فشل اكبر اندماج بين شركتين في قطاع الاتصالات في الاسواق الناشئة تصل قيمته الى 50 مليار دولار، بين شركتي بهارتي ايرتيل الهندية وام تي ان في جنوب افريقيا. وقد اوقفت بهارتي المفاوضات بعدما قلبت شركة ام تي ان خطة بهارتي للاستحواذ رأسا على عقب، واقترحت الاستحواذ على شركة بهارتي نفسها.
وبعدما وافقت المصارف في الجانبين من حيث المبدأ على خطة بهارتي للاستحواذ في 16 مايو الحالي، التقى مجلس ادارة ام تي ان هذا الاسبوع واقترح عملية مختلفة، تصبح بمقتضاها بهارتي فرعا من فروع ام تي ان، طبقا لما ذكرته بهارتي. واعلنت بهارتي في بيان اصدرته بالامس «هذه الطريقة الملتوية ستضعف موقف مساهي الاقلية في بهارتي».
وأضاف بيان بهارتي «ان رؤية بهارتي بخصوص تحويل ذاتها من شركة محلية الى عملاق هندي متعدد الجنسيات في مجال الاتصالات، يرمز الى الاعتزاز الهندي، كان سيضعف للغاية. ولم يعد الموقف مقبولا على الاطلاق».
ولم تصدر مجموعة ام تي تعليقات على الوضع.
تجدر الاشارة الى ان الاندماج مع ام تي ان كان سيصبح اول نشاط لبهارتي خارج السوق الهندي. ويوجد للشركتين نفس عدد المشتركين ونفس عدد رأس المال تقريبا، ولذا فقد كان الاتفاق هو بين نظيرين، طبقا لما ذكره المصرفيون والمحللون. ويبدو ان بهارتي لم تكن راغبة في التنازل على السيطرة على الاتفاق. وذكرت بهارتي يوم السبت ان المناقشات استمرت حتى ساعة متأخرة من يوم الجمعة «بدون التوصل الى اتفاق». وانها قررت الانفصال عن المناقشات». وكانت مجموع المصارف الرئيسية من بهارتي وام اتي ان قد وافقت على هيكل الاتفاق بحيث تصبح بهارتي ايرتيل هي الشركة الام. وكان اقتراح ام تي ان يجعل بهارتي فرعا لام تي ان. ولكنه في نفس الوقت سيمنح بهارتي انتربرايس حصة سيطرة في الشركة الجديد. وبالرغم من ان بهارتي انترباريس ستسيطر على الشركة الجديدة، الا ان ذلك لم يكن مقبولا لبهارتي طبقا لما ذكره مسؤول في الشركة. وأضاف المسؤول «رؤيتنا هي التحول الى شركة اتصالات هندية عالمية.
ومن المتوقع ان يعتبر انهيار المحادثات ضربة قوية لسونيل بهارتي ميتال رئيس ومدير بهارتي ايرتيل ومؤسس بهارتي انتربرايس، وهي مؤسسة هندية ذات طموحات دولية. كما انه من المتوقع ان تؤثر تأثيرا سلبيا على اسهم ام تي ان. وكانت اسهم الشركة قد ارتفعت بنسبة 16 في المائة في الشهر الماضي في بورصة جوهانسبرغ بسبب احتمالات الاندماج وذكرت بهارتي ان اكثر من دستة من المصرفيين من الولايات المتحدة واوروبا منحوها «رسائل ثقة للتمويل» تزيد على 60 مليار دولار. وقالت الشركة انها ستستمر في البحث عن فرص التوسع الدولية.
* خدمة «نيويورك تايمز»