السعودية: ترتيبات نهائية لقيام شركة «صناعات» باستثمار قوامه 94 مليون دولار

أول شركة تخطط لإنتاج مادة «الإيثانول» و«الجلوكوز» و«سكريات الحمية» و«مشروبات الطاقة» من التمور

TT

تجري الترتيبات النهائية في السعودية، لإقامة أول شركة تصنع السكريات والمنتجات الطبية ومشروبات الطاقة من التمور التي تعتبر السعودية ثالث أكبر الدول المنتجة له بإجمالي انتاج يصل إلى نحو مليون طن سنويا.

وبحسب معلومات «الشرق الأوسط»، فستسعى الشركة التي يتشارك فيها مستثمرون سعوديون مع شركة اتحاد الصالحية، إلى إقامة صناعات في بعض الدول العربية لإنتاج مادة الايثانول وهو المنتج البديل للبترول في الطاقة وأوضح فهد الصالح رئيس مجلس إتحاد الصالحية، واحدة من أكبر الشركات المتخصصة في تصنيع التمور ومشتقاتها من السكريات، إلى أن السعودية وهي تعتبر الثالثة في حجم الإنتاج العالمي في قطاع التمور بامتلاكها أكثر من 23 مليون نخلة تنتج ما يصل إلى المليون طن من التمور، متوقعا نموا كبيرا يصل بالسعودية إلى إحدى المرتبتين الأوليين في إنتاج التمور، لا سيما تزايد أنواع التمور إلى أكثر من 200 صنف.

وأفاد الصالح بأن 40 في المائة من الإنتاج غير مستغل في عملية التصنيع الغذائي، مشيرا إلى أن «اتحاد الصالحية» أخذت على عاتقها التحرك عبر إقامة دراسات وبحوث عملية كشفت حجم المنتجات السعودية من التمور وما يستغل وما يصدر منه، إضافة إلى حاجة السعودية والمنطقة إلى تطوير الصناعة الغذائية التي يمكن استخراجها من التمور للاستخدامات الطبية وإنتاج السكريات ومشروبات الطاقة.

وكشف الصالح لـ«الشرق الأوسط» عن أن تكتلا استثماريا كبيرا تقوده شركة اتحاد الصالحية يجري الترتيبات النهائية لإعلان إقامة شركة «صناعات» برأسمال يصل إلى أكثر من 350 مليون ريال (94 مليون دولار)، حيث ستكون الشركة متخصصة في صناعات تحويلية من منتجات التمور، بعد أن وجد أن السعودية تنتج كميات كبيرة يمكن من خلالها فتح استثمارات تطور هذا القطاع.

وبين الصالح أن هناك أبحاثا قام بها التكتل مع جهات دولية أثبتت وجود فجوة كبيرة في الطلب على منتجات ستقوم الشركة بإنتاجها من السكر السائل والفركتوز «سكر الحمية» والعصائر وعسل التمر والدبس ومنتج الإيثانول، الذي يتوقع تصديره إلى دول أوروبية وشرق آسيوية لما له من استخدامات عديدة وخصوصا كبديل للطاقة.

وقال رئيس مجلس إدارة اتحاد الصالحية، إن الشركة الجديدة ستقوم بنقلة كبيرة ومهمة في قطاعات الإنتاج لهذه المنتجات، خاصة أن حجم الاستهلاك الكبير لمنتجات طبية مثل الجلوكوز في بلد تنمو كثافته السكنية بشكل كبير، الأمر الذي يجعله أحد أهم العلاجات المهمة لمرضى السكري الذي دلت إحصاءات وزارة الصحة السعودية أعلى أن ربع سكان السعودية مصابون بهذا المرض، ويحتاجون لسكر الحمية بشكل مستمر.

وأوضح الصالح أن «صناعات» تتوجه لتطوير مشروعات غذائية وطاقة تعتمد على القيمة الغذائية المستخرجة من التمور والتي أثبتت الأبحاث قيمتها الكبيرة، وسنقوم بطرح جديد يتمشى مع متطلبات السوق وحاجة البلاد التنموية، مفيدا بأن الخطوة الأولى ستعمل على إقامة مشروع سيكون مقره مصر، سيعمل على استغلال نحو 40 ألف طن من التمور في المرحلة الأولى لإنتاج السكر السائل، سينتج عنه نحو 23 ألف طن من السكر السائل بمنتجاته المختلفة من الجلوكوز والفركتوز.

وأضاف الصالح أن هناك خطوات لاحقة تتمثل في قيام صناعات تحويلية من التمور مثل العصائر والعسل ومشروبات غازية من التمور ومشروبات للأطفال، كما ستقوم الشركة بخطوة مهمة في مجالها عبر إنتاج مادة الإيثانول من «مولاس التمور» الذي كان في السابق يستخرج من قصب السكر أيضا.

وزاد الصالح أن شركة صناعات ستعمل على الاستفادة من المخلفات التي تستخرج من الصناعات التحويلية مثل النواة وقشر التمور لإنتاج أعلاف حيوانية ذات قيمة غذائية عالية للماشية بجميع أنواعها، في وقت ستلبي الشركة الطلب المتزايد في هذا المجال، إذ أثبتت وزارة الزراعة السعودية أن السعودية بحاجة إلى أكثر من 13 ألف طن من الأعلاف خلال عام 2010، مما يعزز مساهمة الشركة في سد فجوة الطلب العالي.