ في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز خلال العام الجاري 2008 (1429 للهجرة)، حيث قالت إنها ستتوفر في كافة فروعها في أرجاء البلاد. ولفت علي بن حسن الحازمي المختص في الاقتصاد الكلي وعضو لجنة الأوراق المالية في الغرفة التجارية الصناعية بجدة، الى أنه يمكن اعتبار توجه البنك المركزي السعودي لهذه الخطوة ضمن تدعيمه وتعزيزه لتفعيل تداول العملة المعدنية، مستدلا بتوجه «مؤسسة النقد» إلى سكّ الريال رغم وجوده ورقيا إلا أن تداوله يمثل حالة من التدعيم لفئة العملات المعدنية.

وذكر الحازمي خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أنه على الرغم من طرح عملية الريال المعدني، إلا أن هناك ظروفا ربما تعزز من وجود العملة المعدنية، لاسيما الربع والنصف ريال، التي تتزايد الحاجة إليها في ظل تنامي الأسعار وارتفاع قيم المواد إذ سيشهد قطاع التجارة والتجزئة المحلي توجها خلال المرحلة المقبلة لتفعيل حسابات تسعير السلع بأجزاء الريال (هللة)، وبالتالي توقع تزايد الحاجة للعملة المعدنية.

وتتأثر السعودية حاليا بموجة من التضخم طالت أسعار الكثير من السلع والمواد الاستهلاكية كان في مقدمتها الأرز والمعلبات، خلق حراكا تابعته الوسائل الإعلامية خلال الشهور الماضية وأدت إلى تدخلات حكومية على هيئة «دعم مالي» و«ضبط تنظيمي» و«رقابة شاملة»، الأمر الذي استدعى حدوث تطورات في المحال والمتاجر والمؤسسات والشركات التجارية على صعيد استراتيجياتها البيعية والتسويقية المتعلقة بتسعيرة المنتجات.

وذكرت «مؤسسة النقد» مواصفات العملة الجديدة، بأن جانب الوجه من العملة سيكون باللون الذهبي في المركز متضمنا شعار الدولة «السيفان والنخلة»، بينما صبغ الهامش باللون الفضي محتويا على كتابة دائرية نصها « خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود».

وجاء ظهر العملة المعدنية «الريال» بالمركز باللون الذهبي في المركز (الوسط) متضمنا قيمة الفئة بالأحرف العربية وهي بالنص« ريال واحد»، أما الهامش ذو اللون الفضي فقد نقش في الجزء العلوي «مئة هللة» وفي الجزء الأسفل سنة السك «1429هـ» وعلى الجانب الأيمن رقم 100 والجانب الأيسر رقم 100.

وكانت «مؤسسة النقد» قد طرحت خلال العام الماضي، العملة المعدنية الجديدة من فئة نصف الريال (50 هللة) التي سكت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، مشيرة إلى أن تداول الفئة المعدنية الجديدة سيكون إلى جانب الفئات المعدنية الموجودة في التداول حاليا.

وأفاد عضو لجنة الأوراق المالية في «غرفة جدة» بأن توجه «مؤسسة النقد» تتساير مع توجهات الدول المتقدمة والأوروبية على وجه التحديد حيث توجد عملات ورقية ومعدنية فمثلا يوجد الجنيه الإسترليني فئة ورقية وأخرى معدنية وكلتاهما تحملان ذات القيمة ويتم تداولهما في البيع والشراء، مشددا على أن طبيعة التعاملات النقدية تغيرت متأثرة بتغيرات طبيعة الأسواق واحتياجات الاستهلاك.

من ناحيته، بين الدكتور عبد الرحمن بن إبراهيم الصنيع، وهو خبير اقتصادي سعودي وأستاذ علم التسويق في كلية إدارة الأعمال بجدة، أن سك الريال في هيئة عملة معدنية يأتي في وقت تتزايد فيه الخدمات والسلع التي تحتاج إلى عملة معدنية في القريب العاجل، من أهمها على سبيل المثال توقع عودة مرشحة لخطوط الهاتف في الشوارع مع قيام شركات اتصالات ثابتة، إضافة إلى وجود خدمات سلعية متعددة عبر الات لبيع المشروبات الباردة والساخنة.

وزاد الصنيع في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن هناك فوائد ربما تعود إلى الاقتصاد الكلي للبلاد، حيث تعمد بعض سياسات الصناعة النقدية والمالية إلى تقليل تكاليف إعادة طبع الأوراق النقدية من جديد، إذ أن العمر الافتراضي يبرز بقوة فلا مقارنة بين العملة المعدنية والورقية، حيث تتضاعف قوة المعدنية لثلاث أضعاف أمام مقاومة العملية الورقية للاستخدام.