«ترافلودج» تخطط لبناء 40 فندقا سنويا لمدة 12 سنة

غرف فندقية سابقة التجهيز صناعة صينية

فندق اوكسبرديج عقب الانتهاء من «تركيبه» (خدمة صور «نيويورك تايمز»)
TT

تعتبر شركة «ترافلودج» واحدة من أكبر سلسلة الفنادق في بريطانيا. تأسست الشركة عام 1985، وتدير 330 فندقاً بمختلف أنحاء بريطانيا وتخطط لبناء 40 فندقاً إضافيا سنويا على امتداد الأعوام الـ12 المقبلة. من ناحيتها، أعلنت شولا جيلام، المتحدثة الرسمية باسم الشركة، التي اشترتها شركة «دبي انترناشونال كابيتال» عام 2006 مقابل حوالي 1.4 مليار دولار، «نخطط للسيطرة على 10% من سوق الفنادق داخل المملكة المتحدة بحلول عام 2020». وتسعى الشركة لأن تصبح أكبر جهة مالكة للفنادق في لندن أثناء انعقاد دورة الألعاب الأولمبية في صيف 2012، بقدرة تبلغ 7 آلاف غرفة داخل وحول المدينة. وأكدت جيلام في هذا الصدد أن «خططنا للتوسع طموحة للغاية».

وفي الواقع، فقد أعلنت الشركة أخيرا أنها ستدفع مكافأة لأي شخص يساعدها في إيجاد موقع ملائم لبناء فندق جديد. وتبلغ قيمة المكافأة 500 جنيه استرليني (أو حوالي ألف دولار) لكل غرفة يتم بناؤها في نهاية الأمر، كحد أقصى 300 ألف دولار. من ناحية اخرى، أعلن بول هارفي، مدير شؤون الممتلكات والتنمية، أن متوسط ما تبنيه الشركة في الفندق الواحد يبلغ 100 غرفة.

وقالت جيلام: «نريد أن نعلم بشأن كل موقع محتمل من الممكن أن نبني فندقاً عليه». ومنذ الإعلان عن هذا العرض في الخريف الماضي، تم طرح مئات من المواقع تخضع 10 منها لدراسة جدية، طبقاً لما صرحت به جيلام.

وبمجرد عثور الشركة على موقع مناسب، فستتحول باتجاه شريكتها في الإنشاءات التي لا تقل عنها طموحاً، «فيربس سستمز»؛ وهي شركة تتخذ من لندن مقراً لها وتقوم ببناء غرف الفنادق داخل حاويات معدنية في مصانع بالقرب من مدينة «شنزين» بالصين، وتسلمها جاهزة لدمجها داخل المباني التي يصل ارتفاعها إلى 16 طابقاً. من ناحيته، أكد بول روليت، المدير التجاري لـ «فيربس سستمز»، أن شركته «بإمكانها بناء فندق يحوي 300 غرفة في أي مكان على سطح الأرض في غضون 20 أسبوعاً». وفي الوقت الراهن، تعكف «فيربس سستمز» على بناء غرف لصالح اثنين من فنادق «ترافلودج». أحدهما في ضاحية «أكسبريدج» بغرب لندن ويضم 120 غرفة، بينما يقع الآخر بالقرب من مطار «هيثرو» ويتألف من 307 غرف. ومن المقرر افتتاح فندق أكسبريدج في أغسطس (آب)، في الوقت الذي سيتم افتتاح فندق «هيثرو» في ديسمبر (كانون الأول)، طبقاً لما أعلنته جيلام. وأوضح روليت أن غرف فندق اكسبريدج جرى وضعها في المكان المخصص لها، بينما غرف فندق هيثرو تم الانتهاء منها وتوجد على سفينة في طريقها إلى إنجلترا. وعند وصولها إلى منطقة «هيثرو»، ستوضع الحاويات في مكانها النهائي من خلال رافعة ضخمة. وتدعم الحاويات، التي تتميز بحجم ضخم يبلغ 12 في 47 قدماً، بعضها البعض مثلما كانت داخل السفينة أثناء عبورها المحيط، حيث أكد «روليت» على أنه ليست هناك حاجة لهيكل إضافي. إلا أنه استطرد موضحاً أن فندقي لندن التابعين لـ«ترافلودج» تم تصميمهما قبل أن تقرر الشركة الاستعانة بغرف سابقة التصنيع، وبالتالي يتسم المبنيان بهيكل فولاذي لن تصبح هناك حاجة إليه في الفنادق المستقبلية من هذا الطراز.

