بوش: زيادة انتاج النفط السعودي لا تحل المشكلة الأميركية

قطر: سوق النفط متوازنة ولا حاجة الى اجتماع طارئ لـ«أوبك» > وزير النفط الإيراني: المنظمة لن ترفع الانتاج والخطوة السعودية لن تؤثر على الأسعار

TT

قال الرئيس الاميركي جورج بوش أمس، انه سعيد بزيادة انتاج النفط السعودي، لكنها لم تحل المشكلات في الولايات المتحدة. وأضاف بوش أنه أوضح للمسؤولين السعوديين أن ارتفاع أسعار النفط، يلحق الضرر باقتصادات بعض أكبر مشتري الخام من المملكة.

وردا على سؤال بشأن اجتماعه مع المسؤولين السعوديين في الرياض أول من أمس الجمعة، وما اذا كان راضيا عن زيادة الانتاج السعودي، قال بوش «قلت بوضوح تام إنه ينبغي أن يساوركم القلق بتأثير ارتفاع أسعار النفط على بعض من أكبر الزبائن في العالم، كما قال وزير البترول السعودي بالامس (الجمعة) رفعت السعودية عدد براميل النفط بمقدار 300 ألف يوميا، وهم يزيدون الطاقة التكريرية وهو ما لا يكفي».

وأبلغ بوش الصحافيين «انها (الزيادة) ذات مغزى، لكنها لا تحل مشكلاتنا.. مشكلتنا في أميركا ستحل اذا زدنا طاقتنا التكريرية وشجعنا الطاقة النووية، وتابعنا استراتيجيتنا للنهوض بمصادر الطاقة البديلة». وأضاف «يسرني أنهم زادوا الانتاج 300 ألف برميل يوميا، لكنني واقعي أيضا عندما أقول للشعب الاميركي، ان علينا القيام بالمزيد في الوطن».

ومنذ زيارة بوش السابقة الى السعودية في يناير (كانون الثاني) قفزت أسعار النفط 30 دولارا، لتصل يوم الجمعة الى مستوى قياسي قرب 128 دولارا للبرميل.

من جهته قال وزير النفط القطري عبد الله بن حمد العطية أمس، ان أسواق الخام متوازنة، ولا حاجة الى عقد اجتماع طارئ لمنظمة أوبك قبل سبتمبر (أيلول) رغم أسعار النفط القياسية.

وأبلغ تلفزيون العربية عبر الهاتف، أنه لا يوجد تهديد أو أزمة في المعروض. ومن المقرر أن تعقد «أوبك» اجتماعها التالي في سبتمبر للبت في سياسة الانتاج. ومع صعود الأسعار الى مستويات قياسية قرب 128 دولارا للبرميل، تردد هذا الشهر أن «أوبك» قد تبحث زيادة انتاجها قبل اجتماعها في سبتمبر، اذا واصلت أسعار الخام صعودها. وأكد العطية على التزام قطر بحصتها الانتاجية في اطار منظمة أوبك. وعلى غرار سائر أعضاء المنظمة تلقي قطر باللوم على عوامل خارج نطاق المعروض في ارتفاع أسعار النفط، وقال العطية ان المضاربة في أسواق الخام من القوة الآن، بحيث يصعب احداث تأثير.

وأضاف أنه ليس بمقدور أي قوة التدخل في السوق التي تتحرك الآن على أساس العوامل السياسية والمضاربات مع تحول المضاربين من أسواق الاسهم والسندات الى السلع الاولية.

وارتفعت أسعار النفط الى ستة أمثالها منذ عام 2002، وتضاعفت منذ السنة الماضية مع استنزاف زيادة الطلب من الصين وسائر الدول النامية لفائض الطاقة الانتاجية، مما فرض ضغوطا اضافية على الاقتصاد الاميركي الذي تضربه بالفعل أزمة سوق الإسكان.

وقال العطية إن من المهم أن تكون الاستجابة للعوامل الاساسية في السوق لا للمضاربة أو عوامل أخرى.

الى ذلك قالت وكالة أنباء ايرانية، ان طهران هونت أمس من قرار السعودية تعزيز انتاج النفط باعتباره «خطوة سياسية»، وقالت ان زيادة انتاج منظمة أوبك لن تسفر الا عن ارتفاع في المحزونات.

وكان وزير النفط الايراني غلام حسين نوذري يتحدث بعد يوم من اعلان السعودية أكثر أعضاء «أوبك» نفوذا والحليف المهم للولايات المتحدة في الشرق الاوسط زيادة متواضعة في الانتاج عقب مناشدة من الرئيس الاميركي جورج بوش، الذي كان يقوم بزيارة الى المملكة.

وأبلغ نوذري الصحافيين عندما سئل ان كانت المنظمة التي تضم 13عضوا سترفع الانتاج كما طلبت الولايات المتحدة «لا، وذلك لأنني أعتقد أن زيادة الانتاج ستعزز الزيادة في المخزونات».

ونسبت اليه وكالة أنباء فارس القول، ردا على سؤال بشأن اعلان الرياض موافقتها على تعزيز الانتاج بواقع 3.3 في المائة أي ما يعادل 300 ألف برميل يوميا للتخفيف عن السوق وتعويض تراجعات من منتجيات آخرين «القرار أقرب الى خطوة سياسية.. هذا القرار لن يسهم سوى في زيادة المخزونات». وكانت السعودية قد أعلنت أول من أمس الجمعة، زيادة انتاجها خلال شهر مايو (آيار) بمقدار 300 الف برميل يوميا، في حين كان الرئيس الاميركي جورج بوش، الذي يزور المنطقة، يقوم بمسعى جديد لدى الملك عبد الله بهدف تخفيف الضغط عن الاقتصاد الاميركي. غير أن وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي، اشار بوضوح الى ان هذه الزيادة، هي رد موضعي، وليس اطلاقا تدخلا سعوديا لدى «اوبك» لحملها على رفع حصصها، كما تدعو اليه الولايات المتحدة.

ورأى ان السوق لا تعاني من نقص في امدادات النفط، وان العرض والطلب متوازنان، مبررا ارتفاع الاسعار بتدني قيمة الدولار والمضاربات على اسعار النفط، وبؤر التوتر الجيوستراتيجية. واقفل سعر برميل النفط الاسبوع مسجلا رقما قياسيا جديدا بلغ 127.82 دولارا الجمعة في نيويورك.