رئيس الوزراء المصري يدعو لاستخدام تقنية الاتصالات والمعلومات لحل أزمة الغذاء

افتتاح معرض الاتحاد الدولي للاتصالات بمشاركة 75 دولة

TT

افتتح الرئيس المصري حسني مبارك صباح أمس أعمال معرض ومؤتمر اتصالات أفريقيا 2008 الذي ينظمه الاتحاد الدولي للاتصالات هذا العام تحت شعار «الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في أفريقيا: قارة على طريق التحول». وشهد حفل الافتتاح كل من رئيس مجلس الوزراء المصري د. أحمد نظيف، ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات د. طارق كامل، بالإضافة إلى وزراء الدفاع، والإعلام، والاستثمار، والتربية والتعليم، والتعليم العالي والبحث العلمي من مصر بالإضافة إلى أكثر من 40 وزيرا للاتصالات من 75 دولة.

وناشد الدكتور نظيف كافة الأطراف الفاعلة داخل الاتحاد الدولي للاتصالات للتكاتف والتعاون من أجل وضع حلول عاجلة لأزمة الغذاء العالمية، معتبرا أن الفرصة سانحة أمام قطاع الاتصالات للعب دور حيوي في الاقتصاد القائم على المعرفة. وقال نظيف في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر إن قطاع تكنولوجيا المعلومات في أفريقيا، التي يعيش فيها ما يزيد على مليار نسمة لا يزال بحاجة للانتشار. وخصوصا أن أفريقيا لم تكن تمتلك في 2006 سوى 2.1 % من إجمالي الهواتف الثابتة على مستوى العالم، بما يقارب 28.5 مليون هاتف يستفيد منها 3 % فقط من السكان. وأن هذه النسبة ما زالت بحاجة إلى زيادة. وأشار د. نظيف إلى أن دول القارة حققت في العامين الماضيين أعلى نسبة لنشر الهواتف الجوالة مع وجود أكثر من مشغل للهواتف الجوالة بنسبة 32 %، وأن هذه النسبة كانت 2 % فى بداية القرن الماضي.

وتجدر الاشارة الى ان العام الماضي شاهد اشتراك نحو 60 مليون مشترك جديد في الهواتف الجوالة، في حين وصلت نسبة استخدام الإنترنت إلى 5 % في عام 2006، في حين يصل المتوسط العالمي إلى 17 % من السكان، الأمر الذي يؤكد وجود فرص للنمو المستقبلي.

وأشار نظيف إلى التجربة المصرية في الاندماج مع اقتصاد السوق، وتحسين مناخ الاستثمار والإصلاح الضريبي الذي حقق تحسنا ملموسا في إيرادات الدولة بزيادة قدرها 68 % بعد تخفيض الضرائب بنسبة 50 %. وتضاعف حجم الاستثمار الأجنبي المباشر بما يفوق 11 مليار دولار أميركي في عام 2007. وبلغت نسبة الزيادة في الصادرات حوالي 30 % سنويا. وكان قطاع الاتصالات حافزا للنمو، حيث حقق بمفرده معدلات نمو تصل إلى 20 %، وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية بأكثر من 8 مليارات دولار أميركي خلال السنوات الثلاث الماضية. وأوضح أن القرية الذكية في مصر، التي تعتبر أول قرية تكنولوجية للأعمال على مستوى القارة تستوعب عددا من الشركات المتعددة الجنسيات والمحلية العاملة في مجال الاتصالات السلكية واللاسلكية، وتكنولوجيا المعلومات، والشركات والمؤسسات المالية، والمصارف، إلى جانب الهيئات الحكومية. ونجحت القرية الذكية في توفير أكثر من 13 ألف فرصة عمل للمحترفين في أكثر من 100 شركة. ومن المتوقع أن يصل عدد العاملين إلى 40 ألفا بنهاية عام 2014.

ورحب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري د. طارق كامل بانعقاد المؤتمر للمرة الثالثة على أرض مصر، مؤكدا أن استضافة مصر للمؤتمر يؤكد التزامها العميق بالبعد الأفريقي، وبتحقيق مفهوم التنمية الشاملة على مستوى القارة. وقال إن معدلات استخدام الإنترنت والحاسبات الآلية وصل إلى معدلات غير مسبوقة، حيث يستخدم حوالي مليار شخص الحاسبات الآلية، ووصل عدد مستخدمي الإنترنت إلى أكثر من 1.3 مليار شخص، وأكثر من 1.5 مليون مشترك جديد يوميا في خدمات المحمول على مستوى العالم.

وتساءل د. طارق كامل هل يمكن تطبيق قواعد موحدة على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والإعلام، وهل يجوز الفصل بين قضايا المحتوى وقضايا البنية التحتية، والقضايا التنظيمية. وما هو الإطار القانوني والتنظيمي الذي يحكم مستقبلا أمكن الفضاء الإلكتروني. وهل يمكن إحداث تناغم بين الأطر القانونية والتنظيمية المختلفة في العالم. وأوضح د. طارق كامل أن الإجابة تختلف من دولة لدولة تبعا لموقفها من التقاء التكنولوجيا بالمجالات الأخرى. وفى ختام كلمته طالب د. طارق كامل بضرورة إخضاع القواعد التنظيمية للمراجعة والتعديل بشكل مستمر خصوصا في أفريقيا التي شهدت إنشاء مؤتمر الاتحاد الأفريقي لوزراء الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في أبريل 2006 برئاسة مصر.

وأشار رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس رئيس مجلس إدارة مجموعة أوراسكوم تليكوم إلى ضرورة التعامل مع الهواتف الجوالة كوسيلة وليست هدفا في حد ذاتها، فهي تساعد في تسهيل الأعمال، وتوفير الاتصال، بل إنها تحولت إلى أداة للتعبير عن الرأي في بعض المجتمعات.

ورحب حمدون توريه الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات على أهمية انعقاد المؤتمر، مؤكدا أن تنمية القارة تحتاج إلى معالجة القضايا الملحة بحيث تصبح تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات جزءا من حل مشاكل القارة السياسية والاقتصادية، حيث تسهم الاتصالات في توفير مناخ مناسب للاستثمار في القارة، خصوصا الاستثمار المرتبط بمعالجة المشاكل الحيوية التي تواجه العالم كمشاكل الغذاء، والتعليم، والصحة، وغيرها من القضايا التي تهم القارة ومن بينها الأمن الإلكتروني.