مصادر: أوبك لن تجتمع قبل سبتمبر إلا في ظل خطر حقيقي يهدد المعروض

وزراء الطاقة للدول الثماني الصناعية الكبرى يبحثون خطة لتأمين الطاقة العالمية

وزراء الطاقة لدول الثماني أثناء مؤتمر صحافي في اليابان (أ.ف.ب)
TT

اجتمع وزراء طاقة مجموعة الثماني، التي تضم الدول الصناعية السبع الكبرى إضافة لروسيا، أمس في مدينة أوموري اليابانية مع وزراء من الصين والهند وكوريا الجنوبية لبحث الارتفاع الكبير في أسعار النفط والغاز الطبيعي. وأفاد وزير الاقتصاد الياباني، أكيرا أماري، بداية الاجتماع أن وزراء مجموعة الثماني سيبحثون أيضا التقدمَ الذي طرأ في خطة العمل من أجل تأمين الطاقة العالمية التي كان قد تم التوصل إليها من قبل الدول الصناعية الكبرى عام 2006، وخلق تكنولوجيات جديدة لطاقة نظيفة. بينما حث رئيس الوزراء الاسترالي، كيفن رود، دول مجموعة الثماني على الضغط على أوبك لزيادة إنتاجها من النفط. وأشار رود الذي يواجه غضب الناخبين بشأن ارتفاع أسعار الوقود قبل التوجه لزيارة اليابان التي تستضيف اجتماع قمة المجموعة، الشهر المقبل، إلى انه سيضغط أيضا على نظيره الياباني وسيبعث برسائل الى زعماء الثماني الآخرين لحثهم على الضغط على أوبك. وقال رود للقناة العاشرة بالتلفزيون الاسترالي «من الضروري ان تفتح أوبك خطوط الإنتاج لمدى اكبر وتزيد إمدادات النفط العالمية». وارتفعت اسعار النفط الخام اكثر من عشرة دولارات لتصل الى مستوى مرتفع جديد فوق 139 دولارا للبرميل في تعاملات يوم الجمعة الماضي بزيادة 9 في المائة، لتأخذ إجمالي الارتفاع إلى 44 في المائة حتى الآن هذا العام. وخلال اجتماع عقد في اليابان قبل اجتماع القمة، دعا مسؤولو الطاقة في اكبر دول مستهلكة للنفط وهي اليابان والولايات المتحدة والصين والهند وكوريا الجنوبية المنتجين إلى زيادة الاستثمارات ولكنهم لم يصلوا الى حد حث أوبك على ضخ مزيد من النفط فورا.

وتستغرق زيارة رود لليابان أربعة ايام، وهي الزيارة الأولى الكبيرة منذ توليه السلطة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

في الوقت نفسه، أوضح مصدر في أوبك أمس أن المنظمة ليس لها خطط لمناقشة صعود أسعار النفط إلى مستويات قياسية جديدة، وستحتاج لرؤية خطر حقيقي يهدد المعروض كي تجتمع قبل اجتماعها المقرر القادم في سبتمبر (أيلول) المقبل. وأشار المصدر لرويترز «لا اعتقد ان الوزراء سيجتمعون قبل سبتمبر إلا إذا كان هناك خطر حقيقي يهدد المعروض. لن يجتمعوا لمجرد الحديث عن زيادات الأسعار». وأكد شكري غانم، رئيس شركة النفط الوطنية الليبية، أمس ان معروض النفط العالمي ملائم، ولا توجد تحركات أوساط أوبك لعقد اجتماع طارئ لبحث أسعار النفط القياسية.وأضاف في اتصال هاتفي «اعتقد ان هناك نفطا كافيا في السوق، ولم اسمع احدا يدعو لاجتماع»، متوقعا تواصل صعود الأسعار لفترة من الزمان. وأفاد ان اسعار النفط ترتفع لأسباب غير العوامل الأساسية في السوق مثل المضاربات والمخاوف بشأن التوترات السياسية في الشرق الاوسط. ودعت الدول المستهلكة الى مزيد من معروض نفط اوبك للمساعدة في تهدئة الاسعار المرتفعة، لكن مسؤولي اوبك يلقون باللوم في ارتفاع الاسعار على عوامل خارج عن نطاق تحكمهم. وقال غانم إن انتاج النفط أصبح اكثر صعوبة وتكلفة، وان الإمدادات العالمية قرب ذروة مستوياتها، موضحا أن أيام النفط السهل الرخيص انتهت والنفط المكلف يلوح في الافق.

وقال غانم انه قد يكون من غير الممكن زيادة الامدادات العالمية عن مستوى 100 مليون برميل يوميا من 87 مليون برميل يوميا حاليا.

ونقلا عن وكالة الانباء السعودية، أعلن علي النعيمي، وزير النفط السعودي، عن اتفاقه في الرأي خلال اجتماع أمس مع نظيره الباكستاني الذي يزور المملكة على ان صعود اسعار النفط الى مستوى قياسي جديد الاسبوع الماضي، لا صلة له بالعوامل الاساسية في السوق.

وقالت الوكالة بعد الاجتماع بين الوزيرين «جرى خلال الاجتماع الحديث عن أوضاع السوق البترولية الدولية والارتفاع غير المبرر لاسعار البترول».

وأضافت انه جرى خلال الاجتماع «الاتفاق على اهمية توازن السوق بين العرض والطلب مع توفر الامدادات الكافية، وأن ارتفاع الاسعار يعود لأسباب أخرى ليس لها علاقة بأساسيات السوق». وانخفض الدولار الجمعة الماضية متأثرا بالارتفاع الشديد لأسعار النفط، مما أثر على أسعار الأسهم في بورصة وول ستريت، بينما لم تشهد البطالة في اميركا هذه النسبة منذ 20 عاما.

وتوقع بعض الخبراء أن يلامس برميل النفط 200 دولار خلال الـ18 شهرا القادمين.