وزير الخارجية الإيطالي: البيان الختامي لقمة الغذاء «مخيب للآمال»

بعد أن أختتمت فعاليتها في روما وسط مخاوف من عدم التوصل إلى بيان هادف

مزراع سنغالي يروي نباتات الطماطم في العاصمة دكار (أ.ب)
TT

اختتمت قمة الغذاء والزراعة التابعة للأمم المتحدة «الفاو» المنعقدة في روما الإيطالية فعاليتها أمس وسط مخاوف من عدم الوصول إلى إعلان قوي بشأن كيفية منع سقوط ملايين البشر في أعماق الفقر والجوع. واعتبر وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أن البيان الختامي الصادر عن قمة منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) «مخيب للآمال قياسا بالطموحات الأولية، وذلك قبيل تبني هذه الوثيقة، وفق وكالة الأنباء الإيطالية (انسا)».

واضاف المفوض الاوروبي السابق ان هذا البيان «تم ـ ويا للاسف ـ تخفيف لهجته كثيرا قياسا بالطموحات الاولية».

واعرب فراتيني عن «قلقه» لكون قادة الدول الأعضاء في «الفاو» لم يتوافقوا على تدابير اكثر طموحا «في ظل وضع طارئ ومأساوي على الصعيد الغذائي». وعلى النقيض قيمت وزيرة التنمية والتعاون الاقتصادي الألمانية هايدي ماريا فيتسوريك تسويل نتائج قمة الامن الغذائي التي تستضيفها العاصمة الايطالية بشكل إيجابي وذلك قبيل انتهاء القمة.

وقالت فيتسوريك تسويل في حديث مع إذاعة ألمانيا (دويتشلاند فونك) إن مكافحة الجوع وأسبابه كانت لها الصدارة على جدول أعمال القمة.

وطالبت الوزيرة بضرورة تنسيق جهود السياسة الدولية بشكل أفضل من أجل دعم الزراعة وإنتاج المواد الغذائية في الدول النامية. وقالت الوزيرة نحتاج إلى تنسيق حقيقي للجهود من أجل اتخاذ قرارات دولية مسؤولة، واقترحت تأسيس ما يشبه «مجلس أمن للقضايا الاجتماعية والاقتصادية» يتولى عملية تنسيق جهود المنظمات المختلفة المعنية بهذه القضايا.

وبلغ عدد المشاركين في القمة الإيطالية 151 دولة، والتي بدأت المحادثات بكلمات ألقاها 44 زعيما يوم الثلاثاء الماضي والتي استمرت لمدة ثلاثة أيام. وأفاد ايد شافر وزير الزراعة الاميركي أن الإشارة إلى الوقود الحيوي في مسودة بيان يجري التفاوض عليها في قمة الغذاء التي تنظمها الامم المتحدة تعد مقبولة بالنسبة للولايات المتحدة. وقال شافر على هامش القمة «من الواضح أنها لا تزال في صورة مسودة الان، لكنني أعتقد أن الصياغة بشأن الوقود الحيوي هي على حد علمي مقبولة». وتعطلت المحادثات بشأن البيان بسبب قضايا أخرى. وكان شافر قد أكد أول من أمس انه لا يتوقع «اتفاقا ايجابيا» بشأن الوقود الحيوي الذي دار حوله نقاش ساخن في روما بسبب تأثيره على الطلب على الحبوب وأسعار الغذاء. وقالت جوزيت شيران المديرة التنفيذية للبرنامج أمس ان نحو 80 في المائة من التبرعات النقدية التي تلقاها البرنامج انفقت على شراء القمح والارز ومحاصيل أخرى من مزارعين في دول فقيرة لكن لا ضمانات بشأن عقود مستقبلية. وقالت للصحافيين خلال القمة إن مزارعي العالم النامي يقومون بالإسهام الأكبر في المساعدات الغذائية.

وتساءلت شيران «اذا كان بإمكاني ان أوفر لهؤلاء المزارعين عقودا لمدة ثلاث سنوات، فهل يمكنهم ذلك من الحصول على الائتمانات لشراء بذور أفضل وأسمدة ولزيادة انتاجيتهم». وكان سوء الاحوال الجوية وارتفاع أسعار الوقود ومضاربات في السوق قد دفعت الأسعار العالمية للقمح والأرز والذرة وغيرها من المواد الغذائية للارتفاع في الأشهر القليلة الماضية مما أثار احتجاجات وأعمال شغب في العديد من الدول.

وقالت الفاو انه يتعين زيادة انتاج الغذاء بنسبة 50 في المائة بحلول عام 2030 لتلبية الطلب، بينما يشكك البعض في جدوى القمة. وقال الرئيس السنغالي عبد الله واد الذي يشكك في المحاولات الدولية لحل أزمة الجوع والذي وجه انتقادات لـ«الفاو» ان القمة مضيعة للوقت. وابلغ واد رويترز «هناك ارتفاع عنيف في أسعار الغذاء، وجرى ابلاغنا بأن هناك تهديدا يحيق بالعالم»، ودعا جميع زعماء الدول للحضور، «اعتقدت أن هذا سيكون للرد على سؤال بشأن ما ينبغي عمله.. لكن لم يحدث ذلك مطلقا». وأضاف واد «كان مؤتمر مثل غيره من المؤتمرات وهذا سبب شعوري بخيبة أمل»، لكن جماعة اوكسفام النشطة في مكافحة الجوع ومقرها بريطانيا كانت أكثر تفاؤلا.وقالت باربارا ستوكينج مديرة الجماعة «سيكون من السهل للغاية رفض تلك القمة بوصفها منتدى للحوار، لكنها يمكن أن تكون وسيلة للتقدم تؤدي الى سياسات أفضل وأموال لتنفيذها».

والاحاديث خلال القمة بشأن المزايا المحتملة للمزارعين الفقراء من قواعد جديدة للتجارة العالمية ستسهم في الدفع باتجاه إنجاز جولة مفاوضات الدوحة بمحادثات منظمة التجارة العالمية التي يحتمل أن تبلغ مرحلة حاسمة في الأسابيع القادمة.