شركات الطيران الأميركية تلجأ لطرق مبتكرة لتوفير الوقود

40 في المائة من قيمة التذكرة تذهب للوقود

مقاعد أخف لتخفيف وزن الطائرة («نيويورك تايمز»)
TT

تعيد شركات الطيران في الولايات المتحدة، النظر في كل مرحلة من عملياتها، للوصول إلى وسائل جديدة لتقليل فاتورة الوقود المتزايدة. ولتحقيق ذلك، تقوم شركات الطيران بتنظيف محركات الطائرات للتخلص من المواد المترسبة، وتخفيض كمية المياه الموجودة في حمامات الطائرات وتستبدل مقاعد الركاب بأخرى أخف وزنا. فالمعاناة المادية التي تسببت فيها أسعار الوقود المرتفعة موجعة جدا، لا سيما بالنسبة لشركات الطيران، لأن هذا هو وجه الإنفاق الأكبر لهم. منذ ثمانية أعوام، كانت نسبة 15 في المائة من قيمة التذكرة تذهب إلى الوقود، ولكن ارتفعت هذه النسبة لتصل لـ40 في المائة في الوقت الحالي، حسب رابطة النقل الجوي.

وإذا استمرت أسعار الوقود كما هي، سيبلغ حجم ما تنفقه شركات الطيران في الولايات المتحدة بصورة إجمالية على الوقود خلال هذا العام 61.2 مليار دولار، أي أكثر بمقدار خمسة أمثال ما أنفق خلال 2002، عندما انخفضت معدلات السفر بشكل كبير بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول). وتؤدي كل زيادة في أسعار الوقود، التي وصلت بالفعل إلى 84 في المائة مقارنة بالعام الماضي، إلى زيادة في الضغط على الطائرات التي تستخدم 7 آلاف غاالون في الطائرة بوينغ 737، ونحو 60 الف غالون في الطائرات بوينغ 747. وتسعى شركات الطيران إلى زيادة الرسوم، وإضافة رسوم إضافية في أسرع وقت ممكن، ولكن في مرحلة معينة، سيبقى الركاب في منازلهم. ولذا تسعى شركات الطيران إلى وسائل جديدة للتوفير. ويقول بيث هاربين مدير شركة «ساويث ويست»: «يضم أسطولنا أكثر من 500 طائرة، ولذا فإذا تمكنت من أن تصنع شيئا مختلفا في طائرة واحدة خلال رحلة واحدة وضربت هذا في 500 طائرة، فستحصل على نتيجة جيدة»، وعلى الرغم من أن شركات الطيران قد حاولت استخدام إجراءات لتوفير الوقود على مدى عدة سنوات، بدأت هذه الشركات في التعامل مع المشكلة الملحة، التي ظهرت بعد أن وصل البترول لـ100 دولار في البرميل هذا العام. ودعت كل شركات الطيران موظفيها إلى اقتراح وسائل لتقليل استخدام الوقود. وتستغني الشركات عن الطائرات القديمة، فعلى سبيل المثال ستستغني «نورث ويست» عن طائرات «دي سي ـ 9» التي استخدمتها لعدة عقود، وستقوم «أميركان» بنفس الأمر مع طائرات «إم دي ـ 80»، و«يوناتد» مع ست طائرات بوينغ «747». ولدى شركة «نورث ويست» طائرات أيرباص (ايه 330) للرحلات الطويلة، وهي تستخدم وقودا أقل بنسبة 38 في المائة من طائرات «دي سي 10»، كما تستخدم طائرة أيرباص «أيه 319» للرحلات المتوسطة المدى وقودا أقل بنسبة 27 في المائة من طائرات «دي سي ـ 9»، حسب تيم ماكرو، مدير «نورث ويست» لبرامج البيئة والآمان. كما تتسبب القاذورات الموجودة في المحركات في بعض المشاكل، ولذا تقوم شركتا «أميركان» و«سويث ويست» بتنظيف محركات عدد من طائراتها كل ليلة، على الرغم من أن هذا كان يحدث فقط خلال أعمال الصيانة والتجديد. وحسب بيانات شركة «سويث ويست» فقد تمكنت الشركة من توفير 1.6 مليون دولار من تكلفة الوقود منذ إبريل (نيسان) الماضي عن طريق تنظيف المحركات».

وتتوقع شركة «أميركان» أن توفر نحو 330.7 مليون دولار هذا العام، أو نحو 3.5 في المائة، من مجمل فاتورة الوقود التي ستصل إلى 9.26 مليار دولار.

وتقوم بعض شركات الطيران بقيادة طائراتها بسرعات أبطأ نوعا ما لتوفير الوقود. فعلى سبيل المثال، منذ خمس سنوات كانت شركة «دلتا» تقدر وقت الطائرة من لوس أنجليس إلى أتلانتا بأربع ساعات و12 دقيقة، والآن تستغرق أربع ساعات و18 دقيقة بسرعة أقل. وتدرس شركة «دلتا» جدوى أدلة الطيارين الثقيلة، حيث يبلغ ثقل الكتاب الواحد باوندا ونصف الباوند»، بل تفكر الشركة في إلغاء الأدلة المطبوعة وعرض البيانات على شاشات الكومبيوتر. وقد يلاحظ المسافرون تغيرات أخرى، حيث تستغني بعض شركات الطيران عن المقاعد الأثقل بأخرى أقل وزنا. وحتى عربات تقديم المشروبات، حيث تقوم شركة أميركان باستبدال العربات الثقيلة التي كانت لديها بأخرى أخف بمقدار 17 باوندا. وتقول الشركة إن هذا من شأنه أن يوفر 1.9 مليون غالون من الوقود سنويا. وقد أصبحت المياه في مرمى الهدف، حيث قللت شركة «نورث ويست» المياه التي كانت تضعها في الحمامات بمقدار 25 في المائة على الرحلات الدولية، وكانت معظم هذه الطائرات تعود من رحلاتها الطويلة بخزانات المياه وهي نصف ممتلئة. ويشير ماكرو إلى أنه عند تقليل الوزن بمقدار 25 باوندا، يتم توفير 440.000 دولار في السنة. وتدرس شركة «نورث ويست» كل شيء بدءا من تقديم نصائح التعبئة للعملاء إلى تقديم الصودا إلى المسافرين، حيث فكرت في استخدام زجاجات بلاستيك سعتها لتران بدلا من العلب التي تعطى لكل مسافر على حدة، ولكنها رأت أن المسافرين لن يعجبهم ذلك.

* خدمة «نيويورك تايمز»