وكشف روليت أنه رغم ذلك، تصل تكلفة بناء فندق «أكسبريدج» حوالي 10 ملايين دولار، بدلا من 12 مليون دولار حال عدم الاستعانة بغرف سابقة التصنيع، موضحاً أنه بالنسبة للفنادق الضخمة، تزداد ضخامة فارق التكلفة.

من جانبه، أشار هارفي إلى أن التوفير في التكلفة والوقت «يترجم إلى أسعار منخفضة للغرف للمستهلكين».

جدير بالذكر أنه عند افتتاح فندق «أكسبريدج»، ستبدأ أسعار الغرف عند مستوى حوالي 30 جنيها إسترلينيا، أو قرابة 60 دولاراً في الليلة. وبصورة عامة، تتراوح أسعار تأجير الغرف لدى «ترافلودج» بين 20 و100 جنيه إسترليني، أو ما يعادل 40 و200 دولار، حسبما قال هارفي.

على الجانب الآخر، أعرب باركلي سمنر، المتحدث الرسمي باسم اتحاد الإنشاءات والتجارة والفنيين في بريطانيا، عن شعوره بـ«الفزع» من نقل «ترافلودج» الوظائف بمجال الإنشاءات إلى الخارج. بينما دافع روليت عن شركته بالإشارة إلى أن بريطانيا تعاني نقصاً في العمالة الماهرة بمجال التشييد والبناء، مضيفاً أنه «حال عدم بناء الغرف في الصين، كنا سنضطر إلى إحضار العمال الصينيين إلى المملكة المتحدة». من ناحيته، قال هارفي «على المدى الطويل، فإن بناء الفنادق بهذا الأسلوب يمكننا من بناء عدد أكبر من الفنادق بسرعة أكبر، وعندما تتوافر لدينا فنادق أكثر فسنوفر فرص عمل مباشرة أكبر لأبناء المجتمعات المحلية. نعتقد من منظور العمل، أن هذا يعد أمراً إيجابياً، وليس سلبياً».

وأضاف المسؤول أن «ترافلودج» استخدمت تقنية الغرف سابقة التصنيع في قرابة نصف الـ40 فندقاً جديداً التي تخطط لبنائها كل عام. واستطرد موضحاً أن هذا النظام من الممكن الاستفادة منه في بناء فنادق مؤقتة حال وجود مهرجانات موسيقية أو أحداث رياضية، ثم تفكيكها بعد ذلك. ولا تعد «ترافلودج» بأي حال من الأحوال أول شركة فنادق تستعين بهذا الأسلوب، ففي الولايات المتحدة، قامت كل من «هوليداي إن» و«ماريوت»، من بين شركات أخرى، بتجريب الاعتماد على الغرف سابقة البناء على مدار سنوات عديدة، حسبما أكد «سيمون دراجان»، رئيس شركة «وايتلي مانفاكتشرينج»، المتخصصة في الإنشاءات سابقة التجهيز بمنطقة «ساوث وايتلي». إلا أن شركة «دلوكس بيلدنج سستمز» المتخصصة أيضاً في هذا النوع من البناء بمنطقة «بيرويك»، قامت أخيرا بالانتهاء من بناء فندقين في نيويورك تابعين لشركة «هامبتون إن». من ناحيته، أكد «دون كارلسون»، رئيس تحرير مجلة «أوتوميتد بلدر» التجارية، أن هذا النمط من الفنادق يشكل بالتأكيد «موجة المستقبل»، مشيراً إلى أن مثل هذه المباني أكثر قوة وأكثر عزلا للصوت.

* خدمة «نيويورك تايمز»