رئيس «أوبك»: المضاربات دفعت بأسعار النفط إلى مستويات قياسية.. ولولاها لكان 70 دولاراً للبرميل

شكيب خليل: 40 دولاراً من السعر الحالي ناجمة عن «تراجع قيمة الدولار»

شكيب خليل رئيس «أوبك» (ا.ف.ب)
TT

أعلن شكيب خليل، وزير الطاقة والمناجم الجزائري، ورئيس منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ان المضاربات هي التي دفعت بأسعار النفط إلى مستويات قياسية، ولولاها لكان سعر النفط في حدود 70 دولارا للبرميل. وبحسب وكالة الصحافة الألمانية، أوضح خليل في تصريح للصحافيين بمناسبة زيارة رئيس الوزراء البرتغالي جوزيه سقراطيس إلى الجزائر ان «المشكلة المطروحة تتمثل في الأزمة الاقتصادية في الولايات المتحدة، والتي أدت إلى تدهور كبير في قيمة الدولار، وكذلك التهديدات ضد إيران التي صعدت من الاضطرابات الجيو سياسية»، مضيفا أن هذين العاملين «أديا إلى ارتفاع بسعر النفط لا صلة له على الإطلاق بالعرض والطلب». وقال خليل إن «سعر النفط قد يكون في حدود 70 دولارا لولا هذين العاملين»، وأن «حوالي 40 دولاراً» من السعر الحالي للخام ناجم عن «تراجع قيمة الدولار».

وأشار الوزير الجزائري الى كفاية المعروض في الأسواق، وان المشكلة في البلدان المستهلكة «إنما تتمثل في الرسوم المرتفعة المطبقة على المنتجات النفطية. ففي أوروبا على سبيل المثال يتضمن سعر المنتج النفطي الذي يباع على مستوى محطات الوقود أكثر من 75 في المائة رسوم». وأكد أن اوبك ستعقد اجتماعا في 9 سبتمبر (أيلول) القادم «من أجل تقييم السوق (النفطية) واتخاذ قرارات لضمان استقرارها».

وقال خليل ان الوقود يباع بأسعار أعلى في الدول المستهلكة بسبب الضرائب التي تفرضها الحكومات، مضيفا ان سعر البنزين في محطات التعبئة الاوروبية يشمل ضريبة بأكثر من 75 في المائة. ومضي يقول ان البلدان المستهلكة تستطيع خفض الضرائب لكنها ستواجه عندئذ صعودا في الاستهلاك، مضيفا أنها معضلة لكنها السبيل الوحيد لحين تراجع أسعار النفط.

وأفاد عبد الله البدري، الامين العام لأوبك، انه لا يوجد نقص في معروض النفط في الأسواق، وان المخزونات في مناطق الاستهلاك الرئيسية عند «مستويات مريحة». وفي كلمة القيت نيابة عنه أمام ورشة عمل عن الطاقة في العاصمة النيجيرية ابوجا، قال البدري ان تقلب أسعار النفط لا علاقة له بالعوامل الأساسية للعرض والطلب، وان قدرة اوبك على التحكم في السوق محدودة. وأكد محمد علي خطيبي، محافظ ايران لدى المنظمة ذاتها، تصريحات الأمين العام بأن ارتفاع سعر النفط الى مستوى قياسي فوق 139 دولارا للبرميل الأسبوع الماضي لا يعود إلى نقص في المعروض. وأبلغ خطيبي رويترز عبر الهاتف أن التوتر السياسي العالمي وضعف الدولار الأميركي والمضاربة كل ذلك يفضي الى تقلبات في سعر النفط.

وقال «المشكلات في السوق ليست لنقص في معروض أوبك، لا يوجد نقص والمعروض يفوق الطلب. نحن لا نلبي الطلب فحسب بل نرسل أيضا بعض النفط إلى المخزونات. ماذا يمكننا أن نفعل أكثر من ذلك.. أوبك تبذل قصارى جهدها». وقال انه ليس هناك ما يدعو أوبك الى عقد اجتماع قبل مؤتمرها التالي المقرر في سبتمبر (أيلول) نظراً لانه لا يوجد ما يمكن التباحث بشأنه.. الذي سنتحدث عنه.. نشاط اللاعبين في سوق العقود الاجلة.. هل نستطيع عمل أي شيء حيال ضعف الدولار.. من الافضل أن ننتظر حتى سبتمبر».

قالت السعودية اليوم الاثنين إنها ستدعو الى عقد اجتماع «قريب» بين البلدان المنتجة والمستهلكة للنفط من أجل مناقشة ما وصفته بالزيادات غير المبررة في أسعار الخام. وقال مجلس الوزراء السعودي في بيان إن العوامل الأساسية لا تبرر صعود سعر النفط، مضيفا أنه طلب من وزير البترول، علي النعيمي، الدعوة الى عقد الاجتماع للتباحث بشأن معالجة الارتفاع.

ودعى وزير البترول والثروة المعدنية لاجتماع قريب يضم ممثلين عن الدول المنتجة والدول المستهلكة والشركات العاملة في إنتاج وتصدير وبيع البترول للنظر في ارتفاع الأسعار ومسبباته وكيفية التعامل الموضوعي معه.

وأعاد خطيبي التأكيد على أن ايران ستصدر 2.5 مليون برميل يوميا على الاقل من النفط في يونيو (حزيران) الحالي. وهبط الخام الأميركي الخفيف في عقود يوليو (تموز) في «نايمكس» دولارين أو ما يعادل 1.44 في المائة، الى 136.55 دولار للبرميل. وكان سعر العقد وصل الى 139.12 دولار للبرميل يوم الجمعة. وفي لندن هبط مزيج برنت في عقود يوليو 1.94 دولار، أو ما يعادل 1.41 في المائة، الى 137.75 دولار للبرميل. وارتفع الدولار أمام اليورو والين بعد تقرير مبيعات المنازل في ابريل (نيسان) والذي جاء أفضل من المتوقع.