احتجاجات ارتفاع أسعار النفط حول العالم

الإسبان يخزنون الطعام خوفا من حدوث نقص

TT

نظم الاف من سائقي الشاحنات إضرابا مدته نصف يوم في تايلاند أمس لمطالبة الحكومة بالمساعدة في مواجهة أسعار الوقود المرتفعة في أحدث احتجاج بسلسلة من الاحتجاجات في شتى أنحاء اسيا وأوروبا. وذكرت وكالة رويترز للانباء ان هيئات النقل مستعدة لسد الطرق المتجهة الى بانكوك الاسبوع المقبل مما يزيد الضغط على الحكومة التي تواجه بالفعل احتجاجات في الشوارع بسبب مساعيها لتعديل الدستور. وأثار الاحتجاج مخاوف بوقوع انقلاب عسكري بعد أقل من عامين من اطاحة الجيش لرئيس الوزراء المؤيد لقطاع الاعمال تاكسين شيناواترا.

وقال تونجيو خونجكان أمين عام اتحاد وسائل النقل البري في تايلاند الذي يسيطر على 400 ألف شاحنة لرويترز «اذا لم تنفذ الحكومة طلباتنا بحلول 17 يونيو سنحرك شاحناتنا». ويطالب السائقون بخفض ثلاثة بات (0.09 دولار) لكل لتر من وقود الديزل لمدة ستة شهور وكذلك توفير قروض ميسرة لتحويل المحركات لكي تعمل بالغاز الطبيعي المضغوط.

ووافقت مصافي تايلاند المملوكة للدولة الشهر الماضي على بيع وقود الديزل الى شركات الحافلات في بانكوك بخصم يبلغ ثمانية بالمائة. ومن المتوقع أن تنتفع قطاعات أخرى مثل الصيادين وسائقي الشاحنات من اتفاق مشابه.

وأثار ارتفاع أسعار الوقود الناجم عن ارتفاع أسعار النفط الخام العالمية اذ سجلت معدلات قياسية بلغت 139 دولارا للبرميل الاسبوع الماضي احتجاجات المستهلكين وهيئات النقل في شتى أنحاء العالم. ورفعت شركة الخطوط الجوية التايلاندية الدولية الضريبة الاضافية بما يصل الى مائة في المائة بسبب ارتفاع تكاليف وقود الطائرات.

وستتراوح الرسوم على التذاكر اعتبارا من 25 يونيو (حزيران) بين 60 و281 دولارا للتذكرة الواحدة. وتوقف أيضا شركة الطيران رحلاتها من بانكوك الى نيويورك اعتبارا من الاول من يوليو تموز لخفض التكاليف.

وفي أوروبا بدأ الاسبان في تخزين السلع الغذائية خشية أن يؤدي اضراب سائقي الشاحنات الذي عطل الامدادات الى حدوث نقص. وقال تجار سوق الجملة الرئيسية للسلع الغذائية في مدريد ان امدادات الاغذية الطازجة ستبدأ في النفاد قريبا. وشهدت فرنسا احتجاجات أيضا كما انضم سائقو الشاحنات في البرتغال الى الاضراب. وقال متحدث باسم سلطات مطار البرتغال اليوم ان الوقود نفد في المطار الرئيسي في لشبونة نتيجة اضراب سائقي الشاحنات مما أدى الى تأخر الرحلات ولكن لم يجر الغاء أي منها. وتابع «ليست هناك امدادات ـ وقود ـ للطائرات في مطار بورتيلا والوقود المتوفر يكفي فقط رحلات الطوارئ والرحلات العسكرية والرسمية». وأضاف أن الطائرات تتزود بالوقود عن طريق التوقف في مطارات أخرى مثل مطار بورتو. ونفد البنزين أيضا في العديد من محطات البنزين اليوم واصطفت طوابير طويلة في محطات أخرى في الوقت الذي يحاول فيه السائقون ملء خزانات سياراتهم. وفي آسيا حيث تستورد العديد من الدول النفط الخام أكثر مما تصدره اضطرت حكومات لخفض الدعم على الوقود والسماح بارتفاع الاسعار مما زاد الضغط على السكان الذين يعانون بالفعل من ارتفاع تكاليف السلع الاساسية مثل الارز. وعرض مجلس الوزراء الكوري الجنوبي الاستقالة في مواجهة الاحتجاجات العارمة في الشوارع أمس الثلاثاء بسبب سياسات الرئيس لي ميونج باك الذي تراجعت شعبيته. وقال لي ان كوريا الجنوبية، وهي رابع أكبر اقتصاد، في اسيا قد تكون تتجه صوب أزمة من جراء أسعار الموارد المرتفعة وتباطؤ النمو. والتضخم في أسعار المنتجين في خامس أكبر مستورد للنفط الخام في العالم سجل أعلى مستوياته منذ عشرة أعوام الشهر الماضي.

وصوت سائقو الشاحنات في كوريا الجنوبية لصالح بدء اضراب من جراء ارتفاع أسعار الوقود وتجاهلوا برنامج المساعدات المالية الذي أعلنته الحكومة وحجمه 10.2 مليار دولار ويهدف جزئيا الى تهدئة أثر ارتفاع تكاليف الطاقة.

وفي الهند أدى اضراب لمدة يوم احتجاجا على ارتفاع أسعار الوقود الى اغلاق المتاجر والمصارف في الجزء الواقع تحت سيطرة الهند من كشمير اليوم في تزامن مع احتجاج لشركات النقل التي تطالب بالسماح لها بزيادة رسوم الركاب وتكاليف الشحن.