الأسمدة الباهظة.. تهديد جديد لشبكة الغذاء

زيادة استخدام الأسمدة في العالم أكثر من 11 مرة

نما استخدام الأسمدة في العالم من 15.5 مليون طن في عام 1950 الى 169.4 مليون طن في عام 2007
TT

كانت محركا للثورة الخضراء، وساعدت في انقاذ الملايين من الجوع، والآن أضحى سعر أحد أهم مستلزمات الزراعة يفوق قدرة كثير من المزارعين في العالم.

ومع ارتفاع أسعار الغذاء وانخفاض المخزون، اصبح العالم في اشد حاجة لمحصول وفير، ولكن الأسمدة التي كانت في وقت ما أحد أكثر السلع وفرة، اضحت نادرة وباهظة. ويقدر أن ربع البروتين الذي يستهلكه الانسان مصدره الأسمدة، لذا فإن الاسعار المرتفعة والنقص في السوق الفورية، يزيدان الضغط على منظومة الغذاء المعتلة بالفعل.

وقال خايمي تاديو وهو مزارع أرز من الفلبين لرويترز «لا يمكنك ان تتوقع محصولا كبيرا اذا لم تستخدم اسمدة، ولكن السعر يخنقنا». مضيفا أن جوال الأسمدة يباع بحوالي 1800 بيزو أو 43 دولارا، مقارنة بأقل من 1000 بيزو قبل عام. وأضاف «خرج عن السيطرة كليا، لأن أسعار الأسمدة ستواصل الارتفاع، طالما استمر صعود أسعار النفط. أخشى ان كثيرين لن تكون لهم قدرة على الحصول عليه».

والأسمدة مثل الفيتامينات بالنسبة للتربة، وتنقسم لثلاثة انواع رئيسية النيتروجين والبوتاس والفوسفات.

وتقتفي بعض الاسمدة مثل النيتروجين، الذي يستهلك طاقة كبيرة خلال عمليات انتاجه اثر أسعار النفط. والبعض الآخر عليه طلب كبير فحسب، رغم أن خبراء يقولون ان النقص ليس نتيجة قلة الامدادات. وفي الشهر الماضي وافقت الصين على دفع أكثر من ثلاثة أمثال السعر، الذي كانت تسدده قبل عام لتحصل على امدادات البوتاس المحدودة، مما أدى لصعود اسعار أسهم شركات عالمية لانتاج الأسمدة لمستويات قياسية. وقدر محللون ان الصين، وهي اكبر سوق لاستيراد الأسمدة، ستدفع بين 650 و670 دولارا للطن. والسعر المرتفع عبء على المزارعين الاثرياء والفقراء على السواء، رغم ارتفاع الأسعار العالمية للمحاصيل. فإذا سارت الأمور بشكل جيد، يمكن ان يحصل المزارع على ثلاثة دولارات مقابل كل دولار واحد يستثمر في الأسمدة.

ومع تساقط مطر كاف وحرارة مناسبة تساعد الأسمدة المزارعين على جني ارباح من أسعار الحبوب التي سجلت مستويات تاريخية. ولكن المحصول الضعيف سيتركهم في صراع لشراء امدادات للعام المقبل. ولعبت الأسمدة دورا حيويا في الثورة الخضراء في العقود القليلة الماضية، حين تمكن مزارعون بصفة خاصة في الدول الفقيرة، من تحقيق زيادة كبيرة في المحصول. وبدأت الثورة الخضراء في الأربعينات من القرن العشرين، وساعدت الأسمدة غير العضوية، التي طورت حديثا في تحقيق زيادة كبيرة في الانتاج الغذائي، وانقذت دولا مثل الهند من المجاعة. ونما استخدام الأسمدة في العالم اكثر من 11 مرة من 15.5 مليون طن في عام 1950 الى 169.4 مليون طن في عام 2007، بينما قفز تعداد سكان العالم، من 2.5 مليار نسمة الى 6.6 مليار نسمة.

ولكن الآن مع ارتفاع أسعار الأسمدة والوقود، يشعر البعض بالقلق من أن انتاج كثير من الحبوب قد ينهار مما يمثل ضغطا على جميع المزارعين وبصفة خاصة في الدول النامية. وقال راجيف شاه الذي يدير برنامج تنمية الزراعة في مؤسسة بيل وميلندا غيتس، التي تدير برامج معونة ضخمة في افريقيا «انها مشكلة هائلة بالنسبة للمزارعين من ذوي الدخل المنخفض». وبصفة عامة فالمجازفة كبيرة هذا الموسم. ويعتقد البعض ان الحل الوحيد الممكن يتمثل في زيادة الدعم الحكومي للمزارعين الفقراء.