تحول جماعي يكتسح القطاعات.. والسوق تعّوض 72% من خسائر السبت

الأخضر كاد أن يغمر جميع الشركات بعد ارتفاع 90% منها

متعاملون يراقبون حركة الأسهم السعودية («الشرق الاوسط»)
TT

تحول جماعي يكتسح جميع قطاعات سوق الأسهم السعودية في تعاملات أمس، بعد أن كان هذا التوجه سالبا في تداولات السبت الماضي، والذي كاد أن يفقد المتعاملون التفاؤل في مستقبل توجه التعاملات، خصوصا وأن التراجع جاء بقوة من أسهم الشركات القيادية، لتعوض السوق أمس 71.6 في المائة من مجمل الخسائر المحققة في تداولات أول من أمس. وكاد هذا التوجه المتصاعد أن يغمر أسهم جميع شركات السوق، إلا أن أسهم 3 شركات حالت دون تحقيق ذلك، بعد تراجعها، واستقرار أسهم 9 شركات، حيث كان الاخضرار من نصيب أسهم ما يقارب 90 في المائة من شركات السوق، مع انخفاض أسهم «ملاذ» و«عسير» و«سافكو» فقط. وأشار لـ«الشرق الأوسط» أحمد الحميدي مراقب لتعاملات السوق، الى أن الأسهم السعودية واجهت في تداولات السبت الماضي عدة عوامل واكبت حاجة السوق للدخول في مرحلة جني الأرباح بعد رحلة صعود، مضيفا أن هذه العوامل ساهمت في تعزيز حدة هذا الانخفاض، الذي جعل أسهم عدد من الشركات ترزح تحت وطأة النسبة الدنيا.

وأفاد بأن المؤثرات التي استخدمت للنيل من المؤشر العام جاءت من تناثر الإشاعات بين المتعاملين، والتي ليس لها رافد رسمي، بالإضافة إلى الأوضاع السياسية الخارجية، والتي تزامنت مع تأثر أسهم مصرف الراجحي بتقرير أحد مؤسسات الاستثمار حول سعر السهم العادل والتي أدت إلى انخفاضه بقوة مع بداية التعاملات.

ويرى الحميدي أن هذا التراجع القاسي جاء في وقت كانت السوق فيه مهيأة نفسيا لذلك، مضيفا أن مثل هذه التراجعات لا يمكن أن تنم عن مسار حقيقي، خصوصا إذا كان مثل هذه التراجعات ناجمة عن تصرفات كبار المتعاملين، والذي يعد أمرا ايجابيا كونهم يملكون القدرة في مساعدة السوق على استعادة عافيته.

إلا أن المراقب أبدى تساؤلا حول التغيير الفعلي في مقومات السوق بين تعاملات السبت الماضي وأمس والتي شهدت فيه ارتفاعا ملحوظا، معلقا على ذلك «إلا إذا كان هذا السلوك يتماشى مع رغبة الصناع»، مضيفا أنه يصعب الحكم على اتجاه السوق الحقيقي مشترطا استعادة المؤشر العام لمستوى 10 آلاف نقطة. ويتوقع الحميدي أن يبقى السوق في مسار جانبي خلال الفترة المقبلة مع ظهور أداء لافت على أسهم بعض الشركات ذات القوائم المالية الممتازة، بالإضافة إلى ظهور بعض المضاربات الوقتية، معللا ذلك بأن المتعاملين أبدوا اهتماما ملحوظا بالقوائم المالية للشركات، الأمر الذي يعد من المؤشرات الإيجابية لحركة السوق. وبالرغم من ذلك يؤكد المراقب على أن السوق تشهد دخول سيولة انتقائية كانت بوادرها منذ تعاملات أول من أمس، مع حجم صفقات عال، والتي باتت آثارها واضحة على التعاملات الأخيرة، مفيدا بأن ارتداد أسهم شركة مجموعة أنعام الدولية القابضة أمس للنسبة القصوى كان له تأثير نفسي بالإيجاب على المتعاملين والذي ساهم في إزالة بعض التخوفات التي تعتري المتداولين. من ناحيته أوضح لـ«الشرق الأوسط» محمد الخالدي، محلل فني، أن المؤشر العام في هذا التراجع الأخير تمكن من تكوين قمة هابطة تكرس دخول السوق في مسار هابط متوسط بالرغم من بقائها داخل مسار صاعد عام، والذي تصدى لعملية الهبوط أول من أمس، بعد ملامسة السوق لخط الاتجاه الصاعد.

وأفاد المحلل الفني بأن مثل هذا السلوك الفني ينبئ عن رغبة السوق في تأكيد المجال الأفقي الذي تعيشه في حال عدم تنازل المؤشر العام عن خط الاتجاه الصاعد، إلا أن تخطي السوق لمستويات 10088 نقطة يعطي إشارة إلى أن السوق ستعود إلى مسارها المتفائل والمتوقع بعد انتهاء التعاملات من استقبال أسهم مصرف الإنماء.