ارتفاع أسعار المحاصيل الزراعية فرصة للمزارعين الأفارقة

بعد تعرض القطاع في القارة للإهمال على مدى عقود

ما زال المزارعون الأفارقة يستعملون الاساليب الاكثر بدائية في زراعتهم («الشرق الأوسط»)
TT

نيروبي ـ د.ب.أ: يرى اكين اديسينا نائب رئيس «تحالف من اجل ثورة خضراء في أفريقيا» في أزمة الغذاء العالمي فرصة فضلا عن تحد. وقال «على المديين المتوسط والطويل، فان التوسع في الزراعة وليس مساعدات الغذاء هو الحل الوحيد».

وقال اديسينا إن تراجع الانتاج الزراعي في أفريقيا على مدى الأعوام الثلاثين الماضية يمثل فضيحة حيث لا ينتج الفلاحون الافارقة إلا القليل والقليل جدا الذي لا يكاد يكفي حتى لاستهلاك أسرهم. وقال «تعرض قطاع الزراعة في أفريقيا للإهمال على مدى عقود من الزمان».

كذلك يرى بيدرو سانشيز، وهو أخصائي زراعي بجامعة كولومبيا في نيويورك، كما يعمل مستشارا ببرنامج الامم المتحدة للتنمية أن الازمة الحالية هي الوقت المناسب للقيام بـ«ثورة خضراء»، مشيرا إلى المثال الهندي. وقال «إن أزمة الاسعار ابان الستينات هي التي دفعت باتجاه تقديم دعم هائل لزراعة الارز هناك». وقال سانشيز أما وقد واجهت ارتفاعا صاروخيا في الاسعار في الاسواق العالمية، فان الدول الافريقية التي تعتمد على الاستيراد، عليها أن تدفع باتجاه انتاج محلي للذرة والأرز والحبوب وغيرها من المحاصيل الزراعية لكي تقلل من اعتمادها على الواردات الاجنبية.

وتحاول بعض الحكومات الافريقية أن تفعل هذا بالضبط. ففي مطلع مايو (أيار) أطلقت الحكومة الكينية برنامجا بكلفة 50 مليون دولار بالتعاون مع تحالف من اجل ثورة خضراء في أفريقيا الذي يهدف أساسا لمساعدة صغار المزارعين. وبموجب هذا البرنامج يتم توفير قروض منخفضة الفائدة فضلا عن أسمدة مدعومة من قبل الدولة وبذور جيدة لنحو 2.5 مليون مزارع.

وفي السنغال، كشف الرئيس عبد الله واد عن خطة سماها «الحملة الزراعية العظيمة للغذاء والوفرة». وتهدف الخطة لزيادة إنتاج الارز وهو الطعام الاساسي لغالبية السنغاليين بنسبة مرتين ونصف في المائة هذا العام إلى 500 الف طن. وتستورد السنغال حاليا من آسيا 80 في المائة من نحو 800 الف طن من الارز يستهلكها شعبها سنويا.

وأشار اديسينا «مالاوي هي أفضل نموذج لكيفية تحول بلد يعتمد على الاستيراد إلى بلد مصدر». وقال إن هذا التحول استغرق عامين ونصف العام فقط». لكن سانشيز يحذر من توقع مثل هذه النجاحات بطول أفريقيا وعرضها. ويضيف أن الأمر يتطلب «من خمس إلى عشر سنوات كحد أدنى». وأشار إلى أن الامر ليس أمر إرادة سياسية وحسب. فمن الضروري توفير التمويل اللازم.

وقال سانشيز على المدى البعيد، فسيكون من الارخص بالنسبة للدول المانحة أن تستثمر في المزارع الافريقية بدلا من أن ترسل معونات. ويتعين اخذ ارتفاع درجة حرارة الأرض في الاعتبار أيضا. وقال اديسينا «إن افريقيا تتحمل العبء الاكبر في مسألة تغير المناخ».

وقال إن الدول الصناعية التي تتحمل انبعاثاتها الضارة المسؤولية بصورة واسعة عن تغير المناخ يتعين أن تتحمل كلفة ثورة خضراء ناجحة في أفريقيا. ومن بين من يطالبون بتقديم مساعدات مالية سخية لدعم الزراعة في أفريقيا جيفري ساش، المستشار الاقتصادي الخاص للامم المتحدة، ومدير معهد الارض بجامعة كولومبيا. وقال ساش «في أفريقيا وحدها مطلوب 10 مليارات دولار سنوياً.

واستشهد ساش بالقرى المستهدفة في مشروع الألفية للامم المتحدة كدليل على أن الاستثمار يؤتي أكله... فقد زادت غلة المحصول هناك لثلاثة وأربعة أضعاف».