«صفقات الكبار» تدفع السوق إلى المنطقة الخضراء بمباركة من «سابك» و«الراجحي»

اليوم.. تبدأ التداولات على أسهم «مجموعة المعجل»

متعاملون يراقبون حركة الأسهم السعودية («الشرق الاوسط»)
TT

ظهرت صفقات الكبار على تعاملات سوق الأسهم السعودية أمس، بعد استقرار نسبي في قيمة التعاملات على الرغم من تراجع حجم الصفقات المنفذة بمعدل 54.5 في المائة قياسا بتداولات أول من أمس، وانخفاض عدد الأسهم المتداولة 20.2 في المائة، كإشارة واضحة لتوجه السيولة لأسهم الشركات ذات القيمة السوقية المرتفعة.

حيث تركزت الأموال في تعاملات أمس على أسهم الشركات القيادية والتي دفعت المؤشر العام ليقطع المسار الهابط، الذي افتتحت السوق به تعاملاتها الأسبوعية، لتستحوذ أسهم شركة سابك على 13.3 في المائة من إجمالي سيولة السوق، وعلى 4.3 في المائة من عدد الأسهم المتداولة أمس. إذ شهدت أسهم «سابك» أداء لافتا بعد أن سجلت ارتفاعا بمعدل 1.6 في المائة، مع تفوق واضح من أسهم مصرف الراجحي التي جذبت الأنظار إليها، من خلال الحركة السعرية القوية لأسهم المصرف، والذي احتل المركز الثالث من حيث نسبة الارتفاع بين شركات السوق صاعدا 3.7 في المائة.

حيث كان أثر أسهم هاتين الشركتين قويا على أداء المؤشر العام، بالإضافة إلى قدرة أسهم مصرف الراجحي على مقاومة السلبية في قاع المصارف والخدمات المالية، والذي كان مصدر السلبية التي اكتنفت السوق في التعاملات الأخيرة، ليغلق هذا القطاع على ارتفاع بقرابة النقطة المئوية الواحدة.

وتظهر هذه الصفقات، التي تنفذ من جهة واحدة مع كبر حجمها، عادة إذا كان التوجه العام الذي تعيشه السوق استثماريا، فتتسابق السيولة الضخمة إلى هذه النوعية من الشركات، دون تكلف عناء الانتظار لتلبية طلباتها، فتلجأ إلى الشراء السريع من العرض، الأمر الذي يدفع المؤشر العام إلى تسجيل ارتفاعات كبيرة مقارنة بالتوجهات السائدة خلال الفترة الماضية.

إلا أن التداولات في سوق الأسهم السعودية غالبا ما يكون هذا السلوك مدعاة للريبة، والناتج عن تفسير هذا التوجه كونه محاولة من كبار المضاربين للتأثير على حركة المؤشر العام، بما يخدم المصالح المضاربية، من خلال دفع أسهم هذه الشركات إلى تحقيق اللون الأخضر والذي ينعكس على السوق وبالتالي إقبال المتداولين على أسهم الشركات المراد التخلص منها.

وغالبا ما ينكشف النوع الأخير من تفسير السلوك الجاري، بالأداء السعري والكمي لأسهم الشركات التي تعرضت لهذه الموجة الشرائية، حيث يتضح المغزى من الشراء مع قرب نهاية التعاملات باستقرار أسهم الشركات المعنية عند أسعارها العليا، أو تراجعها بفعل البيوع القوية التي تأتي من العناصر ذات الأهداف قصيرة الأمد.

وأنهت سوق الأسهم السعودية تعاملاتها أمس عند مستوى 9715 نقطة بارتفاع 49 نقطة تعادل نصف النقطة المئوية، عبر تداول 190.9 مليون سهم بقيمة 8.8 مليار ريال (2.34 مليار دولار) مع ارتفاع 8 قطاعات، مقابل تراجع 7 قطاعات.

أمام ذلك أشار لـ«الشرق الأوسط» عبد الله الكوير محلل مالي، أن سوق الأسهم السعودية شهدت خلال تعاملات أمس إقبالا واضحا من السيولة على أسهم الشركات الكبرى والتي عانت منذ فترة من الخمول في الأداء، والذي يكشف في الغالب عن قرب ظهور أنباء إيجابية دفعت المستثمرين إلى اتخاذ قراراتهم السريعة في الدخول.

إلا أن المحلل المالي يرى أن التعاملات المقبلة كفيلة في إثبات مصداقية هذا التوجه، والذي يعد إيجابيا في توقع حركة السوق، إلا أن البيوع القوية التي ميزت أسهم الشركات مع قرب نهاية فترة التداولات تدفع المتداول إلى إثارة تساؤلات مقلقة قبل البت في الاتجاه الحالي للسوق.

كما أوضح لـ«الشرق الأوسط» إبراهيم التويجري محلل فني، أن المؤشر العام لا يزال يعاني من الضعف الحركي والذي يظهر من تراجع السوق من مستويات المقاومة عند 9755 نقطة، والتي تعكسها الحركة الفنية للمؤشر العام، إلا أن الأداء اللافت على أسهم الشركات القيادية تجعل السوق أقرب إلى الايجابية على المدى الأسبوعي خصوصا مع قرب نهاية التعاملات الشهرية. من ناحية أخرى، تستقبل السوق اليوم أسهم مجموعة محمد المعجل ضمن قطاع التشييد والبناء بالرمز 1310، والذي تم الانتهاء من الاكتتاب في أسهمها في 12 من الشهر الجاري، والتي طرحت بقيمة 70 ريال (18.6 دولار) للسهم، وتم تخصيص 7 أسهم للفرد الواحد.