الأميركيون يعيدون اكتشاف القطارات مع ارتفاع أسعار النفط

ارتفاع عدد الركاب بنسبة 12% والتذاكر 15%

الزيادة في أعداد الركاب تسلط الضوء على الحاجة الى امدادها بمزيد من التمويل الاتحادي والتمويل من الولايات («نيويورك تايمز»)
TT

فقد شهدت امتراك وهي شركة السكك الحديدية لنقل الركاب في اميركا التي تواجه صعوبات، أعدادا قياسية في مايو (ايار) حين ارتفع عدد الركاب بنسبة 12.3 في المائة عن عددهم قبل عام مضى وزادت مبيعات التذاكر بنسبة 15.6 في المائة وفقا لبيانات الشركة.

وقال اليكس كامانت رئيس شركة امتراك ان الارقام تشير الى العام السادس على التوالي من حيث أعداد الركاب القياسية. وقدر زيادة بنسبة تتجاوز 11 في المائة هذا العام في عدد ركاب خطوطها البالغ طولها 33800 كيلومتر بناء على عدد الركاب في العام الماضي الذي بلغ 26 مليون راكب.

ويرجع رئيس الشركة نحو نصف هذا النمو الى ارتفاع أسعار البنزين. وقال كامانت «يتوقف هذا على الخدمة لكن من المؤكد أن نمو عدد ركابنا متصل بأسعار الوقود... نحن نواجه مشكلة فيما يتعلق بالسعة». وسعت ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش لإلغاء تمويل اتحادي مباشر لامتراك وهي شركة اتحادية تهدف الى الربح وتعاني من عجز منذ انشائها عام 1971. ويؤكد مساندوها أن شركات السكك الحديدية لنقل الركاب في دول أخرى تخسر أموالا ايضا.

وهدد البيت الابيض يوم الاثنين باستخدام حق النقض الفيتو ضد تشريع لتمويل امتراك للاعوام الخمسة القادمة قائلا ان مجلس النواب الاميركي أخفق في استخدام لغة تحمل شركة السكك الحديدية مزيدا من المسؤولية. ويمد تشريع مجلس النواب امتراك بتمويل قدره 14 مليار دولار وينشئ برنامجا من المنح الاتحادية المشروطة للولايات من أجل المشاريع الخاصة بتحسين خدمة الركاب وهي ترتيبات يقول كامانت انها ضرورية من أجل أي توسع.

ومضى يقول «سيكون لهذا أثر ضخم... نحن في عالم مختلف عما كنا فيه قبل ثلاثة أو أربعة أعوام مع بلوغ أسعار البنزين هذه المستويات. وفي ظل الازدحام الذي نواجهه على الطرق السريعة ومع صعوبة السفر جوا».

ويقول المدافعون عن السكك الحديدية ان الزيادة في أعداد الركاب تسلط الضوء على الحاجة الى امدادها بمزيد من التمويل الاتحادي والتمويل من الولايات حتى توضع الولايات المتحدة في مصاف دول اوروبا واليابان ولاعطاء امتراك القوة لتنافس مع خطوط الطيران التجارية.

ويشيرون الى خطوط المسافات الطويلة حيث قفزت أعداد الركاب بنسبة 15 في المائة في مايو كدليل على أن السكك الحديدية تستطيع منافسة خطوط الطيران اذ ان التكلفة المتزايدة لوقود الطائرات تزيد من أسعار تذاكر الطيران.

وفي حين تمتلك بريطانيا وفرنسا والمانيا أنظمة للسكك الحديدية تمثل ما بين ستة وثمانية في المائة من اجمالي عدد الكيلومترات التي يقطعها الركاب في السفر سنويا تمثل امتراك أقل من واحد في المائة. وتمثل اليابان التي تدير أنشط شبكة للقطارات السريعة باستخدام قطارات شينكانسين الخاصة بها نحو 18 في المائة. وقال روس كابون المدير التنفيذي للرابطة القومية لركاب السكك الحديدية التي تضغط من أجل الحصول على مزيد من الدعم لامتراك «ان الامر يشبه جعل سفينة ضخمة مثل صناعة النقل الاميركية على تغيير اتجاهها».

ويقول كثير من المسافرين انهم يودون رؤية مزيد من الخدمات حيث أشاروا الى الاحباط بسبب أسعار البنزين في محطات التزود بالوقود في الولايات المتحدة التي تتجاوز في المتوسط أربعة دولارات للجالون اضافة الى ارتفاع أسعار تذاكر الطائرات.

وذكر بول كلابيس (53 عاما) عقب نزوله من قطار امتراك السريع الوحيد بعد رحلة من نيويورك الى بوسطن «حتى بالنسبة للمسافرين من أجل العمل هناك الكثير من الضغط من قبل الشركات لخفض تكاليف السفر».

ويقول كلابيس وهو مدير احدى الشركات المالية انه كان يقوم بهذه الرحلة عادة جوا حتى شهرين مضيا حين تحول الى استخدام القطار لتوفير الاموال. وقررت شانون داناهير هنري وهي مواطنة مسنة الا تسافر جوا من كونيتيكت الى مين. وقالت ان تكلفة السفر على رحلات شركات الطيران الامريكية الكبرى التي حاولت رفع أسعار معظم تذاكر الطيران الداخلي ذهابا وايابا بمقدار 20 دولارا في العطلات الاسبوعية باهظة للغاية. وأضافت اثناء انتظارها قطارا تابعا لامتراك في هارتفورد بكونيتيكت ليقلها الى بورتلاند بمين على بعد 322 كيلومترا «تكلفة الطيران لا تحتمل».

وتبلغ تكلفة التذكرة الى مين نحو 100 دولار وهي أقل من ثلث إحدى أرخص تذاكر الطيران المتاحة سعرا ويتضمن مسارها التوقف مرتين. وتستغرق الرحلتان اكثر من سبع ساعات عند حساب الوقت اللازم للتبديل بين الطائرات. ومضت تقول «سعر تذكرة القطار ليس غاليا ويستغرق نفس الوقت الذي يستغرقه السفر بالطائرة لكن مع القطار تستطيع على الاقل رؤية المناظر الطبيعية».

ويمكن أن تنتقل مسألة ما اذا كان يجب توسيع نطاق خطوط السكك الحديدية الوحيدة التي تمتلكها البلاد للمسافات الطويلة الى البرامج السياسية للمرشحين لانتخابات الرئاسة الاميركية.

وكان باراك اوباما مرشح الحزب الديمقراطي للرئاسة قد قال على موقعه على الانترنت انه سيقاتل من أجل تمويل امتراك فيما يسعى الى اجراء اصلاحات. وسعى منافسه مرشح الحزب الجمهوري السناتور جون مكين فيما مضى الى منع الدعم الاتحادي عن امتراك.

ويقول منتقدون ان امتراك تظل بطيئة وغير فعالة بدرجة يرثى لها. ويبلغ متوسط سرعة قطار امتراك الرئيسي «اسيلا» 132 كيلومترا في الساعة بالرغم من أنه يستطيع أن يصل الى 241 كيلومترا في الساعة في أجزاء من رود ايلاند وكونيتيكت.

وعلى النقيض استطاعت اليابان وفرنسا والمانيا تطوير أنظمة للسكك الحديدية قادرة على الوصول الى سرعات تتراوح بين 241 و297 كيلومترا في الساعة على قضبان مخصصة لها مزودة بأنظمة اشارة رفيعة المستوى مصممة للقطارات السريعة.