السوق ترزح تحت وطأة المصارف على الرغم من صعود البتروكيماويات والطاقة

تباين حاد في أداء «التأمين» مع استقبال القطاع للشركة رقم 20

TT

قاوم قطاعا الصناعات البتروكيماوية والطاقة والمرافق الخدمية، الضغط السلبي الذي اعترض طريق سوق الأسهم السعودية في تعاملاتها أمس من قطاع المصارف والخدمات المالية، التي أرغمت المؤشر العام على البقاء داخل المنطقة الحمراء، من دون وضع أي اعتبار لتوجهات أسهم الشركات القيادية الأخرى.

حيث رزحت السوق تحت وطأة القطاع البنكي، الذي أظهر حماسا في تولي زمام المؤشر العام مع مرور ساعة من عمر التعاملات، التي نعمت فيه السوق باللون الأخضر، ليبرز التأثير السلبي من المصارف التي أرغمت المؤشر العام على زيارة مستوى 9600 نقطة، التي أصبحت في ما بعد المستويات الدنيا لتعاملات أمس.

إذ انصاع مؤشر القطاع المصرفي للرغبة الجامحة التي عكستها أسهم القطاع في التراجع جميعا، باستثناء أسهم البنك العربي الوطني، التي أغلقت على استقرار، لينهي مؤشر القطاع تعاملاته أمس على تراجع 2.28 في المائة، حيث تصدرت أسهم البنك السعودي الفرنسي شركات القطاع في نسبة التراجع، منخفضا بنسبة 6.8 في المائة، يليه «سامبا» بـ4.5 في المائة. وجاء هذا السلوك من القطاع البنكي دافعا السوق لاتباع رغبتها في التراجع، على الرغم من تسجيل قطاع الصناعات البتروكيماوية صعودا بمعدل 1.1 في المائة، وقطاع الطاقة والمرافق الخدمية الصاعد 3.5 في المائة، لتكون النتيجة في صالح القطاع البنكي، الذي ينتظر إدراج أسهم مصرف جديد بين شركاته خلال الفترة المقبلة.

ولفت انتباه المتداولين في تعاملات أمس التراجع الحاد الذي طرأ على أسهم شركات التأمين مع بداية التعاملات، التي أوصلت أسهم بعض شركاته إلى ملامسة انخفاض بمعدل 8 في المائة تقريبا، إلا أن هذا الهبوط أعقبه ارتفاع حاد لأسهم شركتين في القطاع، بعد تسجيل «سايكو» النسبة العليا، وأسهم «سابتكافل» ارتفاعا بنسبة 9 في المائة. وتزامن هذا الأداء المتباين في قطاع التأمين مع استضافة القطاع للشركة رقم 20 في القطاع، بعد أن تم إدراج أسهم «إعادة» للتداول أمس، التي سجلت أعلى مستوياتها عند 24.5 ريال (6.5 دولار) بارتفاع 145 في المائة قياسا بسعر الاكتتاب، قبل أن تعود لملامسة مستوى 19.5 ريال (5.2 دولار) كأدنى مستويات محققة أمس، لتغلق عند مستوى 20.25 ريال (5.4 دولار).

كما استمر سلوك الانفصال عن المؤشر العام، والحركة الانفرادية من أسهم بعض الشركات، بغض النظر عن توجهات السوق، بعد أن سجلت أسهم شركة البابطين وأسهم «الزامل للصناعة» ارتفاعا بالنسبة القصوى، إلى جانب أسهم «سايكو»، ليكون الاتجاه المضاربي طابع التداولات في الفترة الحالية في وقت تعيش فيه السوق اتجاها بلا مسار واضح، تنشط فيه السيولة المضاربية. وأنهت سوق الأسهم السعودية تعاملاتها أمس عند مستوى 9665 نقطة بانخفاض 6 نقاط تعادل 0.07 في المائة، عبر تداول 239.2 مليون سهم بقيمة 8.97 مليار ريال (2.3 مليار دولار).

من ناحيته أوضح بدر الحربي مراقب لتعاملات السوق لـ«الشرق الأوسط»، أن الأسهم السعودية تكرس مبدأ الترقب الذي يسيطر على المتداولين في اتخاذ قراراتهم وينعكس من توجه التعاملات الأخيرة، والتي ترفض الإفصاح عن الاتجاه الحقيقي، قبل البت في قراءات المستثمرين لنتائج الشركات في الربع الثاني من العام الجاري، وزوال المعوقات النفسية التي تعتري التداولات، وحسم موعد إدراج أسهم مصرف الإنماء من الجهات المسؤولة.

وأبان محمد الخالدي محلل فني لـ«الشرق الأوسط»، أن المسار العام يتجه أفقيا، الذي يطلق عليه في علم التحليل الفني: «مسار بلا اتجاه»، هو المسار الأفقي الذي يرمز إلى الحيرة في قرارات المتداولين وتفضيل بعضهم الدخول والخروج بين نقاط الدعم والمقاومة، والبعض الآخر يفضلون التركيز على أسهم الشركات المضاربية.