أجواء التفاؤل تدعم الاتجاه الصعودي لمؤشر الأسهم السعودية العام

مع المحفزات الإيجابية المحيطة به من كل صوب

متداولان يتابعان حركة الأسهم السعودية (أ.ف.ب)
TT

عادت الروح المتفائلة بين أوساط المتعاملين أمس، حيث تجددت لديهم الآمال بعودة تفاعل سوق الأسهم السعودية مع المحفزات الإيجابية المحيطة به من كل صوب، في مقدمتها الأداء النشط الذي كان عليه أمس سهم آخر البنوك السعودية إدراجا في السوق، وأضخمها من حيث رأسمال وهو «مصرف الإنماء».

واستمر سهم «الإنماء« في أدائه الديناميكي لليوم الثالث على التوالي، حيث سجل صعودا سعريا بنسبة 10 في المائة ليقف عند 19.25 ريال (5.1 دولار) مرتفعا من 17.50 ريال لأول من أمس. وبلغ حجم التداول 66.8 مليون سهم، بلغت قيمتها الإجمالية 1.2 مليار ريال (340 مليون دولار). ووفقا لماجد بن عبد الله الحربي المحلل الفني في سوق الأسهم السعودية، فإن المتعاملين بدوا خلال الأيام الماضية وحتى أمس في حالة نفسية مريحة تماما ممزوجة بآمال متفائلة بعودة المؤشر العام إلى الصعود بعد موجة التذبذب التي استمرت لفترة طويلة تجاوزت 6 أسابيع، كان فيها المؤشر العام «في حيرة».

ولفت الحربي خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن شريحة صغار المتداولين على وجه التحديد كانت منتعشة وبشوشة بعودة مؤشرات سوق الأسهم المحلية للانطلاقة مجددا ومشاهدة المؤشر العام يقفل نهاية التداولات، متجاوزا نسبة واحد في المائة بعد أن كانت التراجعات المحدودة هي الاتجاه السائد له خلال الشهرين الماضيين.

ويتفق مع رأي الحربي ما لمحت إليه مجموعة كسب المالية التي بينت أن الإعلان عن إدراج سهم الإنماء الثلاثاء الماضي جاء ليمثّل روحا جديدة للسوق بعد أن استغل المضاربون فترة الترقب للإعلان عن موعد إدراج أسهم «مصرف الإنماء» للضغط على السوق. وقدرت مجموعة كسب المالية خلال تقرير لها انخفاض معدلات التذبذب بدءا من الأسبوع الماضي، نظرا للنتائج الإيجابية المتوقعة مع إدراج سهم الإنماء إلا أنها تصر أن بعض الأسهم القيادية والمتوسطة باتت لا تتأثر بالتذبذب كونها في مستوى سعري عادل في الأصل.

وأقفلت سوق الأسهم السعودية أمس بنتيجة إيجابية، حيث صعدت 1.07 في المائة تمثل ارتفاعا قوامه 103.52 نقطة، بعد أن وقف المؤشر العام عند 9765 نقطة نهاية التعاملات، جاءت بعد تداول 341.3 مليون سهم بلغت قيمتها الإجمالية 12.7 مليار ريال (3.3 مليار دولار)، نفذت عبر 350.1 ألف صفقة.

ويعود الحربي إلى القول بأن المؤشر العام ينتظره نقاط مقاومة محتملة وسط سهولة تجاوزها نظير ما تتمتع به السوق من محفزات تحيطها من كل جانب تمتد من وضع الاقتصاد القوي للبلاد واستمرار فعالية الأنشطة والقطاعات ومرورا بأسعار النفط في الأسواق العالمية التي لا تزال مرتفعة، ووصولا إلى وضع الشركات المدرجة في السوق.

وهنا، تؤكد مجموعة بخيت الاستثمارية أن تعاملات السوق تكشف أن حالة التردد والحذر التي ألقت بظلالها على نفسيات المستثمرين طوال الفترة الماضية قد بدأت بالتلاشي مع إدراج سهم «مصرف الإنماء» الثلاثاء الماضي مشيرة إلى أن المتعاملين لاحظوا استقرار السوق في يوم إدراج المصرف.

ولفتت بخيت الاستثمارية إلى أن سوق الأسهم السعودية، شهدت انتعاشا ملحوظا وارتفعت مؤشراتها متجاهلة أسواق النفط العالمية التي أوضحت انخفاضا في أسعارها متأثرة باستمرار ارتفاع قيمة الدولار، بالإضافة إلى تلميحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي عن عدم وجود نية في خفض أسعار الفائدة خلال المدى القصير.

وتتوقع مجموعة بخيت الاستثمارية بعد تخطي السوق هذه المرحلة التي كان العامل النفسي المحرك الرئيسي لها، أن تدخل السوق مرحلة جديدة أكثر وضوحا لتتفاعل مع الظروف الاقتصادية الإيجابية المحيطة في السعودية، خصوصا بعد الانخفاضات التي شهدتها السوق خلال مايو (أيار) الماضي، ووصول أسعار معظم الشركات القيادية إلى مستويات متدنية تعكس مؤشرات مالية مغرية.

وزادت المجموعة أن الأنظار ستبدأ بالتوجه نحو النتائج المالية النصف سنوية للشركات المساهمة، خصوصاً القيادية منها، والمتوقع الإعلان عنها مع نهاية هذا الشهر، حيث ستشكل ربحية الشركات الدافع الرئيسي لتحرك السوق في الفترة المقبلة.