من المتوقع أن يدخل المستثمرون الروس بقوة الى منطقة الخليج العربي، ليس من أجل الاستثمار في قطاع العقار الأكثر جاذبية لهم فحسب، بل من أجل البحث عن مستثمرين خليجيين لتسويق عقاراتهم البالغة مليارات الدولارات، في ظل طفرة يشهدها السوق العقاري الروسي.
ويستقطب سوق العقارات سريع النمو في روسيا المزيد من المستثمرين على مستوى الأفراد والشركات والبنوك بهدف الاستثمار في القطاع العقاري الذي يعد حالياً أحد أكثر الاستثمارات الواعدة. وقد يتراوح نمو عائدات المستثمر من العمليات العقارية، وفقاً إلى نوع الاستثمار، بين 8.5% و35% سنوياً. ولأول مرة على الاطلاق تقرر شركة تطوير عقاري روسية كبيرة عرض مشروع ضخم في سيتي سكيب ابوظبي 2008، وذلك بهدف تسويق مشروعها العقاري متروبوليا الضخم، ليس في المنطقة وحسب، وإنما على المستوى الدولي ايضا، والبالغ قيمته نحو 3.5 مليار دولار أميركي.
ويقول الدكتور ميخائيل سليبنتشوك المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة متروبول الذي سيقود فريقا من كبار المديرين التنفيذيين في شركة متروبول العقارية الروسية، أن مسوقي العقارات في الإمارات، ودبي خصوصا، أصبحوا يتمتعون بسمعة طيبة وقوية وخاصة بعد نجاحهم في استقطاب مستثمرين دوليين وأفراد ذوي ملاءة مالية عالية وشركاء تطوير، «ونحن من جهتنا نتطلع للالتقاء مع خبراء ووكالات التسويق لتجنيد خبراتهم من اجل تسويق مشروعنا في الشرق الأوسط والعالم». ويعول المستثمرون الروس على السيولة العالية التي تتوفر في دول الخليج، وهو مما يغري الكثير من المستثمرين حول العالم من اقتطاع حصة من كعكة السيولة الهائلة المتوافرة في المنطقة.
وتعد روسيا حاليا واحدة من اكبر خمسة اسواق صاعدة في العالم، فيما تحتل موسكو مكانة بارزة في مشاريع التطوير العقاري، إلا انه بخلاف الاسواق الصاعدة الاخرى كالهند والشرق الاوسط ظلت خبرات التسوق في روسيا محدودة نتيجة للإرث الشيوعي، حيث كانت الدولة تتولى ادارة اقتصاد البلاد. وستقوم «متروبول غروب» بعرض «متروبوليا» الضخم وهو مشروع مدينة داخل مدينة متعدد الوظائف يمتد على مساحة 1.5 مليون متر مربع يبعد ثلاثة كيلومترات عن الكرملين. وسيتم استخدام تقنيات «خضراء» متقدمة في المشروع طورتها شركة «نيكين سيكي» اليابانية التي تعد اكبر شركة للتصميم الهندسي في العالم والرائدة عالميا في التصاميم المستدامة. ويولي مشروع متروبوليا المؤلف من عشرة مبان متصلة بمساحات عامة خضراء، أولوية قصوى للاستدامة وكفاءة استهلاك الطاقة مع انتاج بصمة كربونية ضئيلة. وباستخدام تقنيات مجربة في اليابان، وضعت نيكين سيكي هدفا ان يستهلك المشروع طاقة اقل بنسبة 60% من مشاريع مشابهة.