الإمارات: ظاهرة الطوابير لشراء الوحدات السكنية تظهر للمرة الأولى في أبوظبي

الأسعار تصل إلى 4 ملايين دولار.. وامتلاك المبلغ ليس شرطا للحصول على «منزل الأحلام»

TT

قد تكون معادلة غير منطقية وتشي بمفارقة غريبة من نوعها، لكنها حدثت وتحدث باستمرار، وفي الإمارات على وجه التحديد، فقد يتوجه احدهم لشراء شقة سكنية تبلغ قيمتها ملايين الدولارات، ليفاجئ ان المطلوب منه الوقوف في طوابير، وربما يتمكن من الشراء وربما لا، ولعل هذا الامر قد حدث بالفعل أمس في العاصمة الإماراتية أبوظبي.

ظاهرة الطوابير لحجز الوحدات السكنية ظهرت مسبقا في دبي، لكنها تظهر للمرة الأولى في أبوظبي، وشهد اليوم الأول لمعرض سيتي سكيب أبوظبي في دورته الثانية، إقبالا منقطع النظير من قبل المستثمرين لشراء وحدات سكنية في المشاريع الجديدة في العاصمة الإماراتية.

وللمرة الأولى يجتمع آلاف المستثمرين من الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي انتظارا لافتتاح المعرض، وتنوع الإقبال على بعض المشاريع المطروحة للبيع، في حين بقت مشاريع أخرى تحظى بإقبال محدود.

وكان لافتا أن شركة مثل الدار العقارية استعانت بمزيد من الموظفين لتنظيم عملية دخول المشترين لجناحها، بعد أن تجمع أكثر من 2000 مستثمر عند أبواب الشركة رغبة في الحصول على فرصة شراء وحدة سكنية في مشاريع الشركة.

من جهتها سألت «الشرق الأوسط» اسامة غنوم نائب الرئيس التنفيذي لشركة الدار للشؤون التسويقية عن سبب هذا الإقبال المفاجئ في المعرض، فأجاب «نحن أيضا فوجئنا بحجم الإقبال غير المتوقع.. نحن نعرض مشاريعنا في كافة المعارض، لكنها المرة الأولى التي نلقى مثل هذا الاقبال الحاشد».

ووفقا لغنوم فإنه المستثمرين وصلوا لقناعة بأن أسعار العقارات تزداد بصورة مستمرة «ومن ينتظر العام المقبل سيجد أن سعر العقار الذي يرغب بشرائه قد أرتفع سعره، كما ارتفعت الأسعار حاليا عن أسعار العام الماضي«، وردا على سؤال عن رفع أسعار الوحدات المطروحة من قبل الشركة، أجاب غنوم «نعم نحن نتماشى مع السوق لذلك فنحن رفعنا أسعار مبيعاتنا بنسبة 20 في المائة في هذا المعرض، وكما ترى فإن الإقبال غير محدود».

وبالرغم من أن اسعار العقارات المعروضة كانت تحلق عاليا، إلا أن المشترين كانوا ينتظرون لساعات طويلة، بانتظار دورهم في الحصول على فرصة شراء الوحدة السكنية المطلوبة، ولفت الانتباه أن غالبية المتقدمين لشراء هذه الوحدات السكنية هم من غير المواطنين الإماراتيين، بل من المقيمين الأجانب غير العرب.

ومن يعتقد أن هناك اسعارا مغرية للوحدات السكنية المطروحة، بالتأكيد سيجانبه الصواب، فالشقة الصغيرة المكونة من استوديو يبدأ سعرها من 1.2 مليون درهم إماراتي (330 ألف دولار أمريكي)، والشقة المكونة من غرفة نوم واحدة فيبلغ سعرها 1.5 مليون درهم، أما إذا كان هناك رغبة بشراء فيلا مكونة من 5 غرف نوم فيحتاج الأمر لدفع نحو 15 مليون درهم (4.1 مليون دولار أمريكي)، لكن تذكر أن تملك هذا المبلغ ليس شرطا أن لا تقف في الطوابير، كما أن ذلك لا يعني بالضرورة شرطا للحصول على منزل الاحلام.

من ناحية اخرى كشفت الدار العقارية أمس، النقاب عن عدد من المناطق الهامة ضمن مشروع شاطئ الراحة «دانة المدن الساحلية»، وهي مركز أعمال فخم يقع في قلب مشروع شاطئ الراحة. وتضم الدانة مجموعة من التحف الهندسية المعمارية، تشمل هذه الصروح المعمارية المركز التجاري العالمي ـ أبوظبي (من تصميم فوستر آند بارتنرز) والبرج السكني (من تصميم أسيمبتوت)، والمقر الرئيسي بشركة الدار العقارية (من تصميم ام زد آند بارتنرز) ومساكن وأبراج الدانة (من تصميم فايف بلاس ديزاين)، ومبنى مميز من تصميم رافائيل فينولي، مما يجعل من هذه المنطقة رمزاً للتميز والفخامة. كذلك عرضت الدار العقارية خلال سيتي سكيب مشروع الخبيرة، وهو حي سكني ضمن منطقة خور الراحة يعتبر مكاناً مثالياً للذين ينشدون الهدوء والاسترخاء حيث تتوفر فيه كافة متطلبات الحياة العصرية، ويتيح لسكانه فرصة الاستمتاع بالجمال الطبيعي لأبوظبي والخليج العربي. وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذي لأبوظبي، افتتح الدورة الثانية لمعرض سيتي سكيب أبوظبي وسط حضور قياسي من قبل الزوار فاق كل التوقعات بزيادة بلغت 120 في المائة عن معرض العام الماضي، وفقا للمنظمين.

وقد شهدت الساعات الأولى لافتتاح المعرض إقبالا شديدا من قبل الزوار وازدحاما شديدا على بوابات الدخول، الأمر الذي أثار دهشة المنظمين أنفسهم، الذين فاجأهم حجم الإقبال غير المتوقع من قبل الزوار. ويشارك في المعرض الذي نفدت جميع حجوزاته قبل اشهر، اكثر من 300 شركة من مائة دولة ويمتد على مساحة 30 ألف متر مربع.

ويقول مارك غودتشايلد مدير مشروع سيتي سكيب ابوظبي «نحن سعيدين جدا بهذا الحضور الكبير في اليوم الأول لافتتاح المعرض والذي فاق كل التصورات الأمر الذي حذا بنا لزيادة عدد الموظفين بالمعرض من أجل تلبية احتياجات الجمهور ولتفادي اي تأخير في دخولهم للمعرض».

وبناء على الحضور المكثف للزوار في يوم الافتتاح، فقد توقع غودتشايلد أن يصل عدد زوار المعرض، الذي يستمر حتى الخامس عشر من مايو (أيار) الحالي، إلى 30 الف زائر بزيادة 50 في المائة عن العام الماضي.

وأضاف غودتشايلد أن نسبة الحضور الكبيرة التي شهدها المعرض يوم الافتتاح والمشاركات الكبيرة للشركات العقارية في المنطقة تنفي ما تناقله الكثير من الناس في الآونة الأخيرة حول تأثير التراجع الاقتصادي العالمي على أسواق العقار، مشيرا إلى الاقبال الشديد على هذا القطاع في منطقة الخليج و الشرق الأوسط وإلى حجم الاستثمارات العقارية القوية و الفرض العقارية المتوفرة في العاصمة ابوظبي.

ويرافق المعرض مؤتمران متوازيان حول التنمية المستدامة والتمويل العقاري والاستثمار. وسيركز مؤتمر التطوير على كبار المطورين العقاريين والمصممين والمهندسين المعماريين والمتعهدين الذين سيناقشون العثور على طرق جديدة لتصميم وبناء الابنية المستدامة.