أسعار النفط والغذاء تسيطر على أعمال منتدى «دافوس» في شرم الشيخ

مصر تستعرض قدراتها الترويجية للاستثمار وتنشئ مجلسا للسياحة والسفر

TT

بينما تشهد الأسواق العالمية، العديد من القضايا الاقتصادية الساخنة التي فرضت نفسها بقوة، خاصة ما يتعلق بارتفاع أسعار النفط والغذاء، يبدو أن هاتين القضيتين ستكونان محور أعمال المنتدى الاقتصادى العالمي «دافوس» الذي بدأ أعماله اليوم الأحد في شرم الشيخ بمصر.

وتعد قضية ارتفاع أسعار النفط، الذي تجاوز سعره 128 دولارا للبرميل من أبرز القضايا التى يتناولها المنتدى، بالإضافة إلى أزمة ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وهي الأزمة التي أدت في الفترة الأخيرة، إلى تظاهرات عنيفة في كثير من دول العالم، حيث يأتي ارتفاع أسعار الأرز والقمح والذرة وزيوت الطعام والحليب ومنتجاته في خضم الأزمة. ويشارك في هذا المنتدى الذي يعقد للمرة الثالثة في شرم الشيخ بمصر، تحت شعار «التعلم من المستقبل» خلال أقل من 13 عاما، 13 رئيس دولة وملك، إلى جانب عدد من رؤساء الوزراء والوزراء من 70 دولة، بالإضافة إلى 1400 من رجال الأعمال وممثلي منظمات المجتمع المدني والهيئات والمنظمات الدولية وممثلي وسائل الإعلام.

ويعتبر البنك الدولي، أن 33 دولة فى العالم مهددة بالاضطرابات السياسية والفوضى الاجتماعية بسبب الارتفاع الكبير فى أسعار المواد الغذائية الزراعية والطاقة، فيما أشارت التقارير إلى أن هذه الأزمة تهدد بالفقر نحو 100 مليون شخص إضافي فى العالم. وأكد المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك شتراوس أن استمرار أسعار المواد الغذائية على هذه الوتيرة سيؤدي إلى عواقب فظيعة، مضيفا أن «التجارب السابقة علمتنا أن هذا النوع من الأزمات ينتهي أحيانا بالحروب». كما يبحث المنتدى الاستراتيجيات الجديدة المطلوبة لتحقيق الاستقرار بالشرق الأوسط ومستقبل الشركات بالمنطقة والفرص المتاحة أمام شركات المنطقة في النظام الاقتصادي العالمي، ويناقش كذلك خريطة إنتاج الطاقة في المستقبل ومستقبل الطاقة المتجددة، في ضوء الاستمرار الحالي في ارتفاع الأسعار الذي تشهده وانخفاض الاحتياطيات من النفط والتوجه نحو المصادر الجديدة من الطاقة وقضية الطاقة النووية. ويبدو أن مصر لن تترك هذا الحدث العالمي يمر من دون أن تستعرض قدراتها الترويجية للاستثمار فيها، حيث أعلن مسؤولو الحكومة المصرية، أنه سيتم استثمار فرصة انعقاد هذا المنتدى لعرض العديد من فرص الاستثمار في مجالات الصناعة والزراعة والسياحة وتكنولوجيا المعلومات والتيسيرات التي تقدمها الحكومة للمستثمرين. وقال رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة المصري رئيس اللجنة الحكومية المنظمة للمنتدى، إن الحكومة أعدت برنامجا للترويج للاستثمار في مصر خلال فترة انعقاد المنتدى يشارك فيه معظم الوزراء الخاصيني تحت شعار «مصر بوابة الفرص». وتستفيد مصر كثيرا من انعقاد المؤتمر على أرضها، لأنه يمثل فرصة للترويج الاقتصادي بل والسياسي أيضا، ومصر تعرض تجربتها في مثل هذه المنتديات سواء في الإصلاح الاقتصادي أو السياسي وتأثيراتها الاجتماعية.

وقد عقد الرئيس المصري حسني مبارك في الدورات التي شارك فيها، عددا من اللقاءات المهمة. فالمنتدى أصبح إحدى الآليات الرئيسية للنظام الاقتصادي العالمي الجديد، وعاملا مهما في صياغة السياسات الاقتصادية العالمية، وانعقاده في شرم الشيخ يعكس الثقة الكبيرة التي يحظى بها الاقتصاد المصري ومناخ الاستقرار السياسي الذي تعيشه مصر. ومن المنتظر أن يعلن المجلس الوطني المصري للتنافسية على هامش المنتدى، الذي يستمر ثلاثة أيام، عن إنشاء مجلس السياحة والسفر المصري كأول مجلس متخصص، يتابع ويعزز الجهود الهادفة لدعم القدرة التنافسية المصرية على المستوى القطاعي. ويعد المجلس بداية سلسلة من المجالس المتخصصة، التي تعنى بمناقشة القضايا المتعلقة بالتنافسية بالنسبة لكل قطاع، ويمثل ملتقى لقادة الأعمال من القطاع الخاص، لمناقشة التحديات التي تواجه وضع مصر التنافسي في مجال السياحة، كما يضم ممثلي عدد من كبرى مؤسسات السياحة الدولية، للاستفادة من الخبرات العالمية والتعرف على أفضل الممارسات الدولية في مجال رفع القدرة التنافسية بالنسبة لهذا القطاع. ويقوم المجلس بالتنسيق والتعاون بشكل وثيق مع الخبراء في مختلف القطاعات المؤثرة بالنسبة لقطاع السياحة، وذلك لمتابعة أداء القطاع السياحي المصري بصفة دورية، وكذلك التعاون مع متخذي القرار من الجانب الحكومي ومؤسسات العمل المدني، للعمل على تحقيق افضل استراتيجية لرفع مستوى الأداء في هذا القطاع وتقليل الفجوة بين الأوضاع المحلية، وبين المستويات الدولية لهذا القطاع الخدمي المهم. وبالرغم من أن المؤتمر يعنى بحث قضايا الاقتصاد بالدرجة الأولى، غير أن جدول أعماله يشير إلى أنه سيناقش قضايا سياسية، حول مستقبل الشرق الأوسط، حيث سيعرض الرؤساء والقادة المشاركون في المنتدى رؤيتهم وأفكارهم حيال هذه القضية من كافة الجوانب السياسية والاقتصادية.

ويعقد المنتدى اجتماعاته السنوية في مدينة دافوس، في يناير من كل عام، وفي مايو في إحدى الدول التي يتم الاتفاق عليها، وفق الأسس والمعايير التي يحددها منظمو المنتدى، على شرط أن تكون حكومة الدولة المضيفة جادة في اتخاذ إجراءات ايجابية في تطوير اقتصادها، وأيضا في إطار الإصلاح الاقتصادي. ويعرف منتدى «دافوس» بأنه منظمة دولية مستقلة وغير حكومية وحيادية، ولا تهدف إلى الربح، ولا تعمل من وحي مصالح سياسية أو حزبية، ويتخذ من ضاحية كولون التابعة لجنيف في أقصى جنوب غربي سويسرا مقرا دائما له.

واعتاد المنتدى عقد اجتماعاته السنوية بمنتجع دافوس بالقرب من سلسلة جبال الألب السويسرية، وذلك منذ تأسيسه عام 1971 فيما عدا اجتماع عام 2002، حيث انعقد في مدينة نيويورك تضامنا مع ما تعرضت له المدينة من أحداث في 11 سبتمبر (ايلول) عام 2001. وبدأ اهتمام منتدى دافوس بالمنطقة العربية عموما، بعد ثورة أسعار البترول عام 1973 فكان ساحة رئيسية لتبادل الأفكار، وبحث آثار ارتفاع أسعار البترول على العلاقات الاقتصادية والمالية العالمية.