السعودية: إطلاق استثمارات في الطاقة المتجددة في الخليج بـ 500 مليون دولار

تقدم حلولا لإنتاج طاقة نظيفة وتزود الأجهزة بالكهرباء لفترات قد تصل إلى أسبوع

TT

كشف عبد العزيز العوسي مدير شركة بيت الشمس لـ«الشرق الأوسط» أمس، عن استثمارات تقدر بـ 500 مليون دولار، ستطلقها شركته بالتعاون مع شركات أميركية في مجال الطاقة المتجددة في كل من السعودية ودول الخليج، لإقامة مشاريع واسعة لإنتاج الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية والرياح، حيث تعد هذه الدول من البلدان التي تتمتع بإشعاع شمسي كبير يؤهلها لتصبح مراكز لإنتاج وتصدير الطاقة الكهربائية لكثير من دول العالم. وأضاف العوسي انه سيقام بالتعاون مع الشركاء الأميركيين مصنع في السعودية لإنتاج الخلايا الشمسية والبطاريات بـ 200 مليون دولار، حيث سيعمل المصنع على إنتاج خلايا شمسية وأجهزة تخزين تعمل على حفظ الطاقة المنتجة لفترات طويله حيث يمكنها أن تزود الأجهزة بالطاقة لفترات تصل إلى اسبوع. وقال العوسي لـ«الشرق الأوسط»، إن فنيين من شركة سولارونا المتخصصة في إنتاج أجهزة الطاقة المتجددة، تم استدعاؤهم إلى السعودية لدراسة كيفية تحويل أجهزة التكييف لكي تعمل على الطاقة الشمسية، ملمحاً إلى أن حلولا ستقدم للكثير من مالكي المنازل والمزارع حول كيفية الإضاءة وتشغيل كثير من الأجهزة الكهربائية، التي بدورها ستخفض فواتير الكهرباء بشكل كبير.

وقال العوسي الذي تقيم شركته أول معرض متكامل للطاقة المتجددة من نوعه في الشرق الأوسط، إن هناك حديثا عن عقود مبدئية مع ثلاث دول من دول الخليج، هي السعودية وعمان والإمارات تقدر قيمتها بـ 175 مليون دولار، حيث سيتم توقيع عقد مع الجهات الرسمية في السعودية بعقد يقدر بـ 40 مليون دولار، وكذلك عقد مع الإمارات بـ 70 مليون دولار، وعقد ثالث مع عمان بـ 65 مليون دولار، وذلك للاستثمار في تقنيات متعددة من أهمها إنتاج طاقة كهربائية لإنارة الطرق السريعة، وتزويد المناطق النائية بالطاقة الكهربائية.

وبين العوسي أن شركته التي تقدم حلولا لإنتاج طاقة نظيفة، لن تدخل مجال المنافسة مع الشركات التقليدية لإنتاج الطاقة الكهربائية، وإنما توفر طاقة إضافية لتخفيف العبء على هذه الشركات، وقال «السعودية في الفترة الحالية توقع اتفاقيات ربط كهربائي مع عدد من الدول المجاورة لها، للحصول على طاقة كهربائية إضافية لأن إنتاجها من الكهرباء لا يوازي حجم الاستهلاك خصوصاً في فترة الصيف، مما يسبب ضغطا كبيرا على محطات إنتاج الطاقة الكهربائية، لذلك ممكن من خلال المشاريع التي نقدمها أن نوفر حول عملية وبتكلفة أقل لإنتاج الطاقة التي نحتاجها».

وبحسب العوسي فأن شركته التي تمتلك أربعة مصانع في الولايات المتحدة، بالمشاركة مع شركة سولارونا الأميركية، تعمل على إنتاج بطاريات وخلايا شمسية صديقة للبيئة، حيث تنتج بطاريات تعتمد على مواد غير ضارة بالبيئة، وأضاف نحن سنعرض تجارب عملية أكثر وأوسع لمشروع الطاقة المتجددة وإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بطرق أكثر عملية وأقل تكلفة. وأشار إلى أنه كانت لدى السعودية تجربة إنتاج الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية في حقل شمسي أقامته مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بالقرب من مدينة الرياض، لكن هذا المشروع لم ينجح بسبب رداءة البطاريات المستخدمة في المشروع، وكذلك الضرر الذي تلحقه بالبيئة لذلك لم تكرر التجربة في مواقع أخرى من البلاد. وتقدم التقنيات التي تعرض في معرض الطاقة المتجددة، حلولا لإنارة الشوارع وإنتاج الكهرباء للمنازل وإنارة الطرق السريعة وتوفير الطاقة الكهربائية لشحن الأجهزة، كما تعرض بالموازاة مع ذلك التكلفة المادية الضخمة التي تحدث جراء استخدام الطاقة الكهربائية التي يتم إنتاجها عن طريق البترول، فعدا عن التلوث الذي يحدث للبيئة، هناك التكلفة المادية الكبيرة لإقامة هذه المشاريع، من حفريات قد تؤثر على بعض المشاريع المقامة مثل الشوارع وغيرها، وكذلك تمديد الأسلاك لمسافات طويلة، مما يزيد من كلفة هذه الطاقة.

وتوقع العوسي أن تطرح شركة بيت الشمس للمساهمة في السوق السعودية، لكنه أشار إلى أن الفترة القادمة ستحدد مدى تقبل المسؤولين والمجتمع في السعودية للخدمات والتقنيات التي تقدمها شركته، وذلك من خلال المشاريع التي سيتم تنفيذها، وأضاف نجري في الوقت الحالي مفاوضات مع عدد من المصانع السعودية، حول كيفية تزويدها بأجهزة إنتاج الطاقة المتجددة، مشيراً إلى أن هذه المفاوضات لا زالت في مراحل مبكرة.