«السيولة الساخنة» تسيطر على اتجاهات السوق وتفرز تباينا في الأداء

في ظل تبني المتعاملين شعار «الدخول والخروج السريع»

جانب من تداولات الاسهم السعودية («الشرق الاوسط»)
TT

سيطرت «السيولة الساخنة» على توجهات حركة سوق الأسهم السعودية خلال الثلاثة أيام الماضية والتي دفعت المؤشر العام إلى تباين الأداء بين صعود في يوم وتراجع في الآخر، والذي جاء نتيجة التذبذب الواسع النطاق الذي شهدته التعاملات خلال هذه الفترة، ليكون مبدأ الدخول والخروج السريع شعارا للمتعاملين في هذه المرحلة. وأوضح مساعد السعيد، محلل فني، في اتصال مع «الشرق الأوسط» أمس، أن سوق الأسهم السعودية واجهت في الفترة الماضية حاجة لجني أرباح طبيعي، إلا أن الأحداث السياسية زادت من عمق التراجع، الذي كان من المفترض أن يقف عند مستويات 9400 نقطة، مفيدا بأن ذلك ناتج عن كون النسبة العظمى من المتعاملين في السوق أفراد والذين يتجاوبون في غالبيتهم مع مثل هذه الأحداث.

ويفسر السعيد التباين في أداء السوق خلال الأيام الماضية من هذا الأسبوع ببن ارتفاع وانخفاض، يأتي بعد أن تمكنت فئات من المضاربين من استغلال التراجع القوي الذي لحق في المؤشر العام في تعاملات السبت الماضي والذي أرغم أسهم بعض الشركات على التراجع إلى النسبة الدنيا، لتكون على موعد مع أرباح عالية في تداولات الأحد والذي دفعها إلى جني الأرباح مما انعكس على السوق في تراجعاتها في تلك التداولات.

وأكد أن هذه السيولة الساخنة استطاعت العودة إلى السوق بعد تراجعات أمس في بداية فترة التعاملات، الأمر الذي دفع المؤشر العام إلى الدخول في المنطقة الخضراء من جديد، وعزز سمة التفاؤل في أداء السوق من خلال اختراق مقاومات داخلية تحولت إلى مستويات داعمة لحركة المؤشر العام التصاعدية. وأبان المحلل الفني أنه من المفترض فنيا أن تغلق السوق تعاملاتها أمس فوق مستوى 9771 نقطة والذي يعد مقاومة قريبة، والذي يرفع من نسبة التفاؤل في مستقبل حركة السوق، إلا أن مجرد استمرار التداول في أغلب فترة التعاملات أمس فوق هذه المستويات –بحسب رأي المحلل ـ سيدفع المؤشر العام للوصول إلى مستوى 9797 نقطة ثم 9900 نقطة تقريبا.

وأكد السعيد أن مستوى 10030 نقطة تعد المحك الفعلي أمام المؤشر العام في الفترة المقبلة من التداولات، والتي تمثل مستويات إنهاك للمسار الصاعد الذي تسلكه السوق حاليا، خصوصا وأنه عند هذه المنطقة تصل فيه القطاعات الرئيسة إلى منطقة تضخم فني، بالإضافة إلى توجه المضاربين إلى التخلص من بعض كمياتهم من الأسهم عند هذه المستويات.

وأفاد بأن هذا السلوك سيشكل ضغطا سعريا على المؤشر العام عند مستويات 10030 نقطة، الأمر الذي تكون فيه السوق بأمس الحاجة لتولي أسهم شركة سابك القيادة لزمام المؤشر العام، لتخطي هذه المعضلة الفنية، والتي بدون أخبار إيجابية لهذه الشركة لا يمكن ترجيح هذا التوقع.

ولمح السعيد إلى أن العوامل المؤثرة على التعاملات أخذت تتسارع بما يخص الاكتتابات والإدراجات، موضحا أن هذه العوامل ستجعل السوق تشهد تذبذبات عالية في الأسبوعين المقبلين، خصوصا وأن السيولة المضاربية نشطة في هذه الفترة، كما أن إدراج أسهم شركات تهتم بها هذه النوعية من السيولة سترفع من نشاطها، الأمر الذي يعد سلبيا في فترة مراحل الاختراقات النقطية. في المقابل أوضح لـ«الشرق الأوسط» عبد العزيز السالم مراقب لتعاملات السوق، أن المتداولين تفهموا وضع السوق الاستثنائي الذي مرت به مع بداية تعاملات الأسبوع، مضيفا أن السلوك العام للسوق أخذ يتشكل مضاربيا من خلال الحركة الحادة لأسهم بعض الشركات مع تباطؤ أداء أسهم الشركات القيادية، التي تستخدم لخدمة هذا التوجه.

وأكد أن هذا السلوك ربما هو الغالب على التوقعات خلال الفترة المقبلة والتي تشهد ترقبا حول الاكتتابات وإدراجات حديثة تجعل المتداول يبتعد عن التخمينات في توجه السوق، ليلجأ إلى سوق الاكتتابات ومضاربات الإدراجات